23 ديسمبر، 2024 2:22 م

العراقيون ..كمن يستجير من الرمضاء بالنار!!

العراقيون ..كمن يستجير من الرمضاء بالنار!!

قيل الكثير عن الظلم المتعدد الاشكال والالوان وصنوف الذل والقهر وانتهاك الكرامات التي تعرض لها العراقيون..وان الاقدار راحت تبدل ظلمهم بظلم آخر، فما ان يتمنوا ان يخلصوا من مصيبة أو حقبة حتى تحل عليهم مرحلة أشد ضراوة من حيث نيرانها عليهم ..حتى صدق فيهم المثل العربي القديم العروف : كمن يستجير من الرمضاء بالنار!!

والرّمْضَاءُ : شدةُ الحر : شَكَوْنَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَرَّ الرَّمْضَاءِ

الرّمْضَاءُ : الأرضُ أو الحجارة التي حَمِيَت من شدَّةِ وَقْع الشمس..

كالمستجير من الرَّمضاء بالنَّار مثل : يُضرب لمن يَفِرُّ من شَرٍّ فيقع فيما هو شَرٌّ منه رمِضَتِ الغَنَمُ :- : قَرِحَتْ أَكْبادُها مِنْ شِدَّةِ الحَرِّ أَثْناءَ رَعْيِها . رَمِضَتِ الأَرْضُ :- : اِشْتَدَّ عَلَيْها وَضْعُ الشَّمْسِ .  رَمِضَتِ الشَّمْسُ :- : اِشتَدَّ وَقْعُها .  رَمِضَ الصَّائِمُ :- : حَرَّ جَوْفُهُ مِنْ شِدَّةِ العَطَشِ .وقيل انه كلما طالت الحرائق في الغابات الكثيفة كلما صعب اخمادها

والمدخن لا يدري أنه حين يهرب إلى سم التبغ هو كمن يستجير من الرمضاء بالنار، لأنه بذلك يستنزف ماله وصحته.. وأهم ميزة من مميزاتى الدخان الذي ينبعث مني وتدخنه، لأن تكوينه معقد للغاية .

وقيل أن النار هي الجحيم ومنها خلق الشيطان لأنها الارتداد لبدايه الخليقة والروح هي الجنة لأنها قمة الوجود.

المليشيات وداعش.. من وجهة نظر متابعين للشأن العراقي وجهان لعملة واحدة.. فالمواطن العراقي كمن يستجير من الرمضاء بالنار.. وقيل ان لا أحد من العراقيين يريد داعش و لكن من يده في النار ليس كمن يده في الماء.وقيل ان الانظمة العربية  والدول الكبرى التي تسيطر على العالم وتستعمره بطريقة مباشرة أو غير مباشرة كلّها دواعش أو داعش. قال الله تعالى : «أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ». وقيل ان وجود انظمة متعفنة هو ارضية خصبة لوجود مثل داعش

ويقول الكاتب الفلسطيني وليد جبرين انه اذا كانت الانظمة العربية تتصرف مع شعوبها بطريقة داعشية ، فلماذا لا يبعث الله عليها الدواعش على اساس ان الجزاء من جنس العمل ؟

وقيل ان المدارس الأهلية : تجارة وانتهازية وتدمير وانتكاسة للتعليم ..وهذه المدارس اريد لها أن تغطي عجز المدارس الحكومية، وأن تُشكل بيئة تعليمية وثقافية بكل معنى الكلمة، أم أن الفرار إليها تماما كمن يستجير بالرمضاء من النار؟

والكثير الكثير مما ينطبق عليه المثل في حياتنا اليومية..فما ان يخلص العراقيون من مطب حتى يقعوا في آخر أسوا منه وربما أكثر ظلم مما كانوا قد تعرضوا له قبل فترة، وهم يتمنون ان يروا ضوءا في نهاية النفق كما يقال، علهم يعبرون سنوات الظلمة، لكن الأقدار اللعينة تضعهم مرة أخرى في نأر أخرى، وينطبق عليهم المثل الذي سبق ان رددناه كثيرا.. كمن يستجير من الرمضاء بالنار..!!