7 أبريل، 2024 8:40 م
Search
Close this search box.

العراقيون في الخارج .. انواع وأشكال .السؤال : الضمير المعذب متى يعود لوطنه ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

الذيـن تركوا العـراق بعـد العام 2003 أو لنقـل في السنوات الاخيرة و ( هـجوا ) الى أطـراف الدنيــا الأربعـة ،
هـم أنـواع ، منهـم المـتمول المتخـم الذي نكبـته الاحـداث ببعض ماله ، ولكنهـا كانت نعمـة عليه ، لانها أتاحت له الفرصة
في التمـتع بـثروتـه ، وقـد كان يتصـرف ” وهو الغـني ” تصرف الحارس على اموال غـيره ، فإذا بـه يكتشـف فجــأة ان
المال قـد وجـد لينـفق لا ليكـدس ، وان انفـاق المال هـو تحرر مـن عبــوديــة البـخـل ، وهـذا المتمـول المتـخم قـد سـيق –
رغـم أنـفـه – الى الجـنة ، جـنـة ( بــحـبوحـة الحياة ) والتمـتع بـها .
وهنـاك نوع آخـر من ( الهـاجين ) وهــم ( الحـواســم ) النـاجين من المــوت ، وعــذاب الدنيــا والآخـرة بانتظارهم .
وقـد تيسـر لي أن اشـاهـد العجـب العجاب ( ميـدانيــاً ) فعـجبت بقـلم المـتمول المتخم بالمال الذي لا بجـر قلمه الا لتوقيع
السـندات والحجوزات والرهونات . كيف تحـول الى وصّـاف ماهر يسجل خواطره عن جمال الدنيا والطبيعـة ومرابـع
الأنس ومبـاهج الحضارة ، فـقد مـات فيـه التـاجر الجشـع وُولِـدَ فـيه ( ونعم المولود ) السـياسي الودود ، فكأن صاحبنا
ولـد َ – يوم نُـكب – !!
ونـوع آخر من الذيــن هاجروا ، لـم ينكب في رزقـه وانما نـُكـب َ فـي ظـنه بوطنـه ، فـآثــــر
البعـاد عن مسـقط رأسـه على ان يشـاهـد بـاُم عيـنه بـلده وقـد تحـول الـى وطـن نموذجــي للجـرائم ، من قتـل وحــــرق
بـعد ان كان العـراق مثـلاً للعيـش الرغـيد والحيـاة الحلوه .
وهـذا الصنف من ( الهاجـين ) هـو في رأيي أرقى من البقـية .. لأنـه أرقهم وأصفـاهم حسـاً وأصدقهـم وطنيـة ، بينما
صـنف ” الحـواسم ” فهـو أصـفقـم ، وكأن كلمـة ” مهاجـر أو هـاج ” تعني الأجمـل والأقبـح والأكثر وطنيـة والأكثــــر
تفـريطـاً بـوطنـه .
المهـاجـرون .. كثـير منهـم صـعـُـب عليهم رؤيـة وطنهـم بالاوصاف الغـريبـة والدخيلـة ، فقـد كان العـــراق بالامس
القـريب نـموذج الأوطـان في التسـامح والتعايـش ، وبين ليلة وضحاها قـد انقلـب الى بـؤرة للتعصـب ومسـرحـاً لأهــــل
الشــقاق والنـفاق .
ولعـل مـن المفارقة أن يهـاجـر الضمير المستريح الى جانب الضمير المعـذب ، فـأخـتل التـوازن فـي الداخـل والخارج
وأصـبح من الصـعب فـرز المواطـن العـراقي الحقيقـي من غـيره بفـعــل تلمـــيع بعـض الفضـائيـات للوجوه الكالحـة .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب