لم تلبي النتائج التي خرج بها مؤتمر المانحين في العراق طموح المسؤولين العراقيين وخيبة أمل أبداها مسؤولون عراقيون من نتائج أعمال مؤتمر إعادة الإعمار، الذي استضافته الكويت مؤخراً ، وانتهت أعماله وخرج مؤتمر الكويت الدولي لإعادة إعمار العراق ، بتعهدات لم تتجاوز قيمتها الـ30 مليار دولار ، تشكل نحو 34 بالمائة من الاحتياج الفعلي للبلاد , بمشاركة 2300 شركة من 70 دولة ، والتي سعت إلى الحصول على عشرات الفرص الاستثمارية التي طرحها العراق في المؤتمر , لكنني الآن سأتكلم قليلا وأضع بعض النقاط على الحروف ( فالمسؤولين ) جميعها بلا إستثناء تنظر إلى كمحطة لجني الفوائد ، وهؤلاء لا ينشغلون كثيرا بمن يستلم السلطة بل يهتمون أكثر بسلامة ( المال ) والجاه .. لكن تلك الدول كانوا أنبوب الموت الذي يضخ الخراب لنا ومازال ، ولستُ هنا في معرض التشكيك بأي موضوع لكنّي على يقين أن العراق لن يعود إلا بعد أن يتم إستبدال عشرات الأجيال العراقية وبخاصة الأجيال التي عاشت في القرن العشرين وحتى نهاية القرن الثلاثين على أقل تقدير !
وبما أننا إنتهينا من القضية العراقية لأن العراق لن يعود إلى قبل يوم القيامة بأيام .. لابد من الإلتفات إلى القضايا المركزية للعراق الجديد في المستقبل القريب جداً .. ويبقى العراق الحائر .. هل أصبحت قضيته مركزية أم لا مركزية !
( الجواب واحد) العراق لن تقوم له قائمة إلا بشروط ..أولها إلغاء جميع الكتل والأحزاب والشخصيات السياسية والإعلامية التي ساهمت وأشارت وإتفقت وشاركت في إحتلال العراق من قريب أو بعيد .. رجلاً كان أو إمرأة وتقديمهم إلى المحاكم المختصة مهما كانت صفتهم ووظيفتهم ! هل من الممكن تحقيق هذا المطلب والعودة قليلاً إلى الوراء كي نرى (المناضلين) في هذه الأيــــام وهم يجلـــسون ويضحكون ويتحاورون مع العدو الأمريكي حينما إحتل بغداد !
إذا كان التاريخ يُزوَر فإرادة الشعب لا تتغير ولا تتزور .. فها هم نفس العملاء الّذين كانوا يتباهون بعملهم مع العدو الأمريكي يستبدلون أقنعتهم السود بأخرى بيض لكنها على أية حال أقنعة .. سوف لن اذكر أسماءً بعينها بالأمر مكشوف والعراقيون إنقسموا والدولة الكردية على الأبواب والأقاليم أصبحت هتافاً للمناضلين وسيزداد الفقير فقراً والظلم سيتسع والطائفية الملعونة تسلقت النفوس .. نحنُ قضية العرب المصيرية الآن فما نمرُّ به عدواناً على أنفسنا وإغتيالاً مبرمجاً لحضارتنا وإنتحاراً جماعياً للشعب العراقي المسلوب الإرادة والقدرة .. وعلى من كانت له يد أو إصبع أو شهقة أو مجرد إشارة في إحتلال العراق إذا كان يمتلك ( قطرة من الغيرة ) كما يقول المثل عليه أن يُقدم نفسه إلى أقرب مركز شرطة لا أن يجعل البسطاء من العراقيين يعتقدون أنه محرر المظلومين لأنَّ سبب البلاء الذي حدث للعراق والعراقيين وتحويلنا إلى قضية مركزية مصيرية هو الإحتلال الأمريكي للعراق وما حدث في فلسطين سيحدث في العراق والفرق بسيطٌ جداً ففلسطين يحتلها العدو الصهيوني علانية والعراق تحتله دولٌ عدة إنها حرب الله قد بدأت على من ظلمنا
( وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون )