لايجد المتتبع للمشهد السياسي في عراقنا الجريح من صعوبة لتشخيص من سيحوز على قناعة ومقبولية الجماهير في سباق الانتخابات البرلمانية .فرغم إن ماكثة الدعاية الانتخابية قد زيتت وشحمت مفاصلها وتروسها ولاحت بوادر حرب السهام الإعلامية بين الكتل السياسية, إلا إن الغالبية من الرأي العام ووفق مراكز استطلاع محلية وإقليمية ترجح التفاف شريحة الفقراء والمحرومين نحو مراكز استقطاب ذات بعد شعبي وخدمي حافل بتاريخ جهادي وطني أصيل وهم الذين ذاقوا الأمرين من بطش قوى الإرهاب وسوء الأحوال الاقتصادية والتي جعلت من عاصمتهم في مقدمة المدن الأخطر في العالم ومواطنيهم اشد فقرا من دول جفت فيها الأنهار واجدب فيها الحقول .
إن (مورفين ) العهود والوعود المعسولة بعراق امن وحياة مفعمة بالرفاهية وطرقات نظيفة وخدمات متكاملة لم يجد نفعا ويبدو انه فقد صلاحيته .وموضة تلميع الوجوه ودهانها بالون براقة زاهية مرة أخرى لاتنطلي على (ابناء الملحة )وهم اشد مخلوقات الأرض ذكاءا وان سياسة إعادة الانتشار لبعض الكتل هي خارطة رمل مشوهة المعالم لأن هذه القوى تريد إعادة إنتاج نفسها، إمام مواطنيها الذين سمعوا إلف مرة كلمة (ماننطيها ) من كتل شقيقة ولمسوا الإخفاقات في تحشيد دعم دولي وإقليمي لها .وهو ما ينبغي علينا الحذر منه وتنبيه الطيبون من أبناء شعبنا من مكارم البطانيات والمدافى وكروت الاتصال .، حيث يجب عدم الإفراط في التفاؤل كثيرا في هذه المكارم المفضوحة النوايا والأهداف وإلغاء احتمالية حسن النية على من يروج لها من الفاشلين والمتسلقين . ولنؤمن ولنعتقد ان من يحدد ملامح الخارطة المقبلة هو تجربة الفشل في إطار المشاركة السياسية للفترة الماضية والفشل المضاعف في عصب الأداء الحكومي وألذ ي بدت بعض إطرافه بالارتجاف وحتى الشلل التام . مما يحدونا ووفق الوازع الشرعي والوطني والاخلاقي التفتيش عن زورق النجاة وحبل الانقاذ. بدلا من التعلق بقشة (الكلمنجية ) ووعودهم العرقوبية .
ولاتزال عيون البعض ترنوا الى تيارات دينية سياسيه وطنية ذات برنامج سياسي واضح ودخول قوى وشخصيات وطنية مستقلة جديدة معها وبتحالفات بعيده عن العرقية والطائفية هو الضوء الذي يلوح في اخر النفق .وهو بارقة امل ترنوا ليها عيون العراقيين .خصوصا وان هذة التيارات توفرت لها زعامات وطنية عرفت عنها الحكمة والمسؤولية في معترك الحدث السياسي اليومي وكانت بمثابة صمام الامان و عربة الاطفاء حيال الاجواء السياسية الملتهبة دوما .
ان تجربة واحدة من قبس الاداء الوطني المحلي وهي تجربة على دواي خادم ميسان لدورتين ومدى المنجز والمقبولية واحتفاء الشارع الميساني والمحلي وحتى الدولي بكونة الشخصية القيادية الاكثر عطاءا يشكل بارومتر ووحدة قياس دقيقة جدا لعمق و أصالة المبادى والقيم التي ينهل منها هذا النموذج المتفرد .ويعطي دلالة واضحه لمن ستكون (بيضة القبان ) والتي من شأنها ترجيح كفة من يشكل الحكومة المقبلة بعد ان يئسنا من وعود وعهود لاتغني ولاتسمن .