منذ مايناهز 1375 عاما”والعالم الإسلامي يستذكر معركة الطف فاجعة كربلاء وماحل بها من مصائب على العالم الإسلامي وتوالت من بعدها إستشتعار الروح الحقيقية والمعاني السامية التي أستلهمت من تلك الفاجعة الآليمة التي حلت بآل بيت الرسول صل الله عليه وسلم إذ دأب ملايين المسلمين على إحيائها وهم يسيرون على الأقدام إلى مرقد سيد شباب أهل الجنة الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء مستلهمين القوة والعزم منه يوم أن خرج من المدينة المنورة إلى كربلاء ولم يستثقل طريقا” ولا حرا” ولابردا” ولم يأل جهدا” في خدمة الإسلام والمسلمين بل فاضت روحه الطاهرة ثائرة ضد الظلم والإستبداد، فيخرج كل عام سيرا” الملايين من العراقيين رجالا” ونساء” ، شيوخا” وشبابا” لإحياء الشعائر الحسينية لايستثقلون طريقا” ولاحرا” ولابردا” إحياءا” لذكرى معاني البطولة والشهادة فهي ثورة المظلوم على الظالم وانتصار الدم على السيف ، ثورة سياسية فكرية ودينية تحمل معاني روحانية ذات قيمة عالية.
إن التاريخ يعيد نفسه ويتجدد طالما الظلم مستمر ومعركة المظلوم ضد الظالم لن تغمد سيوفها طالما الظالم مستمر بظلمه حيث أن ثورات وانتفاضات المظلومين ضد الظالمين لم تتوقف على مدى التاريخ.
بالأمس خرج العراقيون في بغداد والبصرة وذي قار والنجف وكربلاء متظاهرين ضد الظلم السياسي العراقي، ضد قهر وجور وطغيان المنطقة الخضراء التي يتنعم داخلها السياسيون بربيع الحياة تاركين العراقيون يكتوون بنار الصيف وقهر البطالة والفقر وقد استبيحت حرماتهم واستضعفوا في عقر دارهم بلاحول ولاقوة.
لقد تظاهر العراقيون في ساحة التحرير ببغداد وساحات بقية المحافظات ضد الواقع السياسي المتهالك الذي لم يعد بالإمكان السكوت عنه ، فﻻيتصور البعض أن التظاهرات موجهة للمطالبة بتحسين الواقع الخدمي او ضد وزير او رئيس وزراء فقط لا بل هي ضد المنظومة السياسية بأكملها موجهة ضد الفساد السياسي وسرقة المال العام ، ضد مليارات العراق التي أهدرت واستبيحت واستثمرت في دول العالم وعراق النهرين يستجدي المياه من تركيا ويموت أطفاله ونساءه وشيوخه لا لسبب إﻻ لأنهم عراقيون إنتخبوا ثلة من السياسيين أنقلبوا عليهم واستأثروا بأموال العراق منذ 12 عاما” يتنعمون فيها بأسم الديمقراطية والدين والمذهب والعقيدة.
بالأمس كانت تظاهرات وغدا” ستكون إحتجاجات وبعد غد ستكون إعتصامات بإذن الله حتى يغير السياسيون العراقيون نهج سياستهم ويكشفوا الفاسدين ويسلمونهم الى القضاء لمحاكمتهم والقصاص منهم وتسترجع أموالنا منهم وإﻻ سيجدون المتظاهرين يغيرون وجهتهم ويسيرون إلى المنطقة الخضراء بدلا” من كربلاء لايستثقلون طريقا” ولاحرا” ولابردا” حتى يحطموا أسوار الظلم والطغيان أسوار المنطقة الخضراء ويكسروا أقفالها ويطيحون بالسياسيين من فوق عروش الظلم والإستبداد وتنصب لهم محاكم الشعب ويحاكمونهم واحدا” تلوا الأخر في ساحة الشعب ساحة التحرير وليعلم ظالموا المنطقة الخضراء بأن قرارات محاكم الشعب قرارات قطعية بلاإستئناف ولاتمييز، ويعلم جيدا” مدحت المحمود وكل رجل قانون ماذا يعني قرارا” قطعيا” بلاإستئناف ولاتمييز .
{وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ }