النفط هذه النعمة التي وهبها الله للشعوب لتتمتع بهذا الخير الذي وجد في بعض الدولى ولم يوجد في اخرى ..ومن يستطيع من تلك الدول ان يروض هذا النعمة ويجعلها خيرا دائما له ولأجياله القادمة فقد وسع طريقة وانير دربه الى عشرات من السنين وهو يؤسس لدولة عصرية تضم ابناءها تحت جناحيها وتحميهم من كل هزات وزلازل الايام والسنين ومن وجدت عنده وهو يتخبط في التعامل معها فأنها ستنقلب عليه نقمة ولعنه ,,بلد مثل العراق وجد النفط او لم يوجد في باطن ارضه يستطيع العيش وبسلام دون الاهتمام لتلك النعمة ,,موقع استراتيجي ارض خصبة مياه وفيرة شعب طموح معطاء واسباب
كثيرة يتمتع فيها العراق دون غيره من الدول للأستمرار بالعيش الرغيد دون النفط ..وما ان وجد النفط واستكشف في العراق وليومنا هذا والنفط لايقدم للعراقيين الا بأثمان باهضة اثمان الحرب التي لامناص من موت للشباب وهروب ونزوح وتحطيم للبنية التحتية والتربوية والصحية فحال الحرب مثلها مثل الاوبئة الفتاكة التي تدخل البلدان دون استئذان لتأخذ معها ماتشاء من ابناء ذالك البلد ..
اخر هذه المعاناة التي يعيشها العراقيين هو الحرب القادمة الاقتصادية على لقمة العيش التي تنتظرها افواههم المتعبة من اثر الازمات التي لا تفارقهم والحروب المستمرة على ارض السواد …اكثر من خمس عقود والعراقيين لا يعرفون اسم ومعنى الموازنة وما تعني هذه التسمية لشعب فقير لا يهتم كثيرا بما يدور حوله او حتى خلف ابواب بيته لأنه شعب قانع ومقتنع وما ان اتت الديمقراطية المسلفنة من خارج الحدود حتى مدت بعنقها الطويل هذه التي يسموها الموازنة السنوية التي يعرفها العالم ولا يريد ان يعرفها العراقيون ولا يبحثون خلف رؤساهم كم سرقوا وكم صرفوا وكم
استثمروا من اموالهم وكم اهدوا ووزعوا من تلك الثروة لأجل البقاء على كراسي الحكم البشعة ..
عامي 2014 و2015 عرف العراقيون الموازنة وتعلموا انها قانون سنوي في الدستور ويجب ان تحسب ما ورد لهم وما صرف وتبدأ التساؤلات والهمز واللمز في الربع الاخير من كل عام عند البدأ بمحاولة اقرار الموازنه للعام الذي يليه وصار العراقيين يتابعون كم عدد الوظائف المضافة للسنة القادمة وكم الزيادة في الرواتب وكم حصة كل محافظة وكم حصة الاقليم وعدد المدارس والمستوصفات التي ستبنى والمشاريع و و ولكن في المحصلة وعلى الارض كل الذي حسبوه وقضوا جلساتهم يتداولون به ويتخاصمون عليه ليس له وجود ويمضي عام ولا تقر الموازنه للعام 2014 علما انها تتجاوز 115 ترليون
دينار عراقي اي انها ليست انفجارية بل نووية تعادل ميزانية دول متنعمة مستقرة يعيش مواطنوها في بحبوحة من الحياة الجميلة دول لا تملك النفط ولا تعرفه بل من الدول التي تستجدي من العراق لأبناءها ,,مضى هذا العام ولم تقر الميزانية واعتبره العراقيون عام حرب وقتل ومآسي وفراق للابناء والاحبة فتركوا الحديث عنها وصار حديثهم عن مجزرة سبايكر وسجن بادوش وشباب الصقلاوية ولهاث الحديث خفت لأن الغصة تسابق الغصة والالم ,,
جاءت حكومة جديدة مقبولة اشاد بها العالم والاعداء وفرح لها الناس وباركت لها الارامل والامهات الثكلى والاطفال الايتام ,,وعاد الحديث الان على الموازنة لهذا العام الذي دخلنا فيه غير مسرورين بالامس رقص العالم عندما تجاوزت الساعة الثانية عشر ويبدأ العناق والقبل وتعلوا الالعاب النارية وترتفع الشهوات وتغلق الابواب والفنادق وتطير الطائرات والعراقيين يلعبون لعبة الموازنة مع انفسهم وحكومتهم من جهة ومع داعش وعصابات داعش حتى ينام ذالك الطفل المدلل في خيمة مهلهلة ممزقة ليصحوا صباحا وقد ازداد عمره سنة كاملة ليبدأ رحلة اللعب في الطين
الممزوج باسى اليوم الفائت البارد على امل ان يطرد الغزاة من بيته ويعود يلعب في باحة دارهم مع قهقهات طفل الجار ..
كتبت الموازنة وارسلت المسودة وبدأنا نسمع بتسريبات من هنا وهناك بالادخار الاجباري وبالتقشف القسري وضريبة الدخل وضرائب العيش على هذه الارض ولكأن العراقيين لحد اليوم لم يدفعوا ضريبة على الماء والهواء ثمنها ابناءهم وفلذات اكبادهم ,,ادخار اجباري ,,ياللمصيبة اغلقت الحلول واوصدت الابواب ولا يوجد الا حل واحد لمعالجة العجز وهو على الحكومة ان تأخذ نسبة من راتب الموظف والمتقاعد والمصاب والمريض وتضعه في البنك للمعالجة وستعيده له بعد ميسرة اخر الحلول نست تلك الحكومة الجديدة القديمة ان كل العراقيين من شمال البلاد الى جنوب مطلوبين للدولة
ولمصارفها ملايين الدنانير ويدفعون شهريا لتلك المصارف جزء من رواتبهم وقد حجزت بيوتهم وقدموا كفلاء من اجل تلك القروض فكيف اذن سيستمرون في العيش في هذا الظرف والحكومة ايضا ستقتطع من رواتبهم مبالغ للادخار وهل ملزم هذا المواطن ان يدفع ثمن اخطاء الحكومات العراقية يوم كان برميل النفط 120-$- لماذا لم تحسب الحكومة حساب سنين القحط وهبوط الاسعار واين تلك المبالغ ,,اما التقشف فهي كلمة تركتها الدول منذ عشرات السنين فهذه الكلمة تعني الحرب على الناس على رغيف الخبز وعلى وقود السيارات وعلى اسعار الفواكه والخضر يعني ان الدولة تريد ان تعرض نفسها
لهزات عنيفة على يد المواطنين الجياع عندما يخرجون الى الشوارع وهم يحملون رغيف خبز لا يتجاوز قطره عشر سنتمترات ويحملون الحجارة مستعدين للهجوم على دوائر الدولة ,, التقشف يعني الحرب مع الشعب يعني الخراب يعني الفوضى ,,هل يعقل هذا وصل الحال بالعقول الاقتصادية العراقية ان تعالج فشل الحكومات بالحرب على انفسها ,,كيف يعيش العراقيون وهؤلاء يمسكون بزمان الامور لله در الناس والله الحافظ والساتر لهذا الشعب المسكين .