اللقاء الذي اجرته جريدة الشرق الاوسط مع السيد مقتدى الصدر كان كغيره من اللقاءات الكثيرة التي يجريها السيد مقتدى الصدر مع وسائل الاعلام من حيث المظلومية وعدم الاهتمام ومن الجهتين المعادية والموالية حيث ان الجهة الموالية وهم ابناء التيار الصدري لاينظرون الى مايقول السيد مقتدى الصدر سوى انهم يعتقدون انه كلام فوق الشبهات وهو كلام مقدس بالنسبة لهم فهم يحترموه ويقدسونه ويتناقلونه بين المواقع الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي من دون التمعن به والتفكر به ومحاولة فهمه لأنه انما قيل لاليتم نشره فحسب وانما هو قراءة ودراسة واقعية لحالة يمر به المجتمع العراقي وبالتالي فان هذا الكلام يذهب ادراج الرياح ولاتتحقق الفائدة المرجوة منه هذا بالنسبة للجهة الموالية واما بالنسبة للجهات المعادية وهي كثيرة فالقضية كما يقال سالبة بانتفاء الموضوع اي انه من النادر ان تجد متابعا لما يقوله السيد مقتدى الصدر في لقاءاته واذا وجد من يتابع ذلك فان المتابعة تكون لغرض البحث عن خطأ يقع به السيد ليقوم هذا وغيره بنشره على رؤوسالاشهاد نعم هكذا يتم التعامل مع كلام السيد مقتدى الصدر مع شديد الاسف واقولها مع شديد الاسف وبمرارة حيث انه يحتوي على الكثير من الامور التي تستحق الوقوف عندها ولعل في اللقاء الاخير الذي اجرته جريدة العرب الاولى (جريدة الشرق الاوسط ) خير دليل على ذلك ولقد لفت انتباهي قسم من ذلك الكلام وهو جواب السيد على سؤال حول التهديد الامني حيث انه اجاب انه لا يخشى من التهديد الامني وانما يخشى القتل المعنوي وليس القتل المادي وهي عبارة استوقفتنيحقيقة حيث ان السيد يقصد ما يتعرض له من تشويه وقلب للحقائق والتزوير لكثير ما يقوم به وهذا هو الحال مع كل شخص يطالب بإحقاق الحق ورفض الباطلكذلك فان كلامه جعلني ارجع بفكري الى ما يمر به الشعب العراقي المظلوم حيث نلاحظ ان العراقيين بالإضافة الى القتل اليومي الممنهج نلاحظ ان هناك قتلا بموازاته ويسير بنفس وتيرته وهو القتل المعنوي او بصورة ادق محاولة سلخ الهوية العقائدية للفرد المسلم والفرد الشيعي على وجه الخصوص ولعلي اوفق لتوضيح ذلك بعدة نقاط :
1. زيارة المراقد المقدسة هي السمة البارزة في المذهب الجعفري وهي من الممارسات التي تقوم بها الشيعة وعلى مر العصور وهو من الامور التي تعمل على ترسيخ المذهب وتعاليمه في النفوس ومن الروابط التي تزيد في الاواصر بين الفرد وعقيدته وائمته وهي من صفات الفرد المؤمن الملتزم بتعاليم دينه وقد عدالائمة المعصومين بعض الزيارات من علامات المؤمن واما في وقتنا الحاضر وكنتيجة للقتل المعنوي نجد ان الاغلبية من الشباب يأتون للزيارة وهم يرتدون ملابس النساء ويتزينون بزي النساء بل ويتجملون اكثر من النساء ولا احد ممن يفعل ذلك يعرف لماذا يفعل ذلك ومن اين جاءت له هذه التصرفات .
2. قراءة القرآن والموشحات والمجالس الحسينية من الامور التي يفتخر به المسلم بصورة عامة والشيعي بصورة خاصة حيث تجد ان الفرد الشيعي ومنذ نعومة اظفاره يتربى على ذلك ويستمع لها ويردد قسما منها بل ونجد ان من يبرع في هذا المجال يكون محط احترام وتقدير بين فئات المجتمع واما في زماننا هذا نجد ان هناك مشروعا خطيرا جدا وهو افراغ هذه الامور من محتواها من خلال قيام افراد ممن يقرئون القرآن او المجالس الحسينية بالتغني والتغنج بهذه الامور التي تؤثر بالفرد المؤمن تأثيرا بالغا وهي احد اساليب القتل المعنوي للشعب .
3. الصلاة عمود الدين وعماده وهي قربان كل تقي وهي ان قبلت قبل ما سواها وان ردت رد ما سواها وهي صفة المؤمن وعنوانه واما في زماننا فالمشروع يتجه الى الترويج الى مفهوم خطير جدا وهو افعل الموبقات ومع ذلك قم للصلاة , ازني واذهب للصلاة , افعل الفواحش ومع ذلك اذهب واقم الصلاة فهناك قاعدة تقول ساعة لقلبك وساعة لربك .
4. رجل الدين او المرجع الديني هو قائد المجتمع والآخذ بيدهم الى بر النجاة وهو الذي يتدخل في كل صغيرة وكبيرة في المجتمع لان ترك المجتمع على هواه ويفعل مايحلو له والقائد في كل ذلك النفس الامارة بالسوء ستؤدي به وكنتيجة طبيعية الى الهلاك لامحالة ولذلك فان انتاج مرجع ديني او رجل دين لايعرف شيء عن المجتمع وليس له علاقه به لامن قريب ولامن بعيد ويحرص كل الحرص على الا يتدخل الا اذا سئل واذا سئل لايجيب الا اذا اراد واذا اجاب كان جوابه حمال ذا وجوه احد اساليب القتل المعنوي .
5. الشعب هو الذي يمتلك القدرة على التغيير وهو المتابع والمراقب لمن يتولى ادارة اموره وفي كل المجالات وهو في نفس الوقت المحاسب الاول والاخير في هذه الدنيا ولذلك(وهذا في كل شعوب العالم) فان الحكومات تخشى شعوبها وتحسب لها الف حساب لأنها تعتقد ان الشعب ينظر لما يقدم الشخص لا للشخص نفسه وينظر لأفعال الشخص لا لما يقوله كذلك فان الشعوب لاتعطي ثقتها بالمطلق لأي شخص واما عندنا وكنتيجة للقتل المعنوي تم ترويض الشعب ليرى بإذنه ويسمع بعينه وينظر لكلام المسؤول حتى وان كان كذب محض ويحرص كل الحرص على خدمة المسؤول اكثر من حرصه على ان يكون المسؤول خادما للشعب .
هذه بعض نتائج القتل المعنوي(المستمر) للشعب العراقي وما خفي كان اعظم لذلك فأن تخوف السيد مقتدى الصدر من هكذا قتل كان في محله ويجب الانتباه له والحرص على ايجاد الحلول الناجعة لتخليص الشعب من هذا القتل قبل ان تتم ابادته وعندها لا ينفع ندم النادمين.