بعد يوم واحد فقط من تصريح السيد حيدر العبادي بأن الأستفتاء الكوردي حول الأستقلال غير دستوري ولن يتعامل معه.ردَّ السيد مسرور البارزاني بأن الأقليم الكوردي سيباشر بإجراءات الأستقلال وإقامة الدولة الكوردية فور صدور نتائج الأستفتاء.وكان تصريحاً واضحاً شفافاً لا لبس فيه ولا يقبل التأويل . خلاف تصريح السيد العبادي المائع الهلامي العريض متعدد التفسير .هكذا هم الكورد يقولون بكل تحدٍ وغطرسةٍ بوضوح دون لبس. ثمَّ ينفذون ما قالوه بجدية وقوة ولا مبالاة . أمّا ما بين سطور وكلمات السيد مسرور البرازاني فهو إن الكورد لا يقيمون وزناً لما يقوله السيد العبادي رئيس وزراء الحكومة الأتحادية والقائد العام للقوات المسلحة ولا يعطون أذناَ صاغية لأي مسؤول عراقي, دون أية مبالاة أو إكتراث.وبإزدراء مكشوف دون حياء .وكمْ كررَ المسؤولون الكورد بأنَّ الأراضي التي سيطرت عليها قوات البيشمركة خارج حدود الأقليم أصبحت أراضٍ كوردية ومن أراضِ الأقليم. وإنَّ ما تم السيطرة عليه وأنتزع بالدم , لا يتنازل عنه الكورد إلا بالدم.ودائماً يتَّسِمُ ردُّ الأشقاء الكورد إضافة لوضوحه وشفافيته بالغطرسة والتحدي الشرس لكل مسؤول عراقي غير كوردي .
أما تصريحات الدكتور حيدر العبادي بأن الأستفتاء على إنفصال الأقليم غير دستوري ولن يتعامل معه .فلم نفهم منه معنى ((لن نتعامل معه )) إنه كلام عام مبهم غير واضح وغير شفاف . ولم يقل رئيس حكومتنا الأتحادية ما هو رده عندما يمضي الكورد بالأنفصال والأستقلال , محتفظين بالأراضي العراقية التي إستحوذوا عليها بعد نكسة الموصل. وما هي الأجراءات التي سيمضي بها مقابل مضي الكورد بإنفصالهم الغير دستوري.والسيد العبادي لم يقل للشعب العراقي كيف يثبت بأن إستفتاء الكورد للأنفصال غير دستوري؟ وهولم يحرك ساكناً ولم يلجأ للمحكمة الأتحادية لأبداء الرأي بدستورية الأستفتاء من عدمه .وما تفسير هذا إلا موافقة مبطنة مستترة منه على الأستفتاء .لقد تعودنا من السيد العبادي تصريحاته العائمة بخصوص محاربة الفساد وعصابات الجريمة المنظمة. تلك التصريحات التي تميع القضايا وتعطي المُتَحَدين للدستور والقانون الوقت الكافي للمضي بجرائمهم تجاه الشعب العراقي.والشواهد كثيرة فكم صرح السيد العبادي بخصوص تواجد الأتراك في بعشيقة .ولكن لا أفعال وأبسطها الطلب من أمريكا و المجتمع الدولي والأتحاد الأوربي و مجلس الأمن التدخل والطلب من تركيا سحب قواتها من الأرض العراقية .
تربطنا بأمريكا المعاهدة الستراتيجية التي تتضمن حماية العراق وحدوده . فهل طالبها السيد العبادي التدخل الجدي ؟.والمفروض بأميركا التدخل لدى تركيا التي يربطها معها حلف الناتو لتسحب قواتها من الأراضي العراقية وتسمح بتدفق مستحقات العراق من مياه دجلة والفرات.و المعاهدة الستراتيجية تلزم أميركا حماية العراق وحدوده . وهذا من واجباتها أخلاقياً تجاه العراق.فهل طلب العبادي هذا من أمريكا فعلاً؟,وما هو الرد الأمريكي ؟ وإن كان الرد سلبياً فما هو موقفه وموقف الحكومة العراقية من هذا الموقف ؟.
هكذا عودنا السيد العبادي على مواقفٍ سلبية باهته تجاه القضايا العامة المهمة الخطيرة ,التي أنهكت الشعب العراقي.فلم نرَّ منه مواقف جادة إزاء أخطر القضايا كالفساد مثلاً. فلم يعاجه المعالجة الحازمة الفعلية. ولم يعالج تحدي دول الجوار وإختراق حدوده البرية والبحرية بمواقف تحمي حدود العراق وحقوق الشعب في وطنه . فحدوده وثرواته مستباحة من جيرانه ومن لصوص الداخل . ولم ينوبنا منه سوى كلاماً هلامياً مبهماً غير واضح. كلام يحققق في النهاية الغايات الدنيئة للمتصيدين بالماء العكر والمتربصين به من الخارج والداخل.
فمتى يتخلى السيد العبادي عن سلبيته ويكون واضحاً وجاداً أمام شعبه؟