نتوقف في هذه الحلقة عند كليّة الفيلولوجيا في جامعة موسكو . كنّا نسميها آنذاك (كليّة الاداب) انسجاما مع تسميات الكليّات السائدة في العراق وعالمنا العربي , ولكنها كانت تختلف عنها بشكل جذري . كليّة الاداب في العراق ( عندما عملت فيها تدريسيّا منذ 1973 الى 1987 حيث انتقلنا للعمل في كليّة اللغات ) هي واقعيا جامعة الدراسات الانسانية , ففيها اقسام اللغة العربية و اللغات الاوربية ( تحول الى قسم اللغة الانكليزية بعد تأسيس كلية اللغات ) والتاريخ والجغرافيا وعلم الاجتماع والآثار والدراسات الشرقية ( انتقل الى كلية اللغات ) والفلسفة واللغة الكردية ( انتقل الى كلية التربية ) والصحافة ( تحول الى كلية الاعلام ) , وربما نسيت بعض الاختصاصات الاخرى في كليّة الاداب بجامعة بغداد , اما كلية الفيلولوجيا بجامعة موسكو فكانت تقتصر على دراسة اللغات وآدابها فقط , وكلنا ( نحن العراقيين ) كنّا في القسم الروسي , وهذه هي التسمية الرسمية لهذا القسم ( وليس قسم اللغة الروسية كما هو متبع في العراق) , و القسم الروسي هذا واسع جدا , ويكاد ان يشكّل كليّة باكملها بالمفهوم العراقي , ففيه عدة فروع مستقلة بعضها عن البعض , وفي كل فرع توجد ادارة فيها رئيس ومقرر وسكرتارية متكاملة من عدة موظفين , و توجد طبعا مجموعة من التدريسيين المتخصصين واعداد كبيرة من طلبة الدراسات الاولية والعليا وكافة المستلزمات العلمية الضرورية من المصادر والمكتبة والنشر …الخ . يوجد في القسم الروسي هذا – فرع اللغة الروسية المعاصرة وفرع تاريخ اللغة الروسية وفرع علم اللغة وفرع علم الادب وفرع الفلكلورالروسي وفرع الادب الروسي القديم وفرع تاريخ الادب الروسي للقرن الثامن عشر وفرع تاريخ الادب الروسي للقرن التاسع عشر وفرع تاريخ الادب الروسي للقرن العشرين وفرع تاريخ آداب شعوب الاتحاد السوفيتي , اما بشأن تدريس مادة الادب الاجنبي لطلبته في الدراسات الاولية ( والتي تبدأ منذ الصف الاول وتنتهي في الصف الخامس جنبا لجنب مع مواد التخصص المرتبطة باللغة الروسية وآدابها , وهي مادة ضرورية وليست ثانوية بتاتا ) فيجري التنسيق من اجل تدريسها بين القسم الروسي والقسم المختص بدراسة اللغات الانكليزية والفرنسية والالمانية والاسبانية وغيرها, والذي يضم ايضا فروعا عديدة اخرى, وباختصار شديد , فان كليّة الفيلولوجيا تختلف جذريا عن بنية كليّة الاداب بالمفهوم و الواقع العراقي , ولهذا , اطلق عليها الخريجون العرب مختلف التسميات , منها مثلا , كليّة فقه اللغة , ولكننا نظن , ان الافضل والاصح ان نسمّيها – كليّة اللغات وآدابها , فكلمة ( فيلولوجيا ) تعني دراسة اللغة وآدابها .
العراقيون في الدراسات الاولية بهذه الكلية ( وحسب الابجدية طبعا ) هم – المرحوم ادهام يحيى سليم ( اولية وعليا ) و سعد الجادر ( انتقل الى معهد الهندسة المعمارية ) و ضياء نافع وعادل الجبوري ( اولية ثم عليا في كلية الصحافة , انظر مقالتنا بعنوان – مع د. عادل الجبوري في موسكو, ومقالتنا بعنوان – المترجمون العراقيون في الاتحاد السوفيتي ) والمرحوم غازي العبادي ( انظر مقالتنا بعنوان عراقيون مرّوا بموسكو (12) غازي العبادي , ومقالتنا بعنوان – حديث مع فيرا , ومقالتنا بعنوان – جولة في القسم الداخلي لجامعة موسكو , ومقالتنا بعنوان – العراقيون في كتاب الادب الروسي والعالم العربي) و فاروق الشيخ وفاضل فرج وماركريت طاويد كانيكانيان ( انظر مقالتنا بعنوان – عراقيات درسن في جامعة موسكو ) والمرحوم محمد يونس ( اولية و عليا , انظر مقالاتنا العديدة جدا عن د. محمد يونس ) و ناشئة بهجت الكوتاني ( اولية وعليا , انظر مقالتنا بعنوان – عراقيات درسن في جامعة موسكو, ومقالتنا بعنوان حديث مع فيرا ) والتحق معنا في السنة التالية كل من حسين محمد سعيد ( انظر مقالتنا بعنوان – عراقيون مروا بموسكو (18) مرتضى سعيد الحديثي ) وماهي قاسم , اما العراقيون في الدراسات العليا فهم – المرحوم جليل كمال الدين ( انظر مقالتنا بعنوان – وداعا جليل كمال الدين , العبقري الذي لم يعرف قيمة نفسه ) و جميل نصيّف التكريتي ( انظر مقالتنا بعنوان – العراقيون في كتاب الادب الروسي والعالم العربي ومقالتنا بعنوان – تسفيتايفا و بوشكينها) وحسن البياتي ( انتقل الى الدراسات الشرقية , انظر مقالتنا بعنوان – عراقيون مرّوا بموسكو (25) د. حسن البياتي , ومقالة د. حسن البياتي نفسه بعنوان – رسالة الى د. ضياء نافع تعقيبا على مقالته ) والمرحومة حياة شرارة ( انظر مقالاتنا العديدة جدا عن حياة شرارة ) و المرحوم سليم غاوي عبد الجبار( ترك الدراسة ) والمرحوم فائق ابو الحب ( ترك الدراسة , انظر مقالتنا بعنوان – قبور عراقية في موسكو , و بعنوان – كلمات عربية في اللغة الروسية)
كليّة الفيلولوجيا بجامعة موسكو تستحق ان نتوقف عندها في الحلقة القادمة , ليس فقط لأنها كليّتي الحبيبة , وانما لأنها تضم فعلا اسماء عراقيين جديرين ان نتحدث عنهم وعن دورهم بالحياة الثقافية في العراق المعاصر.