13 أبريل، 2024 4:20 م
Search
Close this search box.

العراقيون الجدد ومسيرة العراق ..!! 

Facebook
Twitter
LinkedIn

شكل الاحتلال الامريكي للعراق المسمار الأخير في نعش الدوله العراقيه ، حيث تم تدمير البلد وتخريبه وتحطيم كل البنى الارتكازية التي تقام عليها الدول وفكك بنيته الاجتماعيه واسقط مفهوم الامن القومي العربي بما يمثله من قيم كبرى ومصالح مشتركه تم التوافق عليها بين المنظومة العربيه التي أصبحت مكشوفة امام التدخلات الخارجيه . حيث ان الدول العربيه تبنت سياسات غير مدروسه تقوم على رد الفعل دون النظر الى المصالح والحسابات الاستراتيجيه ، فما دامت تحمل عداء للنظام السابق تصرفت بمنطق القبيله وأخذ الثأر بوقوفهم مع الاحتلال وبنوا سياساتهم على الوعود والنوايا دون النظر الى مصالحهم البعيده ، لذلك تلاقت اهدافهم مع أهداف دول اقليميه كانت ترسم وتخطط من اجل السيطره على العراق والتحكم فيه من اجل أمنهم القومي كذلك وقد نجحوا ايما نجاح . اما المعارضه العراقيه المتواجده في الخارج فقد تم استخدامها كحصان طرواده من اجل تحقيق أهداف دولة الاحتلال وبعض الدول الاقليميه الاخرى . وأثناء الاحتلال وبعده فتح صندوق بانادورا وخرجت منه كل الشرور والرزايا التي عصفت ولا زالت تعصف بالعراق ، دخل مع الاحتلال الكثير من المعارضين من الأفراد والأحزاب والمنظمات والماڤيات والمخابرات وعصابات الجريمه ألمنظمه كأسراب الجراد التي تنقض على المرج الأخضر فتجعله حصيدا . وانبرى اليهم وساندهم  معارضي الداخل والمهمشين والتقوا وتحالفوا على نفس الأهداف لتقطيع وتمزيق واكل لحم هذه الجثه المسجاة التي اسمها العراق . وبدات عملية القتل والسلب والنهب وتصفية الحسابات ، المصيبه ان الطبقه السياسيه الحاكمة تشكلت من هذه الوجوه الكالحه وشملت الادعياء والجواسيس والمنحرفين واللصوص والقتله وهؤلاء تجردوا من كل شئ مجموعات سائبه تحركها عقد النقص والدونيه وغرائز التملك وشهوة المال والسلطه والجاه . لم يأتوا لبناء دوله وإقامة نظام جديد وانما للحصول على حصه من الغنيمه ، يعملون اي شئ ويبيعون كل شئ بعد ان باعوا ضمائرهم ، يغيرون جلودهم وانتماءاتهم وولائاتهم كما يغيرون ملابسهم الداخليه. المشكله ان اغلب المعارضه المشكله من الأفراد والأحزاب والحركات والتيارات التي تدعي مقاومة هؤلاء والوقوف ضدهم هي بنفس السوء فالطيور على اشكالها تقع . المعروف ان المعارضات تكون على شكل حكوماتها . حيث أصبحت هذه الحركات والتيارات والأحزاب تعمل على نفس طريقة الطبقه الحاكمة وتم استخدامهم من قبلها لتحقيق مآربها احيانا . بحجة الوقوف بوجه هؤلاء ومن أتى بهم توجهوا الى ابناء بلدهم الأبرياء بالقتل والتنكيل والارهاب وتعطيل مصالحهم وسبل عيشهم بحجج شتى . واصبحوا أدوات بيد هذه الطبقه السياسيه ودوّل الجوار والمخابرات الدوليه يقدمون لهم الخدمات لتنفيذ مشاريعهم وأولئك يقدمون لهم الدعم والغطاء ، واختلط الحابل بالنابل واصبح المشهد ملتبسا امام العراقيين لايستطيعون ان يؤيدوا هؤلاء السياسيون الفاسدون وحكومتهم العرجاء لما يرتكبونه من فساد وإفساد واخطاء وخطايا وجرائم يندى لها الجبين ، ولا مع الذين يعارضونهم الذين يعملون من اجل مصالحهم وينفذون اجندات غريبه على حساب ارواح الناس ومصالحهم فهما وجهان لعمله واحده . فأصبح المواطن العادي في حيرة من أمره ينتظر مددا من السماء . الأمل في ظهور تيار ثالث من بين الركام يكون واعي ذو فكر ليبرالي فوق الميول والاتجاهات يحدد أهدافه بدقه لديه قياده موحده ورؤيه مستقبليه واضحه هدفه الأساسي بناء دوله مدنيه تقوم على اساس المواطنه وتكافؤ الفرص وضمان الحريات الأساسيه والوسيله هي المقاومه السلميه واعتقد ان هذا التيار بدأ يتبلور بعد التحركات والاحتجاجات الاخيره في بعض الجامعات العراقيه ولو انه يحتاج الى وقت ، المطلوب وكحل مرحلي تشكيل حكومة إنقاذ مستقله من التكنوقراط بعد حل البرلمان وإيقاف العمل بالدستور تمتلك قدرا من النزاهه والضمير تعمل على وقف انحدار البلد نحو المجهول خصوصا بعد الصراع العنيف على النفوذ بين أفراد الطبقه السياسيه الحاكمة وأحزابها او بينهم وبين معارضيهم . فالحاضر مظلم والمستقبل مخيف …!!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب