22 نوفمبر، 2024 5:18 م
Search
Close this search box.

العراقيون إنشغلوا بالتفاصيل .. ونسوا أصل المشكلة إنهيار الدولة

العراقيون إنشغلوا بالتفاصيل .. ونسوا أصل المشكلة إنهيار الدولة

يوم بعد آخر يتسلل الى الحياة السياسية في العراق نفس أمراض السياسة في لبنان الذي ينشغل الشعب والساسة والإعلام هناك منذ أكثر من ( 70 ) عاما كل يوم بالتفاصيل الهامشية وينسون ان لبنان دولة منهارة وليس فيها سلطة وتحكمها عصابات الميليشيات ، في العراق أخذت الأمور تجري بنفس المنحى المريض والخطير في نسيان أصل المشكلة ، والتشتت في الإهتمام بالتفاصيل وترك أصل المأساة ان العراق حاليا دولة فاشلة ومنهارة ولاتوجد فيها حكومة حقيقية قادرة على تنظيم شؤون الناس وتطبيق القانون ، وان من يحكم العراق حاليا هي الميليشيات التابعة للعجم الإيرانيين .

خطورة نسيان أصل المشكلة تكمن في ترك الحرية لإيران وعملائها في الهيمنة وسرقة ثروات العراق .. دون وجود معارضة شعبية وطنية فاعلة تسعى الى تحرير وطنها من الميليشيات والإحتلال الإيراني ، فالتفاصيل الهامشية مثل : الإنتخابات المزورة ، والبطاقة التموينية ، ومحاسبة القتلة والفاسدين ، والموازنة ، وتوزيع الوظائف وغيرها … لايُستبعد ان يكون العجم الإيرانيين يقفون خلف الترويج لها وإشغال الشعب العراقي بها كي تُبعد أنظار العراقيين عن الزحف المنظم الإيراني لإبتلاع الدولة العراقية وثرواتها ، ولعل ما يرجح هذا الإحتمال ان الفضائيات الشيعية التي تديرها المخابرات الإيرانية والحرس الثوري هي من بشارك في إثارة هذه القضايا الهامشية على شاشاتها وتتعمد السماح بتوجيه النقد الى الأحزاب الشيعية كجزء من مسرحية إغراق الشعب بالأمور التفصيلية البسيطة وإبعاده عن القضايا الوطنية الكبرى !

بواسطة عملية إغراق الشعب بالتفاصيل .. تم قتل أحلامه وطموحاته السياسية الوطنية ، وأصبحت الحياة السياسية في العراق من دون مشاريع وطنية للإصلاح والبناء .. وأقصى ما يفكر فيه الناس هو أوهام الإنتخابات التي ستكون حتما مزورة ، بل وبكل وقاحة إعترفت الأحزاب الشيعية علنا عن نيتها القيام بالتزويربعد ان رفضت الإشراف الدولي علي الإنتخابات ، وإعلان التيار الصدري عن عدم قبوله بأقل من ( 100) مقعدا في البرلمان وهي رسالة واضحة الى المسؤول عن التزوير وتوزيع نسب الحصص وهي إيران .. ان التيار الصدري يريد حصته من الكعكعة !

لو كان لدينا نخب سياسية وطنية حقيقة .. لقامت بدورها في توجيه الأنظار الى أصل المشكلة وهي الإحتلال العجمي الإيراني وميليشياته وإنهيار الدولة وتفكك أجهزتها .. وتحرك هذه النخب محذرة المجتمع الدولي من ان العراق أصبح دولة مصدرة للإرهاب والمخدرات ، وقريبا ستهدد الميليشيات الإيرانية في العراق السعودية وحقول النفط .. أين الأصوات العراقية الشريفة التي تذكر دول العالم بمأساة العراق الحالية وخطره على السلم والأمن في المنطقة والعالم ؟!

أحدث المقالات