18 أبريل، 2024 12:48 م
Search
Close this search box.

العراقيون … أغنياء سياسة … فقراء حال …

Facebook
Twitter
LinkedIn

في بحث أجريته  تحت إشراف جهة أكاديمية أوربية ، تعنى بالتنمية والتطور ، اخترت “الفقر” كمشكلة رئيسية في العراق( 23%  حسب تصرح الأمين العام للامم المتحدة )، وكان علي ان ابحث عن أسبابه ، على ان استخدم أسلوب الشجرة في تحليل هذه المشكلة ، وهذا يعني ان  يكون جذع الشجرة هو المشكلة الرئيسية ، وتكون جذورها هي الأسباب وتكون أغصانها هي نتائج المشكلة .
ابتدأت بالبطالة ، كمسبب أساس للفقر ، تفرعت الى مسببات ثانوية ، منها ،زيادة الأيدي العاملة غير الفنية ، وهذه ناتجة عن ضعف التعليم والتدريب وفقدان المهارات والكفاءات التكنولوجية الحديثة ،تفرعت  الى عدم وجود المدارس والمعاهد الكافية للتعليم والتدريب ونقص الكوادر المتخصصة في هذا المجال ،وهذه ناتجة عن ضعف التخصيص المالي في الميزانية العامة للتعليم والتدريب ، ترتبط البطالة أيضا بفرص العمل المتاحة ،والتي يكون الاستثمار الحكومي وفي القطاع الخاص العنصر الفعال في امتصاصها .
وضعت الظروف الاجتماعية التي تعرض لها المجتمع العراقي سببا ثانيا للبطالة ، ومنها المآسي والنكبات التي تمثلت في الإرهاب والمعارك الطائفية ،  وما أفرزتها من مليوني أرملة و يتيم ومليون معوق ، ثم زيادة عدد أفراد الأسر الفقيرة بسبب فقدان فعاليات تنظيم الأسرة .
ثالث أسباب البطالة كان السبب الحكومي ، الحكومة لا تتبنى مؤشرات تنموية معتمدة علميا وعالميا ، وهذه تعني عدم وجود إستراتيجية وطنية للتنمية ،  وبدورها نتجت عن سياسيين غير مؤهلين وفاشلين وفاسدين ،وصلوا للسلطة بانتخابات صورية ، استندت على الدين والمذهب والعشيرة والمناطقية ، وهذه تحصيل حاصل عن ديمقراطية طارئة ، ادخلها الاحتلال الأمريكي .
أما ما ينتج عن الأسباب التي ذكرت ، فهو ارتفاع معدلات الإرهاب والجريمة المنظمة وعدم الاستقرار بكافة تنوعاته ، وحتما انتشار الأمية ، والإمراض ، مكملة لما ذكرت . 
أرسلت بحثي للجنة العلمية المعنية ، وجاءني الرد بعد اسبوع وردت فيه العبارة التالية “أن كل سبب ذكرته هو بحد ذاته مشكلة اجتماعية تحتاج الى تحليل مفصل “.
إخواني ، في ميزانية هذا العام 2012 ، خصص لوزارة الثقافة مليارين من الدولارات وخصص لوزارة الزراعة مليار ونصف ،مع اننا نستورد لكثر من 95% من سلتنا الغذائية ، وخصصت للدفاع والأمن 18%  ومع كل ما يحدث من انتكاسات امنية علما أن تخصصيات دول  العالم لا تتجاوز الـ 5% لهذه الإغراض ، وشهدت ميزانية الصحة والتربية انخفاضا كبيرا ،في الحين الذي لم تتطرق الميزانية ، لوضع ابواب لمكافحة الفقر والجوع ولو ذكرت لكم ان إحصائيات الأخير الدولية في محافظات السماوة والديوانية تصنف الجوع عندنا  “بالحرج ” ، 14% من اطفال المدارس يعانون من سوء التغذية و7% منهم يعانون من فقر الدم .
أسألكم بربكم كم عدد النواب وأعضاء الحكومة، الذين قرفنا من تحليلاتهم وتصريحاتهم ، تحدثوا في الفضائيات والإعلام ولو بجزء يسير عن مشاكل التخلف التي ذكرتها والتي تعشش في بلادنا ، بالمناسبة التخفيضات التي اشرت اليها في الميزانية والتي قلصت في الجوانب الحياتية للشعب ، تغاضت او تعامت عن تخفيض رواتب النواب والوزراء والرئاسات والمستشارين وغيرهم.
إلى الفقراء والجائعين والمستضعفين والعاطلين عن العمل ، ابقوا على حالكم فالعملية السياسية وربابنتها وصراعهم الدائم هو زادكم في حل مشكلاتكم .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب