الشعوب الان تغلي وتصنع لها دربا تتوجه بالوصول الى دولة على اقل تقدير جاءت على انقاض انظمة مستبدة بغض النظر فحوى التغيير اذ ان الاهمية تكمن بتبديل وجوه جثمت على صدورها،لقد تدفقت الدماء الجديدة واستطاعت الخلاص في السودان وبو تفليقة في الجزائر وكلاهما كانا يمثلان المقدس والحاكم المطلق وتحققت اهداف الانتفاضة خلال ايام والان يتوجهون لوضع اسس جديدة لدولهم .
لقد نجحت القوى الوطنية ومنها التأريخية من الوثوب في الشارع بروح وثابة تمكنت من اجتثاث البشير وبوتفليقة والقت بهم الى خانة النسيان.
اما في العراق وهذا مالا يحتمل وفق القياسات الوطنية والتأريخية ان نرى البلاد تتراجع نحو الاسوأ وفي ظل امكانات مالية نحسد عليها بين الامم والسؤال هل وصل الامر بنا ان تتصارع الدولة لا للدفاع عن مصالح الشعب بل تبذل كل الجهود لتكون بديلا للدفاع عن مصالح دول اخرى
تحت طائلة اسباب غير مألوفة في حركة الشعوب وارادتها الحقيقية .
وعودة للسودان والجزائر اذ يقول البعض ان نضال الشعوب قاعدة عامة من قواعد تثوير المجتمع تحت قيادات ثورية تمتلك ناصية ثاقبة عندما تتولى زمام التصدي تكون صادقة قيادة وقواعد
هذا الفارق غير مألوف على الساحة العراقية او بين قواه السياسية.
والمطلوب هو الثبات على المسلمات الفكرية والباعثة لحركة الجماهير واستنهاضها،فهل توجد لدينا قوى تمثل هذا الطيف الثوري والجواب قطعا اننا اصبحنا فاقدين لمصداقية اي قوى سياسية وعلى مختلف اتجهاتها ان كانت ثورية يسارية تأريخية او قوى حديثة ركبت موجة استقطاب الشارع بشعارات واراء ربما دينية ومتطرفة تمارس سياسة براغماتية في حركتها التأريخية.
للاسف اقول انه لم تثبت اي من القوى وخاصة المدنية اي موقف ثابت سياسيا حيث نرى العجب في الاصطفافات فمن اقصى اليسار الى اقصى اليمين . وعندما ارتضت الجماهير ولفترة ان تسلم قدرها وتؤيد مسيرة التحالفات للوصول الى برنامج موحد للعمل بوتيرة سريعة لخلق حركة مجتمعية تتولى البناء والتغيير ،حيث لم ولن يحدث اي من هذه الامال المعقودة عليها،لان تلكم التحالفات لا تتوفر فيها الارادة الناجمة من وحدة فكرية او التقاء برامج فكل يبحث عن وجوده القيادي دون النظر الى متطلبات القواعد والتي تصب في خانة انتقال الشعب الى مرحلة الاصلاح.
ولقد اثبتت ان هذه التجارب للتحالفات الفاشلة انما تقوم لخدمة قيادات فقط ولذلك فان العراق وللاسف انعدمت فيه المصداقية لان حركة هذه القوى تحولت الى ولاءات وخنوع ما بين القوي والضعيف والاخير هو من يجلب الويلات والانهيار له بسبب انعدام اي درجة من التكافئ .
اخيرا ان حركة الشعب ستبقى جامدة مؤجلة بانتظار نهضة ثورية جديدة لقادم ربما يولد من جديد وفق حركة المجتمع وصراع الاضداد وهذه حتمية جدلية بمنظور الديالكتيك والبعد الماركسي الذي يقرر البديل الحتمي