استبشرنا خيرا بالتغيير بعد سقوط النظام 2003 وكانت لنا الكثير من الاماني والاحلام وكان منها هو التخلص من الصنمية والتبجيل للقائد الضرورة الذي لايستطيع ان يعطي جملة مفيدة!
فالاعلام له دور كبير في صناعة الراي العام .حيث يقول هتلر ان الاعلام نصف الحرب .
واليوم بعد الانفتاح الكبير والتطور التكنلوجي السريع ومع تأسيس الدولة العراقية الحديثة وبمصطلح الساسة الجدد(العراق الجديد) استبشرنا خيرا باعلام حر يحاكي تطلعات الشعب الذي عانى الويلات من سياسات خاطئة احرقت الاخضر واليابس والحرث والنسل اعلام يلبي الحالة الديمقراطية التي انتجها الشعب والتغيير الذي حل بالعراق.
فكان التفاؤل قوي حينما تشكلت اول حكومة عراقية مؤقتة برئاسة علاوي ولم يكن بها وزارة اعلام كالدول الديمقراطية فرأينا تاسيس شبكة الاعلام العراقي وهي بالاتجاهات الثلاث المعروفة اعلاميا مرئي ومسموع ومقروء فكانت البداية قوية ومتألقة وخصوصا للمرئي منها المتثمل بقناة العراقية وهي تدافع عن التجربة الديمقراطية وببرامج رائعة ومقدمين اروع وجاذبة لكل المشاهدين ومستضيفة لكل التوجهات والشخصيات وهذا هو الصحيح في اعلام الدول الديمقراطية لانها الحاكم الاول فيها الشعب .
ولكن وبعد فترة من الزمن والاستقرار النسبي شاهدنا نزولا كبيرا في الخط البياني لقناة العراقية وتغيير الكثير من مدرائها والمقدمين الذين كنا نشاهد البرامج لاجلهم لا لأجل الضيوف وحددث الضيوف المستضافين بطبقة محددة موالية للحكومة .فلم نرى مثال الالوسي منذ زمن بعيد او مها الدوري او غيرهم .
ولم نرى المقدم الرائع الاستاذ عدنان الطائي وغيرهم لاسبابا لااريد التكلم بالنيابة عنهم لانهم اعلنوها ولو بصورة مبطنة.وكثيرا ماهنالك احداث مهمة ونرى وكالات الانباء متقاتلة لنقل الخبر من العراق ونرى العراقية بعيدة كل البعد ببرامجها واخباره العاجلة ونشرات الاخبار التي اصبحت تذكرني بنشرة اخبار التاسعة من على القناة الاولى في عهد المقبور .
من هنا بدأ الخوف وبدء القلق من سيطرة الحكومة على كل المفاصل بعد الهيئات المستقلة والبنك المركزي الى القضاء وصولا الى الاعلام التي يفترض دستوريا ان يعيين امين الشبكة من البرلمان لكن المميز في الحكومتين انها حققت الرقم القياسي في المناصب بالوكالة !!
نتمنى من البرلمان العراقي الموقر الذي يفترض انه ممثل للشعب ان يصحو من غفوته الطويلة وسباته الدائم ولو انه للامانة قدم كم قانون خدمت شرائح عديدة لكن عليه ان يصحو من زحف وامتداد السلطة التنفيذية التي اعلنت قبل فترة ليست بالبعيدة بانه ليس من حقه تشريع القوانين وتريد تحويله من برلمان الشعب الى برلمان الحكومة وسيحصل ان لم يصحو من غفوته .
ونتمنى على من يقف وراء العراقية بانها قناة يجب ان تمثل ارادة الشعب وتطلعاته وان ترتقتي بمستوى القنوات المميزة لان امكانياتها المادية تفوق الكثير من هذه القنوات وان لا تخطئ اخطاء الحكومات التي حكمت العراق قبل 2003 وانها للشعب لا للحكومة .