ملاحظتان مفروضتان قبل البدء في التبيان لما جاء في العنوان :
الملاحظة الأولى .. هي أن وصف العراقية بقاعدة يُراد بهِ الضد من حالة قائمة (من القيام والنهوض) ولا علاقة للأمر بتنظيم الظواهري أو بن لادن .
والملاحظة الثانية .. هي أن هدفنا النقد الايجابي البنّاء وليس الانتقاص أو ممارسة نوع من القصاص ، وكذلك الاستخدام الأمثل والمسؤول لحرية التعبير ، بل والمساهمة من خلال الطرح الموضوعي والفكري الرصين الارتقاء لمستوى أداء وعطاء مواقعنا الالكترونية .
أعود إلى حال العراقية وحالها مِنْ حال مَنْ يقودها ولا أقصد فقط الســيد أياد علاوي ، وأقول أنها (أي العراقية) مصابة بداء سوء الأداء ويا ليت مرضها كان فقر الأداء لان صمت السياسي إزاء أحداث وصبرهِ إزاء مواقف هو أنجع بكثير من تصريح فاشل ونذير شؤم أو تصرّف غير فاعل ، وأرى أن الإناء الفارغ والذي لا ينضح أفضل من أناءٍ ينضح بما فيه من فقاعات .
خذوا مثلاً ما ترتّب من نتائج على تصريح السيد صالح المطلك وهو نائب رئيس مجلس وزراء بحق السيد نوري المالكي وهو رئيس مجلس وزراء واصفاً إياه بأنهُ أسوَء من صدام .
يتساءل المواطن – يا سيادة النائب – الذي منحك الثقة في انتخابك وجعلك رئيساً لكتلة أو جبهة كيف تخون هذه الثقة وتوافق على أن تكون نائباً لرئيس حكومة هو أسوء من صدام .
وبماذا تبدأ قولك إذا التجأ المالكي إلى محكمة مدنية لمقاضاتك بتهمة السب والإساءة لشخصهِ سيما وان صدام المقبور لم يكن فقط دكتاتورياً وإنما كان أيضاً مجرماً وحُكِمَ بالإعدام لجرائمهِ المتنوعة والمتعددة .
خذوا أيضاً تصريحات السيد أياد علاوي بامتناعهِ عن المشاركة في المؤتمر الوطني إذا انعقد في بغداد بحجة لا يستطيع أن يجلس في قاعة أو مكان تحيطهُ دبابات المالكي مع العلم إن المؤتمر سيكون (في حال انعقادهِ) في ضيافة وقصر طالباني .
المواطن الذي انتخب العراقية ينتظرُ تصريحاً وموقفاً داعماً ومعززاً لبغداد ومكانتها كعاصمة اتحادية مع كل الاعتزاز لكل مدن العراق .
أسردُ مثلاً آخر يدلُ هو الآخر على تخبط قيادة القائمة هو الرسالة التي بعثها قادة القائمة السيد أياد علاوي والسيد العيساوي والسيد النجيفي إلى الرئيس أوباما والتي عرّبتها ونشّرتها جريدة الشرق الأوسط بتاريخ (29/12/2011م) والتي بموجبها يستنجدون قادة العراقية بالرئيس الأمريكي ويحرضونهُ على التدخل .
وأكدَ السيد علاوي استنجادهُ بدولة أجنبية من خلال تصريحاتهِ الأخيرة ومطالبتهِ أمريكا بالتدخل وهو نائب عن الشعب ، هل خَولَكُمْ الشعب ذلك أم انتخبكم للحفظ على مصالحهِ وسيادتهِ وأمنهِ واستقرارهِ .
أتعلمون بأن ما قاموا به وهم مسؤولون وفي مناصب وظيفية وسياسية في الدولة تعتبر قانونياً خيانة عظمى وتحريض لتدخل أجنبي . أيحدث هذا في دولة أخرى ؟
يبدو أن القوم يأتون أعمالاً لا يدركون أبعادها ونتائجها فكيف للرعية أن يأتمنون ويطمئنون لمصائرهم وهم في عهدة قادة لا يفقهون في أمور الحكم ولا الديمقراطية ولا السيادة ولا في العلاقات الدولية . ومما يزيد الطين بلة أنهم عملوها علناً وأمام الملأ حالهم حال من ظلَّ السبيل وفقد الدليل .
أستحضر أيضاً خطاب السيد النجيفي رئيس مجلس النواب قبل أيام ووجّههُ إلى الشعب ويرثي فيه حالة حقوق الإنسان في العراق ويراها منتهكة ومستلبة ، وباعتباري مواطن أتوجه إليه بالسؤال والملامة ، أوليسَ من واجبك كسلطة تشريعية مراقبة أداء السلطات التنفيذية ومدى التزامها بتطبيق القوانين ، ماذا فعلت مادياً وعملياً لتبيان حقيقة هذه الانتهاكات والحيلولة دون وقوعها أو تكرارها . إن ما جاء في خطاب النجيفي بهذا الخصوص يشكل إدانة لأداء مجلس النواب .
أما أسوء ما قدمته وتبنتهُ العراقية من مواقف هو دفاعها المُستميت عن الهاشمي في بداية الحدث وتراجعها وقبولها بمحاكمة عادلة لهُ الآن .
كان الأجدى بها أن تلوذ بالصمت بدلاً من الجهر والتصريح بما لا تعلم أو التعامل مع الموضوع والقضاء بالتي هي أحسن والاكتفاء بتصريحات عامة وعائمة تدلُ على الاحتكام للقضاء وإعلاء كلمة الحق وإرادة الشعب وأمنهِ واستقرارهِ وكرامتهِ .
لا يُعقل عدم إدراك العراقية أستحالة أِقدام القضاء على مثل هذا الاتهام وأِقدام المالكي على تنفيذ أمر القضاء ما لم تكن في الأمر أدلة وشواهد ويكفي هروب الهاشمي وعدم امتثالهِ للقضاء دليلاً قاطعاً لأدانتهِ .
أملي ورجائي في سرد ما تقدم هو النصح وعدم الإتيان بتصريح أو بموقف يأسف عليه السياسي ويندم وما علينا إلا أن نرددُ ما يقولهُ الشاعر إلينا :
” على المرء أن يسعى إلى الخير جهده وليس عليه أن تتم المقاصـد ” .
[email protected]