شكل خروج عز الدين الدولة عن القائمة العراقية (متحدون حاليا)، آخر مسمار يدق في نعش هذه القائمة،التي اكتسحت ذات يوم كل القوائم الانتخابية في العراق وحصلت على أعلى الأصوات والمقاعد ،فكيف تفككت وتشظت العراقية ومن وراء هذا الانهيار والذوبان المخجل ،الذي يدفع ثمنه الآن الشعب العراقي دما طهورا في شوارع العراق ،ابتداء لابد لنا ونحن نسلط هذا الضوء أن نسمي الأشياء والشخوص بمسمياتهم ،وان ننصف من يستحق الإنصاف ،وندين من يستحق الإدانة وخذلان ناخبيه وأهله ،فكلنا يعلم أن القائمة العراقية تشكلت على أساس (المشروع الوطني )، مقابل المشروع الطائفي (التحالف الوطني )، والمشروع القومي (التحالف الكردستاني )،ولهذا اختارت الجماهير المشروع الوطني ورموزه (إياد علاوي وصالح المطلك وأسامة النجيفي وطارق الهاشمي وغيرهم )،وحصل على أعلى المقاعد ،إلا أن هذا الاكتساح الجماهيري واجه هجمة شرسة قادتها إدارة اوباما وملالي طهران ،بإقصاء العراقية و مرشحها إياد علاوي من منصب رئاسة الوزراء كاستحقاق انتخابي،في أول مؤامرة تواجه القائمة العراقية بعد الانتخابات التشريعية مباشرة ،وبدأ مسلسل التآمر على العراقية (من قبل الطرف الذي شكل الحكومة بمباركة إدارة اوباما وطهران اللتان فضلتا نوري المالكي على إياد علاوي لأسباب تتعلق بتنفيذ مصالح وأجندة أمريكا وإيران في العراق )، لذلك كانت ممارسات حكومة المالكي تجاه العراقية باستخدام الترهيب والترغيب تجاه أعضاء العراقية لتفكيكها وشق صفوفها وإسقاطها أمام الشعب ،وهكذا خرجت من العراقية شخصيات مثل حسن العلوي وعالية نصيف وقتيبة الجبوري وغيرهم وشكلوا قائمة العراقية البيضاء ثم خرج منها عبد الرحمن اللويزي واحمد الجبوري ،وشكلوا قائمة (وطنيون ) ،وخرج زهير الاعرجي والنائبة آمنة سعدي مهدي، وكل هؤلاء خرجوا إرضاء (لمصالحهم الشخصية في المناصب والنهب والفساد والاستثمارات ،التي أغدق بها عليهم المالكي بالترغيب )، أما بالترهيب فخرج طارق الهاشمي ورافع العيساوي وغيرهم ،عدا من تعرض للقتل، من قبل الميليشيات وهم من أعضاء القائمة العراقية الرافضة للخروج من القائمة (العضو نجم الحربي من وديالى وغيره )،في حين ظل صالح المطلك ماسكا العصا من الوسط (فمرة يهدد ويخرج من الحكومة ثم يعود صاغرا أمام المنصب الهزيل الذليل )،في طريقة مخجلة تنم عن دناءة نفس للمنصب الوهمي الورقي ، أما إياد علاوي فظل ماسكا عصا المعرضة والتمسك بالعراقية رغم ما أصابها من تسقيط وتفكيك وترهيب (مخطط اغتياله من قبل إيران أكثر من محاولة فاشلة ) ،والسيد أسامة النجيفي وبالرغم من تهديده بالاستقالة وتوريط (جماعته عزالدين الدولة وفارس السنجري ورافع العيساوي ومحمد تميم وفلاح الزيدان وغيرهم بالاستقالة ) ،فانه وحسب تصريحات أعضاء كتلته اتهموه بأنه (ورطهم ونصب عليهم وقال عنه عزالدين الدولة ليش حلال عليهم وحرام علينا ) في تبريره عن أسباب استقالته (ويبدو العذر أقبح من السبب)،بمعنى إن أسامة النجيفي لم يكن جادا في تهديده بالاستقالة واوهم الآخرين بها ،ولم ينفذ وعده ويخرج من المنصب رئاسة المجلس ويسقط العملية السياسية برمتها مع أعضاء العراقية وقسم كبير من التحالف الوطني والكردستاني ،إذن شعور أعضاء العراقية بخذلان أسامة النجيفي لهم سبب خروجهم من العراقية والتجائهم الى حكومة المالكي في ممارسة مزدوجة نكاية بأسامة النجيفي وحبا بالمنصب والمال والمغريات الشخصية ،وتراصفا مع المالكي في إشارة لتفكيك العراقية ،إذن ما فعله عزالدين الدولة وصالح المطلك وعبد الرحمن اللويزي واحمد عبد الله وعالية نصيف وغيرهم مثل حسن العلوي واسكندر وتوت بالقائمة العراقية ،هو إرضاء لمخطط منظم ضد العراقية، الغرض منه تفكيكها وإنهاء مشروعها الوطني ،الذي أصبح يشكل خطرا على مستقبل التحالفات الطائفية والقومية ،وقد نجح هذا المخطط الطائفي واسقط العراقية بالضربة القاضية ،والسبب دائما سيل لعاب أعضائها الى المناصب والمنفعة الشخصية والمشاركة بالفساد الإداري والمالي الذي يعصف بالبلاد ،إذن من فكك وقسم وأجهز على القائمة العراقية هم رموزها (صالح المطلك وأسامة النجيفي وجمال الكربولي وعزالدين الدولة ،)، هؤلاء وغيرهم هم من أجهز على القائمة ،وانضووا تحت نفوذ دولة القانون وحكومة المالكي لتنفيذ أوامرها ،ضاربة تعهداتها وقسمها للشعب عرض الحائط ،وخرجت من المشروع الوطني لتستقر في حضن المشروع الطائفي ،الذي يدفع الآن شعب العراق ثمنه دما طهورا في كل شوارع العراق ،هكذا القائمة العراقية أكلت بعضها وتآكلت ، والدليل هو رسالة زعيم القائمة إياد علاوي الى صالح المطلك وجمال الكربولي ويطلب من بخجل وإذلال أن ينفذوا وعودهم الكاذبة والخروج من حكومة المالكي دون جدوى ،هكذا أصبحت العراقية ذكرى أليمة يبكي على أطلالها من ظل وفيا لها ولمشروعها الوطني ،أما (متحدون ووطنيون والبيضاء وغيرها) ،فهم المسئولون عن هذا التشظي ونهاية العراقية بهذا الشكل المحزن والمخجل ….إذن العراقية أكلت بعضها قبل أن يتآمر عليها ويستهدفها الطائفيون .