أنها تستحق التوصيف رغم قساوته لأنها باعت الشعب عندما بدأت التملق لرئيس الوزراء وابتعدت عن الحياد بشكل فاضح ومخجل فهي اصبحت اعلام للمالكي وحزبه الحاكم وكأنها قد دخلت توأمة مع افاق اذ ان قناة العراقية بقيت تشير للمالكي على انه رئيس الوزراء بدون ان تشفعها ﺑالمنتهية ولايته في حين انها كانت وفي ذات الوقت تشير للعبادي على انه رئيس الوزراء المكلف واستمر ذلك حتى يوم 27/ 8 مخالفة كل القنوات المحايدة والتي يفترض ان تكون واحدة منها.
كانت تبدو كمنعزلة عن الواقع ورافضة لتصديقه وما يجري فيه فهي لم تبدأ بإظهار رسائل الدعم والتأييد للعبادي التي ضجت بها الدنيا إلا يوم 14/8 فقد اظهرت على خجل تهنئة تتعلق بمجلس الامن على الشريط الاخباري اي بعد بيان حزب الدعوة الذي تخلى به عن المالكي وبذا اثبتت انها قناة متملقة بقيت وفية لتملقها حتى اللحظة الاخيرة واستسهلت التخلي عن حياديتها بعيون شعبها. للأسف كان العالم يحتفل بالتخلي عن المالكي بينما كانت تحتفي برمز الهزيمة والانكسار .لقد مثلت استمرار دور الاعلام الذي كان ذيل الحاكم لا ضمير الشعب هذا الدور الذي يفترض ان المالكي وأشباهه ثاروا عليه .
كانت قناة العراقية تظهر بشكل متذلل على شريط انبائها ولغاية يوم 15/8 كلمات ((لشيوخ )) وسواهم تمتدح رئيس الوزراء-المنتهية ولآيته المالكي رغم كونه يمثل افشل شخصية سياسية .لقد كانت مخلصة حتى الرمق الاخير لسيدها لا لمبدئها .
ومن عدم حياديتها ايضا ً انها لم تكن تنقل وقائع صلاة الجمعة لكنها فعلت ذلك للمرة الاولى ناقلة خطبة التنحي في 15/8 لأنها كانت تتوقع مع شقيقتها افاق ان تحظى خطوته بالتنازل المكره عن السلطة بمديح المرجعية لكن لم يحصل ذلك فقد ذكرت المرجعية موقفه باقتباس وصياغة توحي انه فعل ما كان يتوجب عليه من اعتراف بواقع جديد ليس إلا وهو ما لا يستحق الشكر عليه. ” وقد حصل بعض الجدل والاختلاف بشأن دستورية خطاب التكليف …..ولكن استُغني عن ذلك في الليلة الماضية باتفاق جميع الاطراف –ولله الحمد- على القبول بالواقع الجديد” . أي انها تقول لقد انزاح حجر العثرة عن الطريق ولله الحمد.لكنها عادت وذكرت المالكي بلوم واضح له ” ان الاحداث الخطيرة التي عصفت بالعراق بعد الانتخابات النيابية الاخيرة فأطاحت بمحافظات عراقية عزيزة وجعلتها فريسة سهلة بيد الارهابيين …وأبانت عن خلل كبير في ادراة اهم المؤسسات التي تعنى بأمن العراق والعراقيين …” .” اننا ندعوا الكتل السياسية في مجلس النواب …..فيتعاونوا مع السيد رئيس الوزراء المكلف في تشكيل حكومة قوية وكفوءة تمتلك برنامجا ً واضحا ً لمعالجة الاخطاء السابقة .. ” .كما استفاض الخطيب السيد الصافي بذكر مثالب الحكومة السابقة من فساد مالي وإداري ” فأن الحجم الهائل من الفساد المستشري في المؤسسات الحكومية يعيق ايّ تقدم حقيقي في ملفات الامن والخدمات والتنمية الاقتصادية . “
في فترة الصراع نقلت العراقية خبر لقاء عمار الحكيم مع مقتدى الصدر وقد اكتفت بنقل خبر الاجتماع مع صورة لكليهما بدون ان تثري الخبر بأية تفاصيل اخرى كباقي القنوات وقناة العراقية باعتبارها قناة الشعب يفترض بها الحياد وعدم اخذ اي جانب عند الصراع السياسي ألا جانب الشعب .
اظهرت العراقية لقاء للمتحدث باسم مليشيا بدر كريم النوري وذلك بعد الانتصار في آمرلي وقال انني جئت مباشرة من الجبهة وان طريق بلد –بغداد مؤمن بالكامل حتى يخيل لمن يسمعه ان الحرب منتهية وأسابيع او اشهر كفيلة بتحرير كل المناطق المحتلة وقال جئت لأقول اننا نتقدم وان الفصائل مع الحشد الشعبي غير محتاجة لأمريكا وان طيرانهم لم يفعل اي شيء وهو بلا دور .
ان العرقية لا زالت مصرة على ان تشحذ سكاكينها الاعلامية لتضعها في خاصرة اي توجه للحكومة الجديدة ويبدو ان النوري وعراقيته نسيا ان طيران التحالف يكفيه وباعتراف اي اصم واعمى انه حال دون تجمعهم بمجموعات كبيرة كما انه قطع اوصالهم فمن في الموصل بقي فيها ومن في تكريت كذلك وبذا شاء النوري وعراقيته او أبو فان للتحالف دور بكل نصر يحرزه . وانه بكلامه يروج لحرب استنزاف جديدة للعراق بعد حروب الخليج والحصار .حرب طويلة ضد داعش يروج لها الجُهال اقل اثرها شل الاقتصاد ووقف نموه في حين ان الطرف المقابل افراد تركوا بلدانهم تنعم بالسلام والرخاء.
ان العراقية لم تصحو الى الان ولا زالت تعاني من كونها ذيل لسياسة المالكي لم يقطع فهو لا زال يتلوى بين الحين والآخر حيث اظهرت القاء قصيدة بعنوان ( الضياع على العراق ) بإلقاء دعي حزب الدعوة والمالكي لكن بمنتجة جديدة.اي سلام على العراق وانتم قد اضعتموه,ان كل العراقيات اصيلات وشريفات ألا تلك الخائنة اللتي تهلهل عندما يجر شعبها للهاوية .