بقرارات مجلس النواب العراقي، التي شملت إلغاء الإنتخابات في خارج العراق، وكركوك وكردستان العراق، والنازحين كافة ،وإحالة المزورّين من موظفي مفوضية الانتخابات الى القضاء،يدخل العراق في النفق الأظلم، والصراع الأعمق في العملية السياسية ،بين القوائم الخاسرة والرابحة، التابعة لأحزاب السلطة ،سواء الاحزاب الموالية لإيران، أو الأحزاب الكردية ،والمعركة القانونية والدستورية بين مجلس مفوضية الانتخابات ، ومجلس النواب ، بأسوأ إنتخابات مزوّرة عرفها التأريخ ، هنا قراءة وتحليل ،للفوضى الهلاّكة التي ستقود العراق الى حرب أهلية ،بشَّر بها نوري المالكي زعيم كتلة دولة القانون، ورئيس مفوضية الانتخابات اللامستقلة ، المشهد ألآن هو قيام مجلس النواب إصدارات قرارات الغاء الانتخابات ، وإعادة العد والفرز للصناديق في عموم العراق، وقيام مجلس الوزراء ،بتشكيل لجنة عليا من الاجهزة الامنية والقضائية لتنفيذ قرارات مجلس النواب، الذي ألغى المادة (38) لتلزم المفوضية بالعدِّ والفرز ،من هنا بدأت الأزمة والتصريحات المتبادلة، حول قانونية ودستورية قرارات مجلس النواب من عدمها ، وزاد من تعقيّد الازمة دخول رئاسة الجمهورية لرفضها قرار مجلس النواب ، ممّا إضطر رئاسة مجلس النواب، من عقد جلسات لإلغاء المادة (38)، وإلزام المفوضية بالعدَّ والفرز ،ومما يثير اللغّط ،لماذا هذا الإصرار والسرعة الفائقة، من قبل مجلس النواب على إتخاذ قرارات بليلة وضحاها، تهمّ أشخاص معدودين،ومنهم رئيس المجلس نفسه ، في حين هناك قرارات مهمة جدااا تخص شرائح واسعة من الشعب العراقي، لم تناقش ولم تصدر منذ سنين ،وهي تخصّ أرزاقهم ومستقبل عوائلهم وغيرها، ثم ليس من المعقول حصول تزوير واسع جدا ،وخطير تتحدث به كل الاحزاب الفائزة والخاسرة، وتحدثت به الامم المتحدة امام مجلس الامن الدولي ، وإعترفت به مفوضية الإنتخابات. على لسان أبرز موظفيها وهو الدكتور سعيد كاكائي ،الذي فضح المفوضية بالأدلة والوثائق وبالصورة والصوت ، وهناك من يدافع عن المفوضيةوموقفها الضعيف الذي تصر عليه ، بل والمفوضية وبكل صلافة تصر على رفض العد والفرز وترفض الاعتراف بالتزوير، بل وترفض قرارات مجلس النواب وقرار اللجنة المشتركة العليا لمجلس الوزراءن وتقف (بعين الحكومة ومجلس النواب) ، ماذا يعني هذا ،سوى إدخال البلاد في نفق حرب أهلية وفوضى عارمة، تؤخّر تشكيّل حكومة عراقية رغم التزوير، وتنقذ البلد من محنة. هو في غنى عنها، وهو في حرب مع الإرهاب خرج منها تواً، لذا نرى أنّ الازمة تتصّاعد،ولن تحسمها المحكمة الاتحادية، كما يزعم البعض، لأن الطرف الذي ستقف ضده المحكمة ، لن يسكت وسيرفض القرار، ونبقى ندور في حلقة مفرغة، تُفضي الى حربٍ أهلية لامحالة، مع الطرف الرافض لقرارات المحكمة، ومجلس النواب ومجلس الوزراء، لماذا، لأن أسماءً وأحزاباً كبيرة ستكون خارج البرلمان ، بسبب التزوير الذي مارسته في الانتخابات ، ولإنها إعتمدت على دول إقليمية وخسرت الرهان، وفي كلا الحالتين ستحدث الحرب التي بشرتنا بها المفوضية ودولة القانون ، فما العمل، ونحن أزاء تحديّات دولية وإقليمية كبرى ، لتغييّر جذري في المنطقة ، فالأوضاع في سوريا ،تشارف على النهاية والتهدئة والتفاهم ،والقضاء على آخر معاقل داعش والنصرة، والجانب التركي يهّدد بإجتياح سنجار وقنديل(عاصمة البككا منذ 35عاما) وقضاء مخمور، إذا لم تطرد حكومة العبادي حزب العمال من الاراضي العراقية. لأنها أصبحت تهدّد الامن القومي التركي، وشاهدنا الورقة التي تلوّح بها تركيا تجاه العراق، وهي (سد أليسو) ،وهي اليد التي توجع العراق، وتهدد جنوبه بالجفاف التام ، رغم تحذيرات وتبليغات تركيا منذ سنين للجانب العراقي، بضرورة إنشاء سدود لخزن المياه، مايقلقنا داخل العراق الآن ،هو الفوضى مابعد الانتخابات، والتدخل المباشر والعلني لأيران، وإجتماعات قاسم سليماني والسفير الايراني مع قادة الاحزاب ،والكتل الفائزة لتشكيل حكومة تابعة لإيران، أو الحرب الاهلية ، إذن العراق أمام خيارين فقط ،إما تحالف كبير تابع لايران مباشرة .من دولة القانون التي تصرُّ على حكومة الأغلبية السياسية الدكتاتورية الطائفية، للتفرّد بالسلطة ، والفتح لزعيم منظمة بدر هادي العامري وتيار الحكمة لعمار الحكيم وربما بعضاً من كتل صغيرة، لشخصيات دخلت تمويهاً وخداعاً ،مع النصر وسائرون لتنشق وتلتحق بتحالف المالكي والعامري، هذا كل ماتريده إيران. أو الحرب الاهلية التي أعلنها نوري المالكي، هذه هي الخيارات الايرانية، فماذا عن الخيارات الامريكية، التي أشرف عليها بريت ماكفورك مبعوث الرئيس ترمب شخصياً، لتشكيل حكومة برعاية ودعم أمريكي لا محدود، تشترك فيه قائمة النصر والقرار وستائرون والوطنية والحزب الديمقراطي الكردستاني وتلتحق بهم الحكمة فيما بعد ، إذن ألآن الصراع ،بين القوائم هكذا بكل وضوح، فمَنْ سيربح حكومة عراقية تابعة له ،أمريكا أم إيران، هذا هو السؤال وبيت القصيد ، ومن يستطيع حسم الامر أمريكا أم إيران لصالحها .ولو بالقوّة والتهديّد والترغّيب،إيران الآن في أضعف حلقاتها في المنطقة ،ففي اليمن النصر على هزيمة الحوثيين قاب قوسين وأدنى، والأوضاع في سوريا تشارف على النهاية. لصالح روسيا وأمريكا وتركيا، وهزيمة لحزب الله وإيران فيها ، وإنتهاء الشراكة بين إيران وروسيا في سوريا. بطلب بوتين من إيران الانسحاب من الاراضي السورية لجميع ميليشياتها وحرسها الثوري، بقيّت قوة ونفوذ إيران في العراق، هي مَن تعوِّل عليه، وتعمل المستحيل لقطف ثمرة وجودها ،ونفوذها الواسع في العراق، هو إعلان حكومة تابعة لها ، في وقت لاتستطيع أن تُملي على أمريكا شروطها في العراق، بسبب إصرار الادارة الامريكية على المضي قدما وبتسارع واضح لخنق ايران دوليا والاجهاز على نظامها، من خلال الانسحاب من الاتفاق النووي ،وفرض حصار لامثيل له في التاريخ في قسوته ، والاجراءات الامريكية والتحالفات مع اوروبا والاتحاد الاوروبي ضد إيران. وصلت مديَات عالية من التوافق والتفاهم ،حول خطر إيران في المنطقة والعالم ،ودعمها للارهاب الدولي، بوصفها راعية الارهاب الاول في العالم،فكيف ستواجه ايران، وأتباع إيران عملية تشكيل حكومة وإنشاء تحالف كبير لها ، فبعد أن فشلت اللقاءات والاجتاعات مع جميع القوائم العربية والكردية للمالكي والعامري، أعلن مؤخراً عن تشكيل تحالف أولي لتيار الحكمة وسائرون والوطنية، وهو رسالة واضحة. وإعلان غير مباشر لايران أن تيار الحكمة حسم أمره مع سائرون والوطنية لتشكيل تحالف يفتح الباب لإلتحاق قائمة النصر والقرار ونينوى هويتنا وغير من القوائم الصغيرلهذا التحالف ، وإفشال المشروع الايراني الذي يمثله نوري المالكي وهادي العامري وغيرهم، بمعنى أن الأوضاع تذهب الى المجهول والفوضى، والى مزيد من وضع العصِّي في عجلة تشكيل حكومة. لاسيما والوقت بدأ يضيق ، وهنا بدأت التفجيرات والاغتيالات داخل بغداد والمحافظات الجنوبية .وأخذت تتصّاعد،على شكل تسقّيط سياسي ،يكون الرابح منه داعش ومشتقاته ، كان آخرها التفجير الاجرامي الدامي في مدينة الصدر، ولكن السؤال الأكثر أهمية هنا، هل ستتدّخل أمريكا في حسم هذا الصراع. الدائر الآن بين مفوضية الانتخابات بدفع إيراني واضح ،لتعطيل تشكيل الحكومة ،ولأهداف وغايات ومصالح إيرانية لأجندتها ،وبين العبادي وحكومته والبرلمان، أعتقد كلمّا إشتد الصراع وتعطَّل عمل الحكومة والبرلمان ،والوصول الى فراغ دستوري ،لصالح جهة معينة، هو الهدف من تأخير حسم عملية العد والفرز، والذهاب لتشكل حكومة قبل نهاية حزيران، موعد إنتهاء عمل البرلمان، أرى أنَ الأحداث ستنقلب رأساَ على عقب ،وسيظلَّ الصراع قائماً ،بين جميع الأطراف والقوائم والكتل والاحزاب، لتحسم إدارة الرئيس ترمب الأمر كلّه ، بإعلان حكومة إنقاذ وطني من خارج الأحزاب والكُتل ، وتشرف عليها الامم المتحدة ومجلس الامن الدولي، وهومقترح مطروح جداا وسيتحقق ربما قريبا،إذا لم تتفق القوائم .ولن تتفق حسب قراءتي للأوضاع ، العراق ، الفوضى وما بعد الفوضى، سيبقى العراق…. وكفى أما الاخرون فإلى الجحيم …