18 ديسمبر، 2024 5:58 م

العراضة من مناسبة سلام الى مشروع قتل وارهاب للمواطنين

العراضة من مناسبة سلام الى مشروع قتل وارهاب للمواطنين

العراضة : تجمع جنائزي يضم شيوخ وابناء العشيرة والعشائر المجاورة ، بتخلله اهازيج ” هوسات ” وترفع خلاله رايات القبيلة بعد وفاة “شيخ لقبيلة ” وتتجمع عند ذاك بقية القبائل لتأتي مستعرضة امام قبيلة الميت ، وهي تأتي ايضا من باب الزهو والتباهي لابناء المتوفي من الشيوخ بذات الوقت يحمل القادمون من العشائر الاخرى محجة الجميل ورده فيما لو توفي شيخ قبيلتهم ، ليعودوهم عند ذاك بالحضور في هذا العرس الجنائزي الحزين . وهكذا جرت العادة تلك في مناطق (  القرى والارياف في الجنوب العراقي )  ، والعراضة في القرن الواحد والعشرين ومع شديد الاسف اخذت طابعا آخر غير الذي جبلت عليه من اقتصارها على الهوسات التي تخلد وتمجد بمآثر الشخصية التي كان لها التأثير الكبير في العشيرة وبقية العشائر كونه هو ” الشيخ ” . وتعدت رفرفة الاعلام والدبكات الجنائزية الى ما اساءة وبشكل كبير الى المنظومة القيمية للمجتمع بشكل عام والى تقاليد ومكانة  العشيرة بشكل خاص كونه  شكل خطرا حقيقيا على حياة المواطن من خلال ” اطلاق العيارات النارية خلال العراضة وبشكل كثيف ”  .

مما ازهقت نتيجتة ارواح الكثير من الضحايا . وما يجعلنا نصاب بالذهول ان العراضة بدأت تجتاح المدن المتحضرة نتيجة النكوص الثقافي وقلة الوعي الجماهيري وضعف الدولة ووهن اجهزتها الامنية ، ولذا بات منظر تلك المناسبة يشكل خطرا على حياة المواطن كونها امست ” مشروعا للقتل الغير العمد ” مع ان “”  من يسقط برصاص اي من المعرضجية سوف تدفع عشيرة الميت (صاحب العراضة ) دية لاهله تساوي دية المقتول عمدا “”  .. ما حدانا حقيقة للبحث في هذا الموضوع ما تعرضت اليه امس مدينة النجف الاشرف من تعد صارخ على حريات مواطنيها وجعلهم يمرون بمخاض عسير واوقات صعبة تعرضوا خلاله الى حالة من الخوف والهلع والتذمر  بعد ان تعرض ” مركز المدينة ” وبشكل مفاجيء  الى اطلاق نار كثيف استمر لفترة طويلة ، وما كان على البعض من الاهالي غير حمل سلاحه والتوجه صوب الجهة التي خرج منها اطلاق الرصاص ، ظانين ان هجوما من تكفيريين قد حدث ؟ .  

ربما كان لهؤلاء المواطنون الحق بحملهم اسلحتهم والتوجه نحو مصدر  النيران  فالبلد في حالة حرب ومدينة النجف الاشرف من المدن التي هددت من قبل التكفيرين بدخولها . المشهد الذي رسم بمخيلتهم كان قد تلاشى والعقل اصابه الذهول ، فلا تكفيريون هناك ولا هناك من معركة تذكر والصورة الواقعة  ماهية الا ” عراضة لرجل مسن بسيط ” !!!! .. فالرجل لم يكن شيخا من شيوخ القبيلة المعروفين ، ولا رمزا من الرموز العشائرية التي لها حضوة عند بقية العشائر لحل النزاعات العشائرية ، وليس جهبذا علميا او مفكر فطحل او عالم دين فقع عين الجهالة برصانة مؤلفانه ،  ولا حتى لغويا اخرس علماء الكلام  ببلاغته في علم النحو او الصرف .. انه بصورة مبسطة ” والد لاحد مسؤولي المحافظة  وكفى ” !! .. فهل يستحق المغفور له بعد ذاك ان تكون له عراضة  وبتلك الكيفية ؟ .. المجتمع النجفي واخص المركز على وجه الدقة رافض لهكذا ممارسات جنائزية كونه يعتبرها تقليد بالي لافائدة مجتمعية ترجى منه وهو اعتراض على مشيئة الباري جل علاه وحسب فهم البعض لتلك الممارسة فالميت عندهم سيصل بكفنه وعمله وليس بما حمل من عنوان دنيوي بحت . سألت احد الاخوة النجفيبن رأيه بما شاهد ،  ممن حضر التشييع ، فاجابني بسخرية  ” لو اني كنت اتوقع ان حربا سأخوضها مع عشيرة ال …..  ،  

ماكنت حضرت ” مضيفا ” بت اصما جراء كم الرصاص الذي اطلق ، وصرت لا اعلم الى اين الوذ فالجميع يهرول والجميع يهزج وانا يا عمي صرت مثل ( الاطرش بالزفة ) وحسب تعبيره ” . ثم سألت اخر ، ذات السؤال ، وكان جوابه لايختلف نوعا ما عن جواب من سبقه بيد انه اضاف ” هذه الممارسات دخيله علينا ونحن بمركز المدينة ولسنا في القرى والارياف ، مضيفا  ” شنو معنى لاطلاق العيارات وبهذا الشكل الكثيف واللي روعوا الاطفال واخافوا النساء ، والله ياعمي الرجال حباب وبسيط وبحياته هو بالذات كان يستشكل على هاي الامور ، لكن انا لله وانا اليه راجعون ، عمي مانكدر نحجي ؟؟؟ ” .. انتقلت بعدها الى شخص يحمل من الفكاهة ماتنسي وجع العراق وما يمر به من ازمات ، وكوني لم اعرفه سابقا الا من خلال حديثه ، وهو يكنى ب ( جبوري ابو الكعك ) ، هكذا اعطاني اسمه بعد ان استسميته ، يقول جبوري بعد ان سألته عن العراضه ورأيه ببديهية مثلى  ” اكلك عمي احنه كوه يردون يسوونه معدان ، قاطعته كيف ، فاجاب ، شوف عمي السوالف هاي ميسوهه المشاهدة بس اهل القرى والارياف وهي وحسب ما اعرف لشيوخ العشاير يقيموهه بس ، لكن  الظاهر موعد الانتخابات قرب وكلك خل اضرب عصفورين بحجر واجمع الوادم كدامي  ، ضحكت ، وقلت له ، حجي شجاب العراضة ع الانتخابات ، كلي بويه هاي شغلات كعكجية انت متعرفه !!! . ثم استدرك قائلا : ارد اضحكك شوي ، والشي بالشي ينذكر ، كتله اتفضل ، كلي سامع بشغلة ” محيسن ” ، كتله لا والله ” . لعد اسمع – يكلك محيسن جان فريضة  بعشيرته ، من اهل كبل ، فمات محيسن ، فاهل القرية ، بالتشييع واحد منهم اعترض الجنازه وجان يصيح ، ها وها .. ها وهاا .. محيسن ما مات الله اعتازه ودز عليه . تعالت ضحكاتنا بعدها وشكرته مودعا اياه ..
– العراضة حسب المرجعية :
” لا يجوز إطلاق العيارات النارية بلا مبرر إذا كان سببا لإرعاب الناس وأذاهم. ويتحمل المسؤولية الشرعية كل من يتسبب في موت أو قتل أو جرح على تفصيل مذكور في محله.وعلى العموم فهذه الظاهرة بسبب ما تستتبعه من السلبيات منافية للعرف والأخلاق وننصح جميع الاخوة المؤمنين التجنب عنها البتة ” … تلك هي وصايا وتوجيهات المرجعيات الدينية حول مسألة اطلاق النار في هكذا مناسبات . فلماذا لم يستمع لها احفاد الموتى سواء كانوا شيوخا ام مسؤولين ؟ . واما ماعكسته ” عراضة الامس  ” من اثار سلبية على المواطن النجفي فيمكن ايجازها بمايلي :- فقدان المواطن الثقة باجهزته الامنية والجهات التنفيذية الحاكمة في المحافظة
– هلع وتذمر الاهالي جراء حالة اطلاق النار وبالصورة التي جرت عليها مشاهدات المشيعيين .
– خسارات مادية في الممتلكات بعد اصابتها بطلق ناري
-انها كانت مشروع للقتل لو لا حفظ الباري ، ” سقط العديد من الموتى جراء اطلاق النار في هكذا مناسبات بمدن مختلفة ” .
– فشل الاجهزة الامنية من في مجابهة ” جيش المعزيين ” .- انتقادات لمسؤولي المحافظة من الذين يستغلون مناصبهم الوظيفية في تحكيم عقلهم واجبار الاهالي على الرضوخ للامر الواقع وتحمل قطع الطرقات والازدحامات في حركة السير ، وقطع ارزاقهم  بالاضافة الى تعرض حياتهم للخطر .