23 ديسمبر، 2024 1:13 ص

العذاري ليس من أبناء القوات الأمنية!

العذاري ليس من أبناء القوات الأمنية!

صورة ملتهبة شجية، مزجت بين عبق كربلاء الحسين، وفراق الإمام المظلوم عن ولده، علي الأكبر (عليهما السلام)، ويراه مقطع الاوصال غريباً، وبين ألم اللوعة لحديث والد الشهيد، مصطفى العذاري (رحمة البارئ عليه)، الذي إستشهد جريحاً غريباً، معلقاً على جسر الفلوجة، وقدم الاب الصابر شبلاً صنديداً، يعد إمتداداً لوفاء أنصار الثورة الحسينية المقدسة، من أجل الأرض والعرض، فكلاهما قاتلا العدو نفسه، بهمجيته ووحشيته، ففي كل زمن يولد الأبرار، ليستمروا بالحياة، ويموت الفجار، ليقبعوا في مزابل التأريخ.
 مصطفى العذاري ليس من أبناء القوات الأمنية، بل هو إبن العراق، بجيشه وحشده، وسنته وشيعته، وعربه وأكراده، لأنه أبى الهزيمة، وفضل إختيار طريقة حياته السرمدية، بقدم صدق عند مليك مقتدر، في عليين مع الشهداء والصالحين، حاملاً حب العراق في قلبه، رافعاً راية التكبير، لأجل الوحدة والكرامة، لا لقطع الرقاب والتكفير، وبالتالي فالشهيد العذاري، رمز التعايش السلمي، الذي رفض التقسيم، ونهض من مدينة الصدر المناضلة، بعقيدته الوطنية والدينية، للدفاع عن أهل الأنبار، لذا فهو العراق بعينه.
عقارب زاحفة على جدران العراق، تريد إحتكار الأرض، لدين ليس من الإسلام بشيء، يحاولون بالقتل والذبح، صياغة عالم من القبح، يبدو بظاهره الديني المزيف جميلاً، ويصنعون أكاذيب تجعل من البشرية، كائنات تتقاتل من أجل البقاء، بصراع حيواني دموي، وإلا كيف تعامل الإسلام، مع الأسرى يا أبناء الطلقاء، ولكنه رغم إستشهاد (مصطفى ناصر)، فقد قتلكم ألف مرة، بحبه لعراق الحسين (عليه السلام)، الذي علم الأجيال معنى الأجساد، التي تهب روحها للخلود، في تاريخ لا يمكن نسيانه أبداً.
يتبع الدواعش الجبناء، سياسة دق المسامير، تحت أقدام الشعب العراقي، بطريقة إثارة الفزع والرعب، في قلوب الابطال المشاركين، في عمليات تحرير الأرض المغتصبة، بيد أن صور التلاحم البطولي، لغيارى الحشد الشعبي، والقوات الأمنية، وإستنهاض الهمم، وإستلهام العبر، جعلت موازين الصراع، تنقلب في صالحنا، فنرى الحشود المجاهدة، تتسابق في ميدان الشهادة، للقضاء على الإنحرافات الفكرية، لهؤلاء الشرذمة الضالة، والذين لا يدركون حقيقة، أن كبيرنا لا يقاس، وصغيرنا لا يداس، فالقتل لنا عادة، وكرامتنا من البارئ الشهادة.