23 ديسمبر، 2024 6:39 ص

العذاب الأخروي في القرآن 1/38

العذاب الأخروي في القرآن 1/38

آيات العذاب، النار، الجحيم، جهنم، السعير، الحميم

جهنم بين «قرآن» محمد و«نهج بلاغة» علي

عندما كنت متدينا، أي ملتزما بأحكام الدين، مصدقا بإلهيته، (واليوم أعتبر نفسي مؤمنا-إلهيا-عقليا مُجهدا نفسي للاستزادة من التأنسن والتعقلن)، أقول عندما كنت (متدينا) بالمعنى آنف الذكر، وذلك ضمن أجواء التدين الشيعي، مع إني كنت ماقتا للطائفية، كنت أراني مضطرا للمشاركة في طقوس التلاوة الجماعية لـ(دعاء كُمَيل) المروي عن علي ابن أبي طالب، والذي يرى الشيعة استحباب قراءته في ليالي الجمَع؛ لم أكن أتفاعل دائما مع الدعاء، خاصة ضمن طقوس التلاوة الجماعية، مما يجعلني أحيانا أحس بما يشبه تأنيب الضمير، لعدم حصول الخشوع لدي، وذلك لطول الدعاء المبالَغ به، وخاصة إذا تلاه الإيرانيون، لأنهم يبالغون في مدّ الكلمات، بحيث تستغرق كلمة «اَللّهُمَّ» من الوقت ما تُنطَق به كامل الجملة التي تستهل بهذه الكلمة، فيضيع المعنى في هذه المدّات الطويلة، وتنغيمات الصوت المقترنة بالأنين والعويل، وإن حصل أحيانا أني كنت أُوفَّق في استحضار الخشعة، واستدرار الدَّمعة، طوعا أو جبرا. لكن ليس هذا ما أردت تناوله هنا، إنما أردت أن أقول إني كنت أتوقف دائما عند عبارة من الدعاء، فيزعجني الخطأ اللغوي الواقع فيها، مما كنت أستبعد صدوره عن عليّ، فكنت أصححه عندما أقرأ الدعاء لوحدي، ونادرا ما كنت أفعل، ولكن كانت هذه العبارة من جهة أخرى – وهذا ما أريد طرحه هنا – يحيرني المعنى الوارد فيها، إذ كنت أقارن بين فهم عليّ لرحمة الله، وبين التصوير الإسلامي لشدة وقسوة وأبدية العذاب المتوعد به قرآنيا. وللتوضيح أطرح باختصار الفهم القرآني – أم هل أقول (المحمدي) للجزاء الإلهي، والفهم العَلَوي له، بما أسميته «جهنم القرآن»، و«جهنم نهج البلاغة»، هذا طبعا مع فرض إن الدعاء فعلا من تأليف علي.

يتبع