23 ديسمبر، 2024 9:33 ص

العدو كرد – صهيوني -3

العدو كرد – صهيوني -3

للولايات المتحدة الأميركية مشروع لتفتيت العراق وسوريا – القوتان الرئيستان في الشرق العربي – يتوطأ معها فيه اسرائيل و الأكراد وذلك بهدف ضمان مستقبل اسرائيل وتسيّدها في المنطقة ولتمهيد الطريق من اجل إقامة كيان كردي على أشلاء سوريا والعراق الممزقتين والمشغولتين بحروبهما الداخلية . ولم يكن غريباً ذلك التحالف بين الأكراد واسرائيل وذلك بحكم القواسم المشتركة بينهما والتي تناولتها مفصلاً في الحديث السابق ، وقد استكمل الأكراد المرحلة الأولى من مخططهم فهيمنوا على القرار السياسي العراقي وحالوا دون بناء قوات مسلحة عراقية مقتدرة ونجحوا كذلك في إذكاء صراع دموي بين سنّة العراق وشيعته وحفروا بشتى الوسائل الدنيئة بصمتهم على هوية العراق حتى بات مقطوع الصلة بتاريخه وبأمته العربية ، وسطا الأكراد بالتواطؤ مع أحزاب التأسلم السياسي على مفاصل الإقتصاد العراقي حتى باتت لهم حصة الأسد فيه ؛ وها هم اليوم يلتفتون إلى سوريا لتأجيج نار الفتنة فيها من خلال العصابات الكردية التي استوطنت جانباً من الحدود السورية مع شمال العراق والتي أغدق عليها الحلف الأميركي – الإسرائيلي – البرزاني المال والسلاح لتمكينها من بلوغ هدفها الحقيقي والمتمثل في سلب جزء من الأرض السورية والالتحاق بالكيان الكردي في شمال العراق . وتفيد معلومات مؤكدة أن التنسيق متواصل منذ بدء الفتنة المسلحة في سوريا بين حزب العمال الكردستاني التركي وما يسمى بالمجلس السياسي لأكراد سوريا إذ تجري اللقاءات بين الطرفين في جبل قنديل بهدف وضع تصورات لاستغلال كل العوامل على الأرض من انشغال الدولة السورية بمواجهة عصابات الإرهاب و الإحتلال التركي و الأميركي لمناطق سورية وذلك من أجل التأسيس لكيان كردي منفصل وبتواطؤ لا شك فيه من أكراد العراق ، ويبدو أن المخطط الكردي يسير في طريقه المرسوم بتوجيه و دعم الولايات المتحدة الأميركية واسرائيل ؛ وبلا جدال فقد ارتكبت الدولة السورية عام 2005 خطيئة تقديم تنازلات ضخمة للأكراد عندما منحت مئات الآلاف منهم الجنسية السورية في حين أنهم جاؤوا سوريا مطلع القرن الماضي نازحين و هاربين من الإضطهاد التركي كما تساهلت معهم في شأن تشكيلهم لكيانات سياسية واجتماعية عنصرية منفصلة عن الشأن السوري العام وكان ذلك الخطأ هوعينه الذي ارتكبه الرئيس صدام حسين في توقيع اتفاقية آذار 1971 مع مصطفى البرزاني والذي أوصل العراق إلى حاله المزري الراهن وكان على الرئيس السوري بشار الأسد ومعه أجهزة الدولة السورية أن يتعظوا من رأس الذئب الطائر .