9 أبريل، 2024 6:34 ص
Search
Close this search box.

العدو كرد – صهيوني – 2

Facebook
Twitter
LinkedIn

في مطلع ستينات القرن الماضي طلب الزعيم الكردي مصطفى البرزاني الدعم العسكري من اسرائيل من أجل قتال الجيش العراقي ، وقد استجابت اسرائيل بسرعة وبعثت بضابط المخابرات الإسرائيلي ” اليعازر سافرير” ليكون رئيس عمليات الموساد في شمال العراق ومشرفاً على تدريب المقاتلين الأكراد ، وقد استشعر “سافرير ” قدرة العصابات الكردية على إلحاق الأذى بالعراق و إشغاله عن المساهمة الجدية في الجبهة الشرقية التي كانت تضم سوريا والأردن وتهدف إلى صدّ عدوان اسرائيلي متوقع ، فضلاً عن قدرة تلك العصابات على تأخير مشاريع التنمية والتقدم في العراق والتي تعتبرها اسرائيل – كما في كل اقليم عربي – تهديداً استراتيجياً لوجودها ، فتولى ” سافير ” في شهر أيار1965 رعاية عقد أول اتفاق كردي – اسرائيلي في مقرّ البرزاني بشمال العراق اجتاز بموجبه ضباط من الموساد الحدود العراقية – الإيرانية سيراً على الأقدام وكانوا يرتدون جميعاً اللباس الكردي التقليدي ، و في ذلك الإجتماع قال الإسرائيليون للأكراد أنه بصرف النظر عما يقومون به فإنهم سيدعمونهم في الحرب والسلم ، وأنهم سيقومون بتدريب عناصرهم وتمويلهم وتسليحهم حتى يتمكنوا من شنّ عمليات واسعة النطاق ضد الجيش العراقي ، وقد أتاح هذا التعاون وعلى مدى سنوات تزويد الأكراد بشحنات اسرائيلية منتظمة من الأسلحة والمواد الطبية وبأعداد من الأطباء والمدربين العسكريين ؛ وقد حققت اسرائيل بتلك العملية أهدافاً هامة للغاية إذ شلّت قدرة بغداد على تحدي حليفها الشاه في نزوعه للهيمنة على الخليج العربي ، وشغلت الجيش العراقي عن المساهمة بالجبهة الشرقية ، والأهم من ذلك كله أن تلك العملية أمّنت اتصالاً بالطائفة اليهودية الكبيرة في العراق وسهّلت بواسطة الأكراد تهريب ألوف من اليهود العراقيين عبر شمال العراق الى مدينة “رضائية ” في شمال ايران حيث كان يجري تسليمهم الى المنظمات اليهودية التي كانت تتولى نقلهم الى اسرائيل ؛ وكذلك نشرت اسرائيل عدداً من فصائلها العسكرية في شمال العراق ، ولم يقتصر دور ضباطها على تدريب المقاتلين الأكراد وإنما وصل الى حد قيادتهم في المعارك ضد الجيش العراقي ؛ وفي عام 1966 أقامت اسرائيل مستشفى ميدانياً في منطقة حاج عمران بشمال العراق فقام مصطفى البارزاني مدفوعاً بمشاعر الإمتنان و الولاء بزيارة اسرائيل يرافقه بعض أركان حزبه مثل الدكتور محمود عثمان وعمر دبابة حيث استقبلهم رئيس الوزراء الإسرائيلي ليفي أشكول ووزيرة الخارجية غولدا مائير ووزير الدفاع موشي ديان الذي تلقى من البرزاني هديتين ، خنجر كردي ومعه مخطط لمصفاة النفط العراقية في مدينة كركوك ، وقد جرى تفجير تلك المصفاة لاحقاً في عام 1969 بعملية مشتركة بين الأكراد والموساد الاسرائيلي ثم تبعتها عملية أخرى عام 1973 جرى فيها تخريب آبار نفط عراقية في شمال العراق ، وعندما لمست اسرائيل حجم الخدمات التي يؤديها الأكراد لها في العراق فقد تولت إقناع الولايات المتحدة الأميركية بالمشاركة في مشروعها الكردي فبدأت المساعدات المالية الأميركية بالتدفق على البرزاني وعصاباته ، و في آذار 1975 جرى تجميد المشروع – وليس إلغائه – بسبب توقيع العراق وايران على اتفاقية الجزائر ؛ بيد أن التعاون الكردي – الإسرائيلي ما لبث أن استعاد زخمه في عام 1978 وتصاعدت وتيرته إلى مستويات غير مسبوقة مطلع العام 2003 عشية الاستعداد الأميركي لغزو العراق فقد رأى الإسرائيليون في هذا الغزو فرصة نادرة لاختراق العمق العراقي الذي ظلّ عصياً عليهم لنصف قرن و يقرّبهم أيضاً من الخليج العربي و فوق ذلك سيتخذون من شمال العراق منصّة يطلّون منها على شمال غرب إيران لجمع المعلومات وقد يكررون تجربتهم الكردية الناجحة عبر إقامة علاقات مباشرة مع أكردا إيران و تدريب عصاباتهم المسلحة ، وعقب الغزو الأميركي للعراق بدأت الشركات الإسرائيلية تنشط علناً في أرجاء شمال العراق واتخذ ” الموساد ” من إحدى هذه الشركات واجهة له ، وأصبحت مدينة أربيل مركزاً حيوياً له يمدّ منها أذرعته إلى إيران و تركيا وحتى إلى وسط آسيا عبر بحر قزوين ، بل وأصبح لإسرائيل من خلال شمال العراق حضور ثقافي علني تعبّر عنه مجلة ” اسرائيل – كرد” التي تصدر في أربيل برعاية مسرور البرزاني ، وصار حامل جواز السفر الإسرائيلي الذي يسجل أن حامله مولود في العراق مرحّبا به في مطار أربيل ، بل إن بعض القيادات الكردية وصلت في حقدها المشترك مع اسرائيل على العرب إلى حدّ ترويج لصلات قرابة وجينات مشتركة تجمع الأكراد واليهود إذ أنهم – كما يقول هؤلاء – يتحدرون جميعاً من أسباط بني اسرائيل و من سلالة الملك سليمان !! وأختم هذا الحديث بوثيقة من موقع ” ويكيليكس ” :
المرجع : 05 تل أبيب 580
تاريخ17-03-2005
المصدر : السفارة في تل أبيب
التصنيف : سري
اجتمع عضو مجلس النواب الأميركي “جون كورزين ” يرافقه عضو مجلس الشيوخ “ايفان غوتيسمان” ومدوّن محضر الاجتماع برئيس جهاز الموساد “مائير داغان ” في الثالث عشر من مارس ، وفي إجابة على سؤال طرحه ” كورزين ” أكد رئيس جهاز الموساد ” مائير داغان ” ليس لإسرائيل أي مصلحة في العراق سوى علاقاتها الودية مع الأكراد.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب