23 ديسمبر، 2024 8:11 ص

العدو كرد – صهيوني -1

العدو كرد – صهيوني -1

1 – العدو كرد – صهيوني
تبدو الدول العربية المركزية اليوم في أسوأ أوضاعها ، فسوريا يخوض جيشها حرباً داخلية في مواجهة أعتى تحالف لقوى الإستعمار الغربي و أدواته ، والعراق انتهى كدولة و تفككت قواته المسلحة وباتت مشاريع تقسيمه تلوح في الأفق ، و مصر مختطفة بعيداً عن أمتها العربية ومنشغلة بتهديدات تحيط بها من جهاتها الأربعة ، و هذا كله يهيىء توقيتاً ممتازاً تبرز فيه إلى العلن حصيلة تعاون كردي – اسرائيلي كان مسكوتاً عنه طيلة نصف القرن الماضي لكن أحوال الأمة العربية اليوم أتاحت له أن يسفر عن وجهه بلا استحياء ولا قلق من ردّ عربي كان – قبل العام 2003 – ليطيح بالطرف الكردي بل و يستأصله من الأرض العربية كما فعل الجيش العراقي عام 1991 . و في واقع الأمر فإنه ليس أنسب من الأكراد حليفاً استراتيجياً لإسرائيل بحكم قواسم مشتركة و مواتية متعددة جمعت بينهما : 1- كلا الطرفين غريب عن الأرض العربية بل عن الشرق الأوسط كله ، فالغالبية العظمى من الإسرائيليين قدموا إلى الأرض العربية من أصقاع أوروبا شرقها وغربها استجابة لمشروع غربي استعماري يستهدف الأمة العربية ، كما أن الأكراد بدأوا منذ حوالي قرنين بالتسلل إلى الأرض العربية قادمين من آسيا الوسطى و جبال فارس . 2- كان طبيعياً أن تنشأ علاقة عداء مصيري بين الإسرائيليين و العرب لكن اعتناق الأكراد للإسلام قد خفف من مشاعر عداء العرب تجاههم برغم أنهم لم يندمجوا في المجتمعات العربية و كانوا على الدوام غرباء عن تطلعات الأمة العربية و صراعاتها ، وكانوا كما الإسرائيليين يستغلون فترات ضعف الدول التي نزحوا إليها ليتوسعوا جغرافياً و يعززوا قوتهم . 3- إن العلاقة الإسرائيلية – الكردية تكاملية ، فيها الحقد المشترك على العرب وفيها النزعة اللصوصية التي تمثلت بسلبهما كل ما تطاله أيديهم من ثروات الأرض العربية ، ثم أن الإسرائيلي المعزول عن محيطه الإقليمي كان يبحث عن طرف محلي يتسلل على ظهره إلى عمق المنطقة و يستعمله أداة ضغط خشنة ليفرض قبوله كياناً شرعياً في قلب الوطن العربي ، و كان الأكراد من جهتهم يبحثون عن حليف لا تقيده الحسابات السياسية ولا اعتبارت المصالح الدولية ولا يقيم وزناً لقيم الأخلاق و مستعد لدعم تطلعاتهم التوسعية وصولا لإقامة دولتهم على أرض عربية مغتصبة كإسرائيل . 4- إن تاريخ الأكراد كما الإسرائيليين يخلوّ من إرث حضاري و إنساني أو حتى من امتلاك لغة حية متداولة فهما كمحدث النعمة الذي يجهد لشراء الأصل العريق بأموال اغتصبها بقوة السلاح من أهلها . 5- استند الإسرائيليون في دعاويهم لتبرير اغتصابهم الأرض العربية على أساطير بعضها يزعم تعرضهم للاضطهاد من قبَل الدول الأوروبية التي كانوا يعيشون فيها و نشروا أكاذيب عن محارق أبادت الملايين منهم ، ولعلهم هم الذين أوحوا للأكراد لإختلاق أكاذيب مماثلة تبرر لهم اغتصاب أرض عربية في العراق وسوريا و كذلك انتشرت في وسائل إعلام أوروبية و أميركية أساطير عن مجازر طالت الأكراد في العراق وسوريا وصلت حدّ ضربهم بأسلحة محرمة ، و كما أقام الإسرائيليون نصباً لذكرى محارقهم المزعومة في المانيا و بولونيا فقد اتخذ الأكراد من قرية حلبجة نصباً لذكرى ضحايا زعموا أن الجيش العراقي قد أبادهم بأسلحة محرمة ! 6- أدرك الإسرائيليون والأكراد أنهم بحاجة حيوية لحماية من قوة عظمى يتخادمون معها كعملاء ومنفذين لمخططاتها على الأرض العربية ، فكانت بريطانيا هي سيدهم المطاع منتصف القرن الماضي ثم ورثتهم عنها الولايات المتحدة الأميركية فكانت التبعية والعمالة قاسماً مشتركاً آخر جمع بينهما ، و الحديث متواصل .