10 أبريل، 2024 9:31 م
Search
Close this search box.

العدوان الثلاثي وتسافل العرب ..

Facebook
Twitter
LinkedIn

رغم أن دولاَ عدة تفتت وعلاقات دبلوماسية توترت ، واخرى تمتنت، واحزاباَ اندثرت ونظريات فندت وافكاراَ تغيرت إلا أن الشي الوحيد الذي لم يطاله التغيير وهو ذلك التحالف الثلاثي “الأمريكي البريطاني الفرنسي ” المشؤوم. ذلك الحلف الذي مازال يفكر في إعادة أمجاده الاستعمارية فهو لم يتغير رغم تقادم الزمن والتغيير العالمي الرافض لكل أنواع الاستعمار والاستعباد فهو ذاته ذلك الاستعمار وان كان قد خلع رداءة المتمثل بالاستعمار المباشر إلى غير المباشر اسلوب حضاري هو التباكي على حقوق الإنسان فهو يجاهد من أجل خلق الذرائع للتدخل في شؤون الغير غير مكترث بما يقوله العالم الرافض لمثل هذه الأساليب الرخيصة وماأشبة الأمس باليوم فذات الأسلوب الذي استخدمته امريكا لضرب العراق واسقاط دولته بحجة امتلاك السلاح النووي والكيماوي هو ذات الأسلوب المتبع اليوم في ضرب سوريا وتفكيكها رغم تحفظنا على اداء حكومة الاسد” فدول الخليج العربي كما كانت تدفع باتجاه إسقاط نظام صدام وفتحت مطاراتها وسخرت كل امكانياتها لصالح واشنطن وأسقطت العراق من خلال ذلك الدعم ,قد شعرت مؤخرا بارتكاب خطأ فادح وكم كانت حمقى وباتت تندب حضها .كل يوم وتتباكى على نظام صدام وفي ذات الوقت تعيد الخطاء وتستنجد بالغرب من اجل اسقاط دولة عربية ذات سيادية وما سيناريو اسقاط سوريا الا استنساخ لسيناريو العراق !وهذا واضح ولا يحتاج إلى دليل عندها لا ينفع البكاء والندم فعالما التباكي على صدام وضياع العراق فان لسوريا ذات المصير?

وأن أكثر ما يؤلمنا نحن الشعوب العربية هو ذلك التساؤل كيف تسمح تلك الأنظمة العربية لنفسها أن تتفق مع هذه الدول التي لاتزال ذاكرتها تحمل ذكريات مؤلمة عالقة في نفس وضمير كل عربي حر فكيف سمحت تلك الدول أن تقدم سوريا على طبق من ذهب لتصبح لقمة ساخنة لدول الاستعمار وأمريكا بوجه الخصوص التي كانت سببا في ضياع القدس وتفتيت الدول العربية وبث روح الكراهية بين دول العرب والخليج بصورة خاصة

والأغرب أن ذلك يحدث بعدما بدء الانفراج ولاح في الأفق الخيار السياسي بديلا لحل الأزمة المتفاقمة طوال اكثر 4 سنوات فأمريكا وكما هو معروف تبحث عن تنشيط لاقتصادها كما هو الحال في القارة العجوز التي تحاول تحريك اقتصادها من خلال إفراغ صناعتها العسكرية بأموال عربية طائلة طالما كان يحلم بها المواطن العربي.

وإن الملفت للنظر هو أن ذلك العدوان الذي ضرب سوريا بأكثر من 100 صاروخ متطور غاية الدقة لم يصيب هدفة حيث استطاعت المنظومة العسكرية السورية التقليدية من اعتراض هذه الصواريخ دون أن تحقق أهدافها وهذا يحسب لها فكيف استطاعت هذه المنظومة المتهالكة أن تمنع صواريخ ذكية بهذه الدقة المتناهية أن تسقطها صواريخ تقليدية ‘ واذا دققنا النظر ايضا في الموضوع نجد ان هذا العدوان ايضا هو موجة بدرجة عالية الى روسيا فدول العدوان الثلاثي تتفق على ان روسيا تشكل خطرا وعائقا من اجل السيطرة على منطقة الشرق الاوسط المتخمة بالخيرات والصراعات في ان واحد؟

وان عملية اسقاط صواريخ العدوان الثلاثي هو انجاز وتقوق يحسب للصناعة الروسية-الايرانية التي لا تريد أن تفرط بالمنطقة لصالح دول أخرى كون الروس لم يكشفوا كل ما لديهم من أسلحة متطورة قد تغير موازين اللعبة ، ويمكن القول بأن امريكا كانت تعلم مسبقا نتائج العملية الصاروخية لكنها مضت في مهمتها كونها تسلمت نقدا ومقدما أجورها من عرب الخليج وهي تحاول استمالة العرب والدفع باتجاه التصعيد للحصول على مكاسب أكثر. .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب