العدوان الايراني العسكري المتواصل ، والاصرار عليه علناً يشكّل تحدياً غير اخلاقي على الاطلاق ، ليس للسيادة العراقية المنقوصة للأسف الشديد ، وانما تحدياً للمجتمع الدولي الذي أدان عدوانها وهو يشمل مدرسة ابتدائية مروّعا التلاميذ الذين لايعرفون حتى موقع ايران في منطقة موبوءة بالتوترات !
ورغم عدد الضحايا والجرحى وحجم العدوان وتواصله والاصرار عليه ، جاء الموقف الرسمي العراقي متخاذلاً وخجولاً لم يرتق الى مستوى العدوان وحماقته وتجاوزه على السيادة العراقية ، وهو موقف غير مفهوم حتى من الناحية الدبلوماسية ، ليس على مستوى العدوان الايراني وانما التركي أيضاً ، والدولتان ترغبان بترحيل وتصفية مشاكلهما السياسية الداخلية على اراضي “الجارة العزيزة ” العراق.
وعبرّت ايران في عدوانها على الاراضي العراقية عن احتقار واضح لحلفائها في العملية السياسية ، ولاندري ان كانت قد احرجتهم أم لا وهم يلوذون بالصمت المطبق ، وكأن العدوان حدث على جزر الواق واق !
ايغال ايران بعدوانها نتيجة منطقية لغياب الموقف الموحد ليس للموقف الرسمي الذي تتجاذبه الصراعات السياسية ، وانما حتى على مستوى الموقف الموحد للأحزاب والكتل السياسية التي تصدّع رؤوسنا بالدفاع عن العراق حتى الرمق الأخير .واقصى ماذهب اليه الموقف الرسمي هو ” استدعاء سفير إيران في بغداد وتسليمه مذكرة احتجاج شديدة اللهجة” !!
ربما يكون الموقف الاوضح من هذا العدوان جاء بتغريدة لزعيم تحالف السيادة الشيخ خميس الخنجر نشرت على حسابه الشخصي جاء فيها ” استهداف اربيل واهلها الآمنين عمل عدواني مدان يستوجب موقفاً رسمياً حازماً وتحركاً واضحاً لوقف هذه الاعتداءات .عندما يكون العراقيون يداً واحدة سيقف العالم احتراماً لنا ولسيادة بلدنا “.
وللأسف أمنية ان نقف موقفاً موحداً بعيدة المنال حتى اللحظة !
واختراق السيادة والاضرار بالعراق ليس على المستوى العسكري فحسب ، فالتلاعب بملف المياه من كل من تركيا التي لدينا معها تبادلات تجارية تصل الى نحو 12 مليار ، ومن ايران التي تبلغ 8 مليارات دولار ، هو شكل من اشكال الحرب الاقتصادية لما تتركه هذه المواقف من تأثيرات اقتصادية سلبية على العراقيين !
واختراق السيادة ليس على المستويين العسكري والاقتصادي بل في تلاعب الجارة العزيزة ايران في الملف السياسي الداخلي ، فرئيس الوزراء السيادي العراقي يتوجب ان يمر من الفلتر الايراني للأسف الشديد ، بل والاكثر ادهاشاً ان تصارع ايران الولايات المتحدة الاميركية على اراضينا من خلال ادواتها المعروفة وشبه المعروفة والسرّية معاً ..
فالجارة ايران مرّة تعتبرنا الفناء الخلفي لها ومرّة تسجل الاهداف على اميركا في مرمانا الخالي من حارس المرمى ، فيما تعتبرنا الجارة تركيا مجالاً حيوياً لأمنها القومي !
كل الذي اخشاه ان يكون استدعاء السفير الايراني مناسبة لشكر الجارة ايران لان عدوانها كان محدوداً ونعلن عن تفهمنا لما قامت به وان ضرب الحبيب مثل اكل الزبيب !!