18 ديسمبر، 2024 7:10 م

العدل و ليس الجهد الإستخباري يقضي على الإرهاب يا رجال الدين

العدل و ليس الجهد الإستخباري يقضي على الإرهاب يا رجال الدين

تتوالى و تتعالى الدعوات و الأصوات لتفعيل و الإعتماد على الجهد الإستخباري للقضاء على الإرهاب، و من أصحاب هذه الدعوات و الأصوات البعض من رجال الدين. و المفروض برجال الدين أن يعرفوا أكثر من غيرهم بأن الفساد يولد الإرهاب و إن إقامة العدل هو الذي يقضي على الإرهاب و ليس الجهد الإستخباري و ذلك مصداقا ً لقوله تعالى “وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَىٰ بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ. هود 117” و هذا هو قانون اللّـــه سبحانه و تعالى في الأرض إهلاك القوم الفاسدين، الذين لا يسعون للإصلاح، حتى لو كانوا يصلون و يصومون و يحجون و ذلك بتسليط أقوام أخرى عليهم أو بتسليط بعضهم على بعض مصداقا ً لقوله تعالى “وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ. البقرة 251” و “وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا ۗ وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ. الحج 40”. و من هذه الآيات إستنتج الفقهاء الحكمة “العدل أساس الملك”. و أن عدم إقامة العدل يؤدي إلى هلاك الأمم و في هذا قال الرسول الأعظم محمد صلى اللّـــه عليه و على آله و صحبه و سلم “إنما أهلك الذين من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، وأيم اللّـــه، لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها”.
إن الجهد الإستخباري الذي يدعون له هؤلاء البعض من رجال الدين هو بالحقيقة معتمد و مفعل من قبل الحكومة قانونيا ً و الذي يسمى 4- إرهاب، و لكن كانت نتائجه سلبية و زاد الطين بلة حيث غصت السجون بالأبرياء بفعل المخبر السري مما دعا إلى إعادة التحقيق في إخباريات المخبر السري، فما دام المجتمع يغص بالفساد فلن ينفع شيء لإصلاحه إلاّ العدل.
و رغم كل هذه البينات الدينية و الدنيوية يصر هذا البعض من رجال الدين على ضرورة تفعيل و الإعتماد على الجهد الإستخباري للقضاء على الإرهاب تاركين الفساد يصول و يجول في طول البلاد و عرضها، و هم بذلك يوفرون الغطاء الشرعي للفاسدين، و هم بذلك يديمون الفساد و هم بذلك يديمون الإرهاب و هم بذلك يقودوننا في طريق التهلكة نحو الهاوية.