في العراق الجديد يتقاضى رئيس الجمهورية راتباً يزيد على 80 مليون شهرياً ويتقاضى رئيس الوزراء اكثر من 60 مليون شهرياً ويتقاضى الوزراء ونواب البرلمان الملايين بلا حساب بينما لا يستطيع أغلب العراقيون الذينَ تحملوا كل ظروف ومآسي الحياة أن يجدوا قوت يومهم ، اليست هذه هي العدالة في العراق الجديد، عراق الموت والخراب والنهب، هل هذة العدالة؟
مع قرب الإنتخابات ومع مسرحية المرشحين المستقلين، الجميع ينادي بالعدالة لتحقيق طموحات الشعب المعدوم، الجميع ينادي بطرد الفاسدين للإستمرار في عدالتهم العمياء والعرجاء. وأصبح حال العراق فاسد يحارب فاسد لتطبيق العدالة الذي أغمضت عينيها عن العراقيين، ليعيش العراقيين المآسي والدمار من اتون فسادهم الذي أصبح يطفوا كطوفان المجاري في ليلة شديدة المطر لتعري كذبهم بعفونة فساد اهل العدالة.
العدالة العمياء يسعى لتطبيقها في العراق الجديد قيادات الأحزاب الإسلامية وقيادات الميليشيات على طريقتهم الخاصة بالنهب والسرقة والقتل وتكميم الافواه، الرافضين امس للإنتخابات يستمرون بمسرحيتهم اليوم للإندفاع بقوة للإنتخابات، ساعين لتطبيق عدالتهم العمياء والعرجاء للقضاء على ما تبقى على آخر أمل للشعب العراقي للعيش الرغيد، في ظل هذا الفساد الذي يشمل الجميع بكل دياناته وقومياته ومذاهبة وطوائفة، الجميع سارقون وكانوا سبب لدمار الشعب العراقي وجميعهم طبقوا العدالة العمياء بإحتراف، فبدأ تحشيد الجموع والأنصار والموالين الذينَ سيشاركون بإرادتهم لوضع أسس جديدة لعدالة حكام العراق الجدد لكي تستمر مآسي العراقيين وهدر الدم، ولكن ستكون عدالة عمياء لا يوجد أمل لأي بصيص من إنقاذها بل ستفشل جميع العمليات لإنقاذها وإنقاذ ما تبقى من الشعب العراقي.
الإسطوانة المشروخة خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي، للضحك على الجماهير في خطبهم، لينالوا التصفيق من يقف معهم لإرساء دعائم الظلم ومساعدة الفاسدين والسارقين وتعبيد طريقهم في الأستمرار لمسيرة جدهم المليئة بالظلم وإزدياد الفقراء والمعدومين في الحياة، وبدؤا فيما بينهم بالتسقيط إن كانوا حلفاء بالأمس أو أعداء اليوم، ويكيلوا التهائم فيما بينهم للفساد في البلاد، يسعون بكل ما يستطيعون لتطبيق هذة العدالة الذي البسوها لباس السواد، وهم جميعهم فاسدون وعملاء، فتجد تغريداتهم في التواصل الإجتماعي بلا خجل لحشد أنصارهم لطرد الفاسدين وبناء عراق خالي من الفساد، إنَ من يحكمنا ومن يتحكم بسياسة عراقنا مجموعة من المرضى الذي أتت بهم أمريكا من المصحات النفسية، وهذا أكيد لإن ما نراه من تصريحات مخجلة لهؤلاء السارقين يعبر عن مرضهم النفسي.
كيف تُمزق نبوءات الدجالين، سياسيين ومنظرين، كيف يُصنع العالمُ بيد الحرية، كيف تكتب القصيدة بلا كلمات، كيف تُحرثُ الأرض بالحب، وتُحرسُ بالعدالة والكرامة، ذلك ما نتعلّمه، الآن، في شوارع المدن العربية وساحاتها. “أدونيس” ستبقى العدالة عمياء في العراق وبصيص أملها للنور طريقها طويل لإن أسس الظلم والفساد أصبحت لهُ جذور عميقة جداً وبمباركة الشعب العراقي.