5 نوفمبر، 2024 2:30 م
Search
Close this search box.

العداء لنوري المالكي لا يبرر هذا الصمت والتخاذل المخجل

العداء لنوري المالكي لا يبرر هذا الصمت والتخاذل المخجل

يوم بعد آخر تمضي حكومة إقليم كردستان الخارجة عن القانون , قدما في تجاوزاتها على السيادة الوطنية والدستور العراقي والسياسات العامة للحكومة الاتحادية , وتتفنن باستفزاز مشاعر العراقيين , سواء كان ذلك من خلال التجاوزات الفعلية على السيادة الوطنية والدستور , أو من خلال التهديد بالانفصال عن الوطن العراقي , فها هي رئاسة حكومة الإقليم تهدد الشعب بإجراء استفتاء لتقرير مصير إقليم كردستان تحت إشراف دولي من أجل إعلان الاستقلال عن العراق , وكأنّ كردستان معنيّة بلوائح الأمم المتحدة وقراراتها الخاصة بحق الشعوب المستعمرة في تقرير مصيرها , وهم يعلمون جيدا أنّ قرارات الأمم المتحدة الخاصة بحق الشعوب المستعمرة في تقريرمصيرها ,لا تشمل أكراد العراق و لم تأتي لتفتيت وحدة البلدان الأعضاء في الأمم المتحدة  وتهديد الأمن والسلم فيها , ويعلمون أيضا أنّ جميع قرارات مجلس الأمن الدوّلي الخاصة بالعراق قد أكدّت جميعا على وحدة التراب الوطني العراقي .

وفي ظل استمرار هذا التصعيد والتجاوزات على السيادة الوطنية والاستمرار بسرقة نفط الشعب العراقي , يطغي في الجانب العربي صمت وتخاذل لم يعهده الشعب العراقي وقواه الوطنية , فالأحزاب والقوى السياسية العربية غارقة في صراعاتها السياسية على السلطة في العراق , في وقت استغلت فيه القيادة الكردية هذا الصراع السياسي والطائفي ابشع وأقذر استغلال , من أجل المضي قدما في تنفيذ حلمها في الانفصال عن العراق , مستغلة جهل وحداثة بعض السياسيين الشيعة في العمل السياسي , وحقد وطائفية بعض السياسيين السنّة الذين جندّتهم القوى الإقليمية المعادية للحكومة في العراق  .

والذي يثير التساؤل هذا الصمت والتخاذل المخجل لرافضي ولاية المالكي الثالثة على هذه التجاوزات الدراماتيكية الخطيرة على مستقبل واستقرار ووحدة البلد , فموضوع السيادة والأمن القومي وثروة البلد النفطية , أمور لا تعني جهة سياسية معيّنة , بل هي أمور معني بها كل الشعب العراقي بكل أطيافه ومكوّناته وقواه الوطنية , فثروة البلد من النفط والغاز ليست ملكا لرئيس الوزراء نوري المالكي أو لحزبه , ليقف الجميع صامتا ومتفرّجا ولا يحرك ساكنا على تجاوزات حكومة مسعود , بإنتاجها النفط من حقول الإقليم وتصديره وبيعه بعيدا عن إشراف وموافقة الحكومة الاتحادية في بغداد , فليس من المنطقي ولا من من المعقول أن ترفض حكومة الولايات المتحدة الأمريكية رسميا هذا التجاوز الخطير وتعلن في بيان لها رفضها القاطع لهذا التجاوز , والأحزاب الشيعية والسنيّة غارقة في صمت هو أقرب لصمت سكان القبور , وليس من المعقول أيضا أن تسري عدوى هذا الصمت المخجل لتشمل وسائل الإعلام والفضائيات وأصحاب القلم من الكتّاب والكاتبات على هذا التجاوز الخطير , وللأسف الشديد أنّ بعض هذه الأقلام المحسوبة قسرا على الوطنية , لا ترى من الوطنية شئ , سوى اختلاق الأكاذيب وترويجها على العامة بحجة مصلحة العراق , وكأنّ كردستان ليس جزءا من العراق .

إنّ تجاوزات حكومة مسعود الخارجة عن القانون , فاقت كل التصورات وتجاوزت كل الحدود المسموح بها , وأصبحت تتصرف بعدائية سافرة , مع العلم أنّ مسعود ينعم هو وأسرته المتسلطة على رقاب الشعب الكردي بأموال وثروات الشعب العراقي , وهو يسرق نفطهم ويتصرّف بعنجهية وعدائية بالضد من سياسات حكومتهم  الاتحادية , وقد آن الأوان للعراقيين جميعا أن ينتبهوا ويسألوا أنفسهم سؤالا واحدا , ما المصلحة من وجود الأكراد في الحكومة الاتحادية في بغداد ؟ وهل بالمقابل وجود لمؤسسات الحكومة الاتحادية في إقليم مسعود المنفصل ؟ وهل يساهم الإقليم بشئ في موازنة البلد العامة كما تساهم محافظة البصرة أو العمارة ؟ لماذا يدفع االعراقيون أموالهم لحكومة لا ترتبط بالمركز بشئ عدا الابتزاز والنهب لأموال العراقيين ؟ .

أخيرا اتوجه لكل من يحمل ضميرا حيّا لا زال مفعما بحب العراق , أن يعلن استنكاره ورفضه لما تقوم به حكومة مسعود من تجاوزات على السيادة الوطنية والدستور العراقي , واتوجه بشكل خاص لأصحاب القرار السياسي ورجال الفكر والراي أن يخرجوا من صمتهم وينزعوا ثوب الذّلة والتخاذل ويكونوا صفا واحدا بوجه كل من يريد السوء لهذا البلد .

أحدث المقالات

أحدث المقالات