22 نوفمبر، 2024 10:46 م
Search
Close this search box.

العجز الوجودي

((في نيسان 2005، ألقى هابرماس في مؤتمر دولي حول “الفلسفة والدين”، في بولونيا، محاضرةً بعنوان “الدين في المجال العام”، رأى فيها أن “التسامح”، الذي يُعْتَبَر أساس الثقافة الديموقراطية الوطيد، هو شارع ذو اتجاهين على الدوام: فالأمر لا يقتصر على ضرورة أن يتسامح “المتدينون” مع عقائد الآخرين، بِمَن فيهم اللادينيون والملحدون، بل من واجب العَلمانيين أيضًا أن يحترموا قناعات المواطنين الذين يحفِّزهم الإيمان الديني. فمن غير الواقعي – بل من التحامُل – أن نتوقع من هؤلاء أن يتخلوا عن قناعاتهم العميقة لدى دخولهم المجال العام. والحل الأفضل هو أن نفكر في شيء شبيه بتلك المثالية الدينية التي بثَّتِ الحياةَ في حركة الحقوق المدنيَّة (مارتن لوثر كنغ) في خمسينيات القرن العشرين وستينياته والتي تشكِّل مثالاً مثيرًا للإعجاب على الطريقة التي يمكن بها أن يؤتى بقيمة دينية، كقيمة العدل، لمعالجة مشكلات اجتماعية معاصرة.
من مقال مقتطع للدكتور ثائر ديب)).

كأمثلة عُظْمَى وما يأتي بعدها أما من ضَمَنها او أمثلة صغرا.

نظريات الكون Cosmology theories

1- نظرية الانفجار الأعظم The Big Bang Theory

٢- نظرية التطوّر والانتقاء الطبيعي
٣- نظرية التصميم الذكي Intelligent design

أمثلة التطور الفكري وصراع الأضداد الذي حصّلت.
الدين، الماديّة، العَلمانية ( الحالة الوسط).

من الجانب الحركي لأي ظَاهِرَة علَى مستواها الفطري ستشكل حالة من المثالية علَى طوّل فترة محاولاتها للظهور الشّامل.
تلك المثالية تكون مصحوبة بصراع مَع اضدادها المختلفة معها ضمنياً أو جوهرياً، وتعزيز قُدْراتها الضدية لإستلاب الهيمنة او التوسّع مَع المختلف عنها وتوسيع رقعتها، ما ان تتمكّن وتسيطر حتّى تبدأ تغيّر مَن بَعْض مثالياتها بقصدٍ أيدلوجي مفتعل.
او تغيّر يَكُون ناتج مَن إخفاقات معتنقيها وغلوهم او علوهم.

عامل الزّمن يَكُون جذر فاعل في التحوّلات السسيلوجية لجمهور تلك الظاهرة، كما عامل النستلوجيا يشكّل جذر أخر بعد الزّمن لتلك المتغيّرات الفكريّة،

فعل “الزمن والنستلوجيا” التي ستتحول الى ” جماعية” تكون فعّالة نتيجةٍ للضد المعارض الَّذِي تهمش دوره وصعدت بالنيابة عنه تلك الظاهرة وكَذَلِك بفعل إخفاقات المثالية المطروحة عِندالتطبيق وشمولية معتنقيها وغلوهم في التطبيق.
فبعد تحول الظاهرة إلى شمولية يكبر معها عامل الزمن والنستلوجيا فتبدأ أمابقتل نفسَها عملياً وتتحول إلى حالة لا مثالية في الواقع ، او تتجه نَحْو الشمولية القسرية وبالتالي تتحول إلى قَمع!

في الأولى “الضد النوعي” الذي ازاحته تلك الظاهرة. يبدأ يبتكر على طول خط الزمن المتجذر آليات ووسائل جديدةً في الظهور، واستغلال النستلوجيا المتولِّدة لدى الطبقات الإجتماعية.

اما في الحالة الثانية؛ تتحول الظاهرة إلى دكتاتورية تسلطية هدفها البقاء فحسب غير مراعية لمثاليتها ومغادرة لها، فتتولد حالة فرصة بفعل الزمن لظهور اضداد نوعيبن جدد اكثر تأثيراً من الضد التقليدي أو الاضداد التقليديين.

ونفس الضد الَّذِي مُر بنفس الحالة المثالية والأضدادالجدد يَكُون الحال مَعَهُم شبيه تماماً بالجذر المترسخ في انهدامهم أو ضياع أهميتهم وشيخوختهم، بفعل الزمن والنستلوجيا البشريّة الجماعيّة.

بين كل هَذَا تبرز الدعوات المقارنة للمتشابهات بين الأضداد ومحاولة التقريب بينهم من زاوية النظر للمنطلقات الزمنية والفكريّة التأريخية مِنْهَا والحالية، ((كما يبين هابرموس في نصوصه)). بعدما تم رفضها في البداية بشكلًٍ مُطلق أو علَى الأقل تم إزاحتها والنصر عليها دون المطلق.
هَذَه الدعوات تتركز علَى إيجاد مشتركات للعمل والثقافة بَعْد أن مارس الأضداد جميعهم دَوْر الشمولية كلّ حسب ظروفه.
وهذا ما عانة منه البشريّة كثيراً علَى طول حقبتها الوجودية فتظهر دعوات الاصطفاف التعايشي أو المُطالبة بالحرية وغيرها من المفاهيم وهذا ما دعت له ( الأديان والأشخاص كامرتن لوثر ، وسبارتكوس وغيرهم).
هَذَا دَوْر لَا أظنه أنه دَوْر ابتكار في الطرح بقدر ماهو دَوْر زمني مفروض علَى العقل بفعل الزمن والأحداث والنستلوجيا الجماعيّة، سرعان ما يتم الإلتفاف حوّله بمرور الزّمن والتوجه نَحْو دَوْر أخر بين الأضداد نفسهم او آخرين كمنافسة تحمل طابع الصّراع نَحْو الشمولية والتوسع، هَذَه الدعوات هِي ايضاً تُعتبر ظَاهِرَة جديدة لكنها ضمنية من الأصل أي “فرعيّة”، وتعاني ماعانته الظاهرة الأصل بنفس المستوى لكن أقل شِدة وحدة.
أن المتغيّرات الزمكانية والظرفية تحدث حالات سسيولوجية لدى المفكّرين وبالتالي الجمهور لإنتاج “نَمَاذِج جديدةً”. زفرات وجودية نَحْو حال أفضل وغالباً ماتتسم بمعطيات تنظيرية لايمكن الرهان عليها، وهذه هِي الحَرَكَة الحيّة للحضارات والمستقبل والتي تنتج متغيرات تعمل علَى النهوض بالأمم أو إسقاطها. وَهُو لعمري الصّراع الأصيل في الوجود.

الشّيء الآخر “النماذج الجديدة” التي ذكرتها سابقاً لَيْسَت نماذج مبتكرة بَل هي إيجاد توافقات تعديلية بين الأضداد أو أحداث متغيرات ضمنية علَى أسس المناهج المتّبعة لدى جَمِيع الأطراف المتنافسة، مَع الاحتفاظ بنفس الاس الَّذِي تنطلق منه تلك المثاليات.إذ لايوجد بَعْد شَيْء ذُو أبتكار “ببراعة” في الوجود، وَعَلَى مستوى النهوض بالمجتمعات أكثر من الَّذِي حصَّل، هِي فَقَط إعادة توأمة لنفس المثاليات أو إعادة صياغة لها بالفرع دون الاس ، مَع تغيّر مضامنيها عِند الحاجة.((فبالتالي اصبح الابتكار لأفكار مبتدعة لواقع المجتمعات ورفاهيتهم الإجتماعية والسياسية بصفةٍ خالصةَ الجوهر غير مضافةٍ. أمر هو أشبه بضرب مَن الخيال وماهي إلا انطلاقات مستندة علَى تعديل الأسس الجوهرية المتأصلة بالوجود وها قد وصلت إلى حدّ مَن حُدُود العجز والتوقف في أبتكار نظريّات جديدةً تقود إلى أحداث قفزة نوعيّة مثالية أكثر مما وصلت له الحضارة الآن)).

إنه موت الابتكار لتفسير جديد للوجود والتعايش الإنساني! ونهاياته، ((والعجز من أحداث قفزة أصيلة بالجوهر بالنظريات الَتِي توقفت عِند هَذَا الحد في هَذَا الوجود لمحدودية العقل الوجود)). إنتهى دَوْر دارون وماركس ونيتشه وديكارت وسقراط وكانط….. الخ واكملت جَمِيع فلسفات الأديان مهماتها الكونيّة مَن أجل البشريّة ولم يبقى شَيْء يدعوا إلى الابتكار وبراءة الاختراع في التعايش الإنساني وتفسير وجوده والياته السياسيّة.

المتحرّك الوحيد في هَذَه العجلة بَعْد أنتهاء الكونيّة التفسيرية للوجود وللتعايش هي التجديد في المضامين. وهذا التجديد ناتج من الظروف الزمكانية لسسيوليجة البشريّة والنستلوجيا المُسيطرة. لو لم تتوفر ظروف داعية لهذا التجديد تبقى الأمم مستقرّة لكن ليس الى المالانهاية!. حتى نهايتها وسقوطها إذ يجب أن تسقط!
هنا تبرز أهمية وعظمة الميتافيزيقيا والبحث نَحْو المبتكرات وتوظيفها في الواقع بشكل ملموس وهذا ما لايمكن تطبيقه بشكلًٍ شمولي وكامل في هَذَا الوجود المحدود إذ لايمكن أن تحصر المالانهاية في الممكن الموجود بشكل شامل وعام كامل هَذَه سفسطة واضحة.
لذلك في المهمّة الكونيّة القادمة لدى العقل الإنساني ستكون فضائيةً علمية. و ميتافيزيقية فكرية روحية بإمتياز، أكثر مما كونها مادية ظرفية وعند هَذَا الحد سيعجز العقل في ايجاد توافقات ضمن حدود “الزمكان الوجودي” لتتوق العقول إلى أبعاد أكثر اتساعاً وفيضا من إعادة تدوير النظريات ومحاولة تجديدها وهذه المهمّة هي مايصطلح عَلَيْه عالم ما بعد الوجود.
هو وجود ميتافيزيقي واسع تتسع به اللغة وتُبتَكر به الأفكار إلى اللامحود سعي نَحْو المالانهاية الحقيقيّة بلا جفاف أو توظيفات فكريَّة وتدويرها، وهنا تبرز إمكانية الوجود وحدوثه وعظمة واجب الوجود وازليته.
سبحان اللَّه!…..

أنه البيان….
خلق الإنسان علمه البيان.

 

أحدث المقالات