عذرا أيها الشعب العريق عذراً يا أبناء بلاد الرافدين عذراً يا من علّمتم الناس الكتابة عذراً يا أبناء بلد الأنبياء فالوصف قد يكون قاسياً لشعب طالما وطأته الخطوب فلم يطأطئ منحنياً بل لم يُغير الدخلاء عبر التاريخ من قيمه وكأن روح النبوة تأبى فيه إلا أن تُبلّغ رسالتها ,فينتهل من رسالته الغزاة ويكون داعياً في قلب المحنة عذراً أيها الشعب الذي تشع فيه روح الحسين حين ينادي ألا وإن الدعي بن الدعي قدر ركز بين اثنتين بين السلة والذلة وهيهات منّا الذلة . عذراً كيف أصبحتم عبيداً؟.. بعد دعوة الحكومة لإلغاء التعليم المجاني أقول نعم لا نستحق مجّانية التعليم إذا كنّا كالأنعام بعضنا يُذبح وبعضنا يُركب وبعضنا يُحلب ,نعم لا نستحق مجّانية التعليم إذا كان حكّامنا عبيداً للخارج فحتماً إذ يتأمّرون علينا فنحن بذلك أشد عبودية منهم فحن عبيد العبيد ,
وإذا كان القضاة فينا كالآلات يُحركهم السياسيون متى شاءوا ويُسكتونهم متى أرادوا وإذا كانت القيادات العسكرية والأمنية كأحجار الشطرنج كلها وُضعت لحماية الملك فحتماً لا نستحق مجّانية التعليم , وإذا كان الإعلاميون أبواقاً ينفخ فيها ذو العين الواحدة فحتماً لا نستحق مجّانية التعليم, من يحكمنا ينظر ألينا على أننا أناس بلا قيمة فلقد جرّبنا ووجدنا ننصاع إليه بالإيماء كالدواب فلا نناقش ولا نسأل فعقولنا خاملة خاوية يتربع على عروشنا أصنام لا تنطق ونضل لها عاكفين يقودنا الجهلاء والسفهاء والمخادعين ونعتبرهم أسياد الدين ,ويُحارب الإمام قائد الزمام ومنهل العلم وموئل البحوث والتحقيق ومركز القيادة ونبراس الدين والبقية الصالحة المرشد لسبيل الخلاص فنصم أسماعنا ونحجّر عقولنا ونغلق أعيننا لإننا فقدنا الإرادة وأحببنا أن نعيش في الظلام ,فحتى من يمتلك الشهادات إنما يمتلكها للدخل الشهري فبالأمس خرج أساتذة الجامعات متظاهرين لإن الحكومة قد مسّت مرتباتهم فقط وفقط دون اكتراث لما يحل من دمار . نعم مرجعيات بكماء صماء عمياء قابعة في النجف وعندما يسأل المرء ليتعلم ويعرف ما يدور يأتيه الجواب لا تسأل ,
لا تتعلم ,الطم وابكي واسكت فكيف لا يتعلم السياسيون منهم وهم من رضع من حجر الأميركيان وفرّخ في قلبه الشيطان , إنها سياسية الطبقية إنها العبودية بشكلها الجديد , عبودية المادة ,فطبقة النبلاء التي تمتلك الأموال, تتمتع وتتعلم وتدرس في الخارج ,وطبقة العبيد التي لا تمتلك قوت يومها عليهم أن يذهبوا صباحاً إلى مساطر العمّالة حتى وإن امتلكوا عقولاً لا يرقى إليها أينشتاين فهم طبقة العبيد التي يجب أن تُنجب الخادمات, عذراً مرة أخرى ,فهذه هي الحقيقة وهذا ما يريدون بكم. نعم حين ننتخب الفاسقين المنحطين ونجعلهم راعين لشؤون الأمة ونعطيهم مقام الخلافة بل نُوقف صحة الصلاة على انتخابهم فحتماً أننا كالأنعام لا نستحق مجّانية التعليم وحتما أننا نعبد الأصنام وحتماً أن مصيرنا الجوع والفقر .
قال تعالى{وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [الأعراف : 96] ولهذا لا أقول إلا ما قاله المرجع العراقي الصرخي الحسني إن لم يُغير الشعب العراقي ما به فالوضع إلى أسوأ .