تقدم كبير وانتصارات عظيمة تسطرها قواتنا المسلحة بكل تشكيلاتها وصنوفها ولا سيما ابطال الجيش العراقي الصناديد وصقور الجو القوة الجوية العراقية الضاربة في تحقيق اهدافها بكل تقنية واحترافية وبناء على معلومات استخبارية دقيقة جدا ساهمت في تكبيد العدو الداعشي خسائر فادحة في طلعات استباقية جوية وشل حركته وقطع امداداته اللوجستية والعسكرية واستهداف المقرات السرية والتحركات بالاليات والعجلات .مما جعل العدو ينحسر انحسارا كليا في زاوية ضيقة جدا امام تقدم القطعات العسكرية و فصائل الحشد الشعبي واندفاعها الباهر نحو مراكز مهمة كان يسيطر عليها فلول داعش . وان هذه الانتصارات الباهرة في سوح القتال ضد العصابات الإرهابية تشكل انعطافة استراتيجية في مسار العمليات العسكرية والأمنية التي تستحق الدراسة والتمعن في تكتيكاتها وأساليبها وتدريباتها القتالية المتقدمة ضباطا ومراتب في اعداد الخطط والمنهجية والمناورات في فن الحرب والقتال في كل المناطق الجغرافية ذات الاشكال والطبيعة المتنوعة .ولما شكلته هذهِ الانعطافة من تغيرات إستراتيجية في الاتجاه العام للجهد السياسي والعسكري والأمني, فالحشود الشعبية التي انتفضت في لحظة تاريخية حرجة ومصيرية استجابة لنداء المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف والإرادة الداخلية في العمق الوطني الاجتماعي ,
تلك الحشود المؤمنة التي أعادت صياغة مسار المعارك المحتدمة, وأعادت بناء الروح المعنوية القتالية واستعادة هيبة وسيادة المؤسسة العسكرية والأمنية وضخها بزخم جديد وقوي انعكس على التغيرات التي شهدتها أحداث الحرب على الإرهاب من مناطق ديالى جرف النصر إلى آمرلي وتكريت وبيجي والرمادي والفلوجة وغيرها من المنازلات التي استطاعت فيها القوات العسكرية والحشد الشعبي من كسر شوكة الإرهابيين ودحرهم بقوة العزيز المقتدر وبسواعد رجال العراق الغيارى
أولئك الأبطال رجال متحمسين يحملون بيارق النصر والمجد والخلود رجال منحونا القوة الكافية, حتى أصبحنا نرى شباباً في الجامعات والمدارس وحتى الأطفال يتغنون ببطولات قواتنا الباسلة وابطال الحشد الشعبي ويتفاخرون بنشر صور الأبطال الذين يقاتلون ويستشهدون دفاعاً عن البلد, وما يدعو إلى الغبطة هو الانتشار الواسع النطاق لروح التحدي والعنفوان عند كل الناس بشكل مثير للإعجاب .
وإن مجمل الانتصارات الكبرى التي حققتها قواتنا العراقية المشتركة الباسلة، الجيش، والقوات الأمنية، والحشد الشعبي، والعشائر العربية السنية في تحرير مدينة الموصل التاريخية وعبورهم الى ساحل النصر المبين وتطهيرها من وباء جرذان داعش، هو انتصار للشعب العراقي بكل طوائفه ومذاهبه وقومياته وتعزيز أواصر وحدته الوطنية في الصمود والتحدي والتعاضد في فترات المحن . وهزيمة شنعاء لداعش ومن يقف وراءه. وهذه الانتصارات هي الرد العملي الحاسم على مسرحية احتلال الموصل والمدن الاخرى التي خططوا لها لسنوات وصرفوا عليها المليارات من البترودولار، من قبل قبائل البدو في ممالك الشر(السعودية وقطر)، في حرب نفسية سخروا لها أضخم أجهزة الإعلام، وآخر ما توصل إليه علم النفس لتدمير معنويات شعبنا وجيشه الباسل، وتفتيت العراق إلى دويلات متحاربة، وإجهاض الديمقراطية، وتبديد طاقات شعبنا في الاقتتال الطائفي، بدلاً من توظيفها للنهضة والبناء والاعمار والازدهار الاقتصادي. والمراقب لا يزال يستذكر الحملة الاعلامية الخطيرة التي وجهتها القنوات المشبوهة ابان فترة الاضطرابات في المدن الغربية وتأجيج الرأي العام في زيادة الاحتقان الداخلي وكيف روجت عملية الاجتياح الداعشي للموصل على انه ثورة داخلية
وما قامت به وسائل الإعلام العربية والغربية، مدفوعة الأجر، بشن حملة هستيرية ضد الجيش العراقي وقوات الشرطة وكيف تمكنت المجاميع المسلحة إلحاق الهزيمة بـالجيش العراقي من قوات الشرطة والأمن، وأن معنويات الجيش منهارة!! والقطعات العسكرية تلوذ بالفرار واهالي المناطق تشعر بنشوة النصر لاندحار وهزيمة القوات الامنية وكيف كانت تسلط الاضواء على رتل بعض من القادة الفارين نحو اقليم كردستان والحقيقة لم تكن كذلك، الحقيقة اكبر مما يتصورها البعض اذ فتح تحقيق دولي نزيه وعادل بشان تلك الاحداث ومحاسبة الخونة والمتامرين وكشف المؤامرة الكبرى التي كانت تديرها قوى اقليمية حاولت تغيير موازين القوى على الخارطة العراقية بالاستعانة بفلول الكفر والإرهاب والجهات الاخرى التي تعاونت معهم في عملية اجتياح الموصل داخليا على المستوى الداخلي في المحافظة سياسيا وعسكريا وامنيا .في التواطؤ أو الإهمال او الخيانة . إذ معظم ضباط الجيش كانوا من ضمن الخلايا النائمة من البعثيين المحليين الذين اخترقوا الجيش ومؤسسات الدولة بمختلف الأساليب الخبيثة، ومع تدبير مسبق في عدم الالتحاق بوحداتهم او في اصدار اوامر الانسحاب الفوضوي وترك المعدات والاليات العسكرية على أمل مواصلة داعش زحفهم على بغداد ومن ثم إلى المحافظات الأخرى، وروجوا بأن الزحف الداعشي لا يمكن إيقافه!!…إلى آخر الحملة الإعلامية في الحرب النفسية. التي رافقت فشل مشروعهم الكبير في النيل من انتصارات القوات الامنية والحشد الشعبي في تحرير تكريت وبقية محافظة صلاح الدين و الانبار والتي كشفت الكثير من الحقائق، وقضت على الحرب النفسية، وأثبت المقاتل العراقي بسالته وشجاعته وتفانيه في تحرير بلاده، وتأكيد وحدته الوطنية، واستعداده للتضحية بحياته في سبيل وطنه وشعبه. ولذلك، وإزاء هذه الانتصارات الرائعة، جن جنون قادة قوى الشر والظلام، وسخروا وسائل إعلامهم في ترويج الأكاذيب، وخدع حتى منظمات حقوق الإنسان في الغرب على ترديد افتراءات ضد القوات المسلحة والحشد الشعبي الذي تسميه بـ(المليشيات الشيعية). فنشروا فرية مفادها أن المليشيات الشيعية وبدعم من إيران، تقوم بالانتقام من السنة وقتلهم في المناطق التي يحتلونها. في الوقت الذي تشارك العشائر العربية السنية في صلاح الدين مثل الجبور والعُبَيد وغيرهم، وكذلك العشائر العربية في الأنبار. ولم تتحرك هذه الجهات المشبوهة عندما قام الدواعش بقتل المئات من أبناء عشيرة البو نمر السنية في الأنبار، وأكثر من خمسمائة من المحكومين الشيعة في سجون الموصل، وأكثر من 1700 من منتسبي القوة الجوية في قاعدة سبايكر بتكريت. كل هذه الجرائم البشعة سكتت عنها وسائل الإعلام العربية والغربية ومنظمات حقوق الإنسان، وحتى الصحف الخليجية بدات تحذر من “هيمنة” إيران، وقلقها المتزايد من التدخل الايراني ودعمها لقضية سوريا و البحرين واليمن. ولأن إيران تمثل اليوم محور ولاعب مهم في قضية الشرق الاوسط والوسط الاقليمي التي تدعم القضية الفلسطينية، والجانب الاسرائلي يشعر بالرعب والقلق من البرنامج النووي الإيراني .
ولكن ما أن حققت القوات العراقية المشتركة انتصارات باهرة على داعش، حتى وثارت ثائرة هذه الجهات المشبوهة، متهمة القوات العراقية بالقتل العشوائي للمواطنين السنة. والدعوات والمطالبات لتصنيف قوات الحشد الشعبي ضمن قائمة الارهاب وما تبعتها من تحركات سياسية وزيارات شملت دول اسلامية عديدة لانشاء حلف اسلامي في مواجهة التحديات والارهاب يستبعد منه العراق وسوريا وايران والغريب أنه حتى القادة العسكريين الأمريكان لم يخفوا قلقهم من انتصارات القوات العراقية، و الدعم الإيراني للعراق بعدما امتنعت أمريكا عن هذا الدعم في أول الأمر بحجة أن داعش قضية سياسية، إلى أن خرجت من سيطرتهم. الانية لتكون ضمن الاطار الدولي لمكافحة الارهاب وفي الحقيقة لا يختلف الدور الإيراني عن الدور الأمريكي وبقية الدول المتحالفة ضد الإرهاب، ويقتصر على مده بالمستشارين العسكريين، وتدريب القوات العراقية وتجهيزها بالسلاح والعتاد. ففي العراق نحو 4000 عسكري أمريكي يساعدون الجيش العراقي، ومئات العسكريين البريطانيين يدربون البيشمركة، ومئات آخرين من مختلف الجنسيات يدربون أبناء العشائر العربية، كل هؤلاء لا يثيرون أية ريبة ومخاوف،!! ولكن فقط الدعم الإيراني بعدد من المستشارين او الدعم لبعض من فصائل المقاومة الاسلامية يثير المخاوف ومرفوض! أما الجنرال قاسم سليماني فصنعوا منه أسطورة، ابي الهول المخيف انقض على مضاجعهم . فكيف نفهم سياسة الحكومات العربية وخاصة الخليجية، وهي لا تريد محاربة داعش بدعم إيراني، ولا بمقاتلين عراقيين شيعة، ولا هم يقدمون أي دعم للعراق في هذه الحرب. سوى المزيد من حمامات الدم على ايادي فلول الظلام ومرتزقة انظمتهم الأموية وكيف يمكن إنقاذ الشعب العراقي من حرب الإبادة التي تشنها عليه قوى الإرهاب؟ والغريب أن بعض من مفكرين مملكة طروادة ، يقفون ضد الحشد الشعبي ويطالبون السعودية بإرسال “حصان طراودة” من قوات عربية لمسك الأرض، يعني تماماً كما عملت قوات “درع الخليج” السعودية في البحرين. ولا اعلم كيف تحاول هذه الانظمة وهذه الشخصيات التافهة المطمورة في وحل التطرف والكراهية والحقد كيف تترجم الواقع وكيف يعني لها عندما يقتل الجندي العراقي في ساحة الحرب داعشياً، فيتحول هذا الداعشي الإرهابي إلى مدني سني مسالم وبريء، وأن “المليشيات الشيعية” وبدعم من إيران الصفوية يقتلون أهل السنة!! وان حقيقة الموقف بغض النظر عن بعض الانتهاكات الفردية التي حدثت في ابعاد خريطة جغرافية قتالية يصعب السيطرة على كافة مجرياتها لكن حقيقة الاتهامات كانت بعيدة عن الواقع الذي يجري في العراق والبطولات الميدانية التي حققتها تلك القوات، ونسب له افعالاً لم تحدث قط في المناطق التي حررها الحشد والقوات الأمنية… والجدير بالذكر أن الحشد الشعبي تشكيل وطني يضم جميع اطياف الشعب العراقي في مقدمتهم الشيعة والسنة والتركمان والايزيديون والمسيحيون والصابئة ومختلف القوميات والمذاهب. وكيف كانت توجيهات المرجعية تتعامل مع ضبط النفس وطرق التعامل الإنساني مع اهالي المناطق المحررة والمدنيين النازحين على تفويت الفرصة من الأعداء للنيل من افراد الحشد الشعبي وانتصاراته التي اذهلت الاعداء ولكن شمس الحقيقة العريقة أكثر مما أساؤوا إلى العراق وجيشه وحشده الشعبي المؤلف من كل مكونات الشعب العراقي، خسروا مصداقيتهم، ووقعوا في الفخ السعودي-الداعشي،
وأثبتوا أنهم مجرد وعاظ السلاطين ينفذون ما يأمرهم السلطان ووقفوا مع الشيطان. المروجين الطائفيين وأسيادهم السعوديين والقطريين. فالغرض واضح من كل هذه الحملة الهستيرية التي أثبتت أن هذه الجهات وبتأثير من السعودية وقطر يحاولون إنقاذ مجرمي داعش من الفناء المحتوم. وهذا يؤكد ما أن داعش صناعة دولية وإقليمية لمعاقبة حكومات وشعوب تخرج عن بيت الطاعة لهذه الحكومات. ولكن في نهاية المطاف، لا بد وأن تنتصر الشعوب وقوى النور والحق والخير على قوى الظلام والباطل والشر.وان الله على نصره لقدير.