23 ديسمبر، 2024 12:11 ص

العبثية وألأحتراف

العبثية وألأحتراف

من خلال الغوص في هذه الحياة التي عشناها نجد أن هناك حكايات وأمثالا تنطبق على الواقع الذي نعيش تفاصيله يوماً بعد آخر. من خلال هذه الحكايات وتلك الأمثال نستطيع أن نرسم لنا ولأجيالنا خارطة طريق جميلة خالية من المطبات ومنغصات الحياة. كل إنسان منذ أن ينهض على هذه ألأرض وينشأ في هذه الحياة تكون لديه قابليات معينة وميزات تختلف عن ميزات الشخص ألآخر. يستطيع أن يضع تلك الصفات في خدمتة وخدمة ألآخرين القريبين منه ويستخدمها أيضا في معيشته اليومية وتكون له مصدر رزق مادام على قيد الحياة. على ألأنسان أن يكتشف تلك الميزات ويوظفها في خدمته. من خلال الغوص في هذا المفهوم نستطيع أن نتحدث عن أشياء كثيرة جدا في الحياة تتعلق بهذا القول أو الحكمة التي جاءت من رحم الحياة والتجارب الكثيرة التي مرت بها البشرية. على ألأنسان أن يعرف الميدان الذي يعشقه ومن ثم يبدع فيه من خلال مزاولة ذلك العمل المنضوي تحت مفهوم ألأحترافية والدقة في إنجاز العمل الذي يكلف به. ينعكس هذا المفهوم على الفرد منذ بداية تكوينة –  هناك تجارب كثيرة أثبتت هذا المفهوم- مثلاً ربما يكون شاب معين يرغب في التخصص في دراسة الحاسوب وألأبداع فية لكن رغبة أحد الوالدين تجبره على الخوض في ميدان الطب والتخصص فيه. يذهب الشاب الى الطب ويدرسه ويتخرج ويبدأ في مزاولة عمله- الذي لايحبه أبدا- وكان سبب دخولة الطب رغبة والدته الملحة. هنا يبدأ صراع كبير داخل الذات البشرية لذلك الشاب. هو يميل الى الحاسوب بشكل كبير ويكره عمله وهذا نوع من العذاب مادام على قيد الحياة ومادام يزاول مهنة الطب ومن يدري ربما يترك الطب ويسافر الى عالم آخر يعشقه لدرجة كبيرة جدا. ربما يضع اللوم على الظروف الكثيرة المحيطة به من عدم وجود أمان أو عدم وجود أحترام لمهنة الطب وأشياء أخرى ولكن الحقيقة هي وجود صراع داخلي عميق تجاه مهنة الطب. ربما يحاول شخص آخر مزاولة مهنة أخرى نتيجة سبب معين أو ظرف خاص به لكنه لايتقن تلك المهنة وهنا ينشأ صراع مرعب بينه وبين تلك المهنة وفي النهاية لن يحقق أي نجاح –  وربما يضع اللوم- على عدم وجود أجهزة معينة أو أدوات تخلق له جو خاص من النجاح ولكن الحقيقة هي عدم إتقانة لتلك الحرفة مطلقا. مهما قاوم فأنه في النهاية سوف ينهار لعدم وجود تخصص متقن لأنجاز تلك المهنة. هناك ملايين ألأمثلة في الحياة على وجود حالات مشابهه لتلك الحالات التي تحدثنا عنها بأختصار أعلاه. يمكن أن نطلق هذا المثل أو هذه الحكمة على حكومتنا –  الرشيدة- في الزمن المعاصر . أغلب –  ولانقل –  الجميع- لأن لكل قاعدة شواذ…نقول أغلب المسؤولين الذين يحتلون مناصب مهمة هم ليسوا محترفين من الدرجة الأولى لممارسة لعبة السياسة وتقديم خارطة دقيقة لمنهج الحياة في العراق بصورة عامة ومن هنا نجد أن البلاد من أقصاه الى أقصاه مشلول لايستطيع السير خطوة واحدة إلا بوجود- عكازة عملاقة- تبين له طريق الخطأ من الصواب. أغلب السياسين هم جاؤا نتيجة صدفة أو حالة معينة أوجدتها ظروف معينة وبالتالي هم لايفهمون في إدارة البلاد مطلقا وإنما وجودهم جاء من رحم الحاجة الى كل شيء وبالتالي راحوا يسرقون وينهبون كل شيء وتركوا البلاد يعاني الويلات من التخلف والفقر والجوع والتشرد في كل ميادين الحياة. هم يضعون اللوم على ألأرهاب والخيانة وأشياء أخرى كي يبرروا عجزهم في كل شيء ..إنهم يشبهون العامل الذي يتخاصم مع أدواته ويهشمها لأنها لاتنتج له إنتاجا متقدما وحقيقة ألأمر أن العجز موجود فيه ليس في ألأداة التي يستخدمها….حقاً أن العامل السيء يضع اللوم على أدواته ويطلق عليها بأنها مصنوعة من مواد لاتصلح لأنجاز أي عمل والحقيقة هي أن العامل هو الذي لايصلح لأنجاز أي شيء.