13 أبريل، 2024 4:49 م
Search
Close this search box.

العبارة الروسية التي أفرغت الاجواء السورية من الطيران ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

عبارة واحدة وبثلاث لغات التقطتها كل الاجهزة الراصدة للطيران في العالم نفذت بدقة متناهية من قبل الطيران العالمي وأفرغ الفضاء السوري من كل الطائرات المقاتلة والمدنية والمروحيات وربما حتى الطيور المهاجرة التي كانت بالصدفة متجهة نحو موطنها الاخر وهي تطير في السماء السورية ,, في 60 دقيقة بالضبط تم لروسيا ما ارادت بعد أن اطلقت تحذيرها بعبارة واحدة وباللغة الانكليزية والروسية والعربية حتى كانت السيخوي قد أخذت وقتها الكافي بتسخين محركاتها لتنطلق وبحرية النسر الابيض الذي اذا طار تفرغ له أجواء الغابات البيضاء وتختفي الطيور من اشجار
الصنوبر وتترك أعشاشها لتختفي تحت طبقات الجليد خشية الانقضاض عليها من ذالك النسر المطوق بالسواد ذو المخالب الناصلة .
ماهي العبارة الذي أطلقها الروس وكم وقت التنفيذ ؟
(( بعد ساعة من الآن يجب أفراغ الاجواء السورية من كل أنواع الطيران ومن يخالف ذالك سيكون هدف للطائرات الروسية )) ..
فقط هذه العبارة وليس غيرها وبدأ العد التنازلي لتكتمل الستين دقيقة فتهيمن السيخوي الروسية والاقمار الصناعية والطباق الارضية الراصدة على كل السماء السورية وبعض من السماء العراقية والاردنية والتركية في مساحة اشعاعية تضم كل الزون الآمن للملاح الروسي وهو يرسل حممه على اهدافه بدقة وبكثافة نارية لم يألفها تنظيم داعش ولم يتوقع ان يصل لها اي طائر او مقاتل بعد ان أمن لوجوده واستمر بتقوية شأنه .
لو تمعنا قليلا في العبارة التي أطلقها الروس وبالذات كانت موجهة الى التحالف الدولي التي تقوده أمريكا والذي كان متواجد في المنطقة منذ اشهر لوجدنا أنها عبارة عسكرية بحته تخلوا من اي اساس للتعامل الدبلوماسي ,وتهديديه بامتياز,,تنم عن قوة وباس شديد ,,لا رجعة فيها ,,لا تقبل التأويل والتحميل والتوقع ,,واضحة كوضوح كلماتها ,, ابلغت بثلاث لغات وهذا يعني أن مطلقها ذكي جدا حتى لا يستثني احد لوجود قادة طائرات عرب وأمريكيين وربما من جنسيات أخرى فهو لم يترك اي خيار لمن يسمعها بمخالفتها ,, التنفيذ بالدقة المتناهية اي بمجرد أن أنتهت الساعة بدأ
العمل الروسي بالتشويش على كل الاقمار الصناعية والسيطرة الرادارية على السماء وعلى المضادات الارضية المعادية وأنطلقت الطائرات الروسية باسراب عديدة واضحة مجتمعة وفرادى وأصبح كل شيء تحت رحمة الدب القطبي بطائراته المقاتلة من الجيل الجديد الخامس الذي لم تستخدمه روسيا في اي معركة سابقا سيخوي (( T50وطائرة الميكوبان الميغ 29 والميغ 35 الأجيال الحديثة والتي بدات روسيا تصريحاتها حول قوتها الجوية المقاتلة على لسان الفريق قائد القوة الجوية (فيكتور يونداريف ) ((ان طائراتنا المقاتلة في سوريا تتعامل مع لكل الاهداف ولا يوجد هدف لا تسطيع
التعامل معه ) ..
هذه الحدة والنبرة الآمرة في تلك العبارة تعطي مؤشرا واضحا ايضا أن الدبلوماسية قد توقفت الان وأن القوة هي التي يجب أن تسود وايضا لورجعنا الى القرار الروسي الاخير في هذا الشأن تجد ان التركيبة المخابراتية للرجل الاول في روسيا (بوتين) قد بدا مشعا ذاك لأن رجال المخابرات عموما يتدربون على تعاليم القوة وردة الفعل وعد الانتظار وأتخاذ القرار السريع حتى لو كان بلا دقة وهذا واضح من التدخل الروسي الذي كما يبدوا أنه كان ينتظر النتائج الامريكية وبعد أن شعر ان اللهبة هناصرها مبهمة وأهدافها سخيفة تدخل دون سابق أنذار وبلا تحذير ولا طاولة
مباحثات أو تقاسم للنفوذ في المنطقة .
عشرات الطلعات اليومية والذي يفوق طلعات التحالف الدولي في مدة اشهر وعلى أهداف دقيقة لم تتعامل معها الطائرات المتحالفة ولكل هذه الاشهر الماضية بل بالعكس اصبحت قوات الدولة الاسلامية المزعومة في فترة ربيع وتوريق وزيادة قوة وهي تتمدد بكل سهولة في سوريا والعراق دون ان يمس قواتها أحد ,,من المؤكد أن الهجمة الروسة المفاجئة التي ينفذها الطيار الروسي قد وصلت الى أهداف ومكانات ومناطق ومعاقل ومخازن اسلحة اعتمادا على المعلومات التي حصلت عليها من استخبارات الجيش السوري ومن المواطنين السوريين اللذين سئموا بقاء داعش وهو يتعامل معهم على
طريقة الاغتصاب والتجويع والقتل والرق ..
في الايام الاولى الثلاث من الحملة الروسية كشفت اوراق التحالف الدولي التي تقوده أمريكا وبان بوضوح زيف الادعاءات الامريكية التي تدعي انها جاءت لقتال تلك الشرذمة وهي لم تقدم شيء يذكر كنصر بل اعطت وعود طويلة الامد للخلاص من داعش في سوريا والعراق يصل الى سنوات في حين صرحت الدفاع الروسية ان اربعة اشهر جدا كافية للقضاء على داعش في سوريا وفي الوقت نفسه صرح الروس ان اي طلب من الحكومة العراقية للتعامل مع داعش تكون روسيا جاهزة .
من المؤكد ان التواجد الروسي في المنطقة وبهذه الكيفية والقوة جعل من الدول الراعية للارهاب والتي تدعي مقاتلته تمتعض وتعترض من هذا التواجد فتلك الدول لها أجندات وخارطة طريق اتفقت عليها للقضاء على الدولة السورية وتقسيمها وأخراج بشار الاسد من السلطة كل ذالك يتم بالمال ودفع الرجال والفتاوى التي تنطلق من اراضيها وبدون اي ممانعة من الحكومة او اعتراض او ايقاف ,, جعل التواجد الروسي امريكا وحلفائها على المحك والتساؤل الدائم من قبل الراي العام الدولي اولا ومن المواطن الامريكي عن سبب عدم القضاء على هذا الارهاب وهي تزج بكل هذه الالة
العسكرية والهالة الاعلامية ولم يتغير شيء في حين في غضون اقل من اسبوع بانت حقائق لم تكن معروفة بعد الضربات الروسية اليس هذه القوات المتحالفة ومن اكثر من 60 دولة جائت للقضاء على داعش ام من اجل تقويته؟ ولماذا لم يتم ذالك ؟هذه التسائلات بدأت ترتفع حتى من الضباط الامريكيين والكبار الذي يعلنون في الاعلام أن البنتاغون له اهداف اخرى سرية غير معلنة وغير واضحة على المدى القريب والبعيد .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب