23 ديسمبر، 2024 6:23 ص

العبادي 00 نوح العراق عليه السلام!

العبادي 00 نوح العراق عليه السلام!

في سلسلة مقالات لماء الذهب:
انا اكتب، إذن أنا كلكامش !( مقولة الكاتب) ()
مقالتي حمالة النثر القديم، ورافعة النثر الجديد(مقولة الكاتب)
لااكتب للسياسة ، ولا أريد أن اكتب لها؛ لأني إذا كتبت لها هجوتها، وإذا هجوتها ، ركبت رأسها ونشبت أظفارها ، وصاحت هلموا هذا مرتد فوصمتني بألف عار وعار! ، ولكني اكتب للحقيقة التي إذا مدحتها تواضعت ، وإذا ذممتها احتكمت وتساءلت ، فأقول إن الأستاذ العبادي ، دخل قاموس العراق المعبأ بالمصائب والأزمات والفتن والإحن والطعنات والكدمات والمفخخات 000ووو الخ ، فأوكلت إليه مهمة قيادة سفينة ، على ظهرها ملايين المستغثين ، وقد اختفى منها طاقم قيادتها ، وأخذت ترتعش في عرض البحر من هول الخطر المحدق بها ، فجاء هذا الرجل بقارب إنقاذ صغير و بسيط لإنقاذ عملاقة يغص البحر في ابتلاعها ، وأوكلت إليه مهمة قيادة السفينة ، وكانت سفينة مثقوبة منهكة ، كثر فيها المجانين ، وقل فيها الحكماء والعقلاء، سفينة توسطت عرض البحر ، وتقاذفتها الأمواج ، وعصفت بها حيتان القتل والسرقة ، فكيف يمكن لنوح العراق الجديد أن يصلح أمر هذه السفينة ، وكيف له ان يصلحها وهي مهددة من خطر الراكبين بها ، والمشعوذين بطلسمها ، وخطر المتربصين بها وبما تبقى من حطامها لحظة غرقها !
العبادي 00 وما أدراك ماالعبادي ، اهو نوح آخر اختصر فترة 950 عاما من النصح والإرشاد والوعظ في قوم ساد فيهم شيطان الفتن والفرقة والصنمية ، إذا انصاعوا له في قول ، خالفوه في ألف قول وقول!
العبادي00 اخذ مقود السفينة الطاعنة في سن الأزمات والمصائب،واتجه بها بعيدا عن الطوفان ، وهو هنا وبحنكته ، وجدارة الله تعالى ، تجاوز موجة الطائفية ، والداعشية والعافشية ، والمارقية والناعقية ، وموجة تقسيم العراق، وموجة الاستفتاء لإخوتنا الأكراد ، وموجة اختلاط الحابل بالنابل ، واخذ يعطف بالسفينة لعلها تتجاوز موجة الفساد ، وحيتان السراق0
العبادي 00 هو الرئة الثالثة ،لعراق مختنق ، بل هو رئة إسعاف العراق المحتضر ، استطاع ان يأتي بالأوكسجين المناسب والإسعاف المناسب ، لإسعاف محتضر يشرف على الهلاك اسمه العراق0
وعندما أقول عنه انه نوح العراق عليه السلام ، فلا يعني هذا أن قومه جميعهم ، مثل قوم نوح ،وإنما فيهم الكثير من أحبار العراق، وأشراف قريش ، وأقطاب العرب، وأرباب الإنسانية ، وانساب المروءات ، ممن تسبح السياسة في بحر طهارتهم ، إذا شاءت أن تتوب وتؤوب!00 فمرحى لنوح العراق باختصار 950 عاما من ” تبت يدا أبي لهب وتب” ومن النجاة لبلد ترابه بساط على أجساد الانبياء,