23 ديسمبر، 2024 5:00 ص

العبادي يفجّر قنبلة في اجتماع مجلس الوزراء الأخير !

العبادي يفجّر قنبلة في اجتماع مجلس الوزراء الأخير !

منذ بداية العملية الديموقراطية الكسيحة في العراق ، والوضع السياسي والأمني والأقتصادي يتعرض الى صعوبات ومشاكل عصية حقيقية متواصلة أنهكت هذا الشعب المسكين ، بل وحتى انهكت تلك الدول التي ما زالت تدعم العراق من أجل التغطية على اخطائها الستراتيجية التي تسببت فيها في الوصول بهذا البلد وبالمنطقة عموما على ما هي عليه اليوم .. وربما تسببت في تغيير الخارطة (الأمنية) على المستوى العالمي ايضا .
وليس التناحر السياسي المخزي وعدم ايجاد مشتركات بين تكتلات الطيف السياسي العراقي هو اول تلك المشاكل العصية ، ولا المحاصصة الطائفية والفساد المالي والأخلاقي وتجيير مؤسسات الدولة ووزاراتها بأسماء عوائل وكتل ومراجع دينية بعينها ، هو آخر تلك المشاكل ومصائب الزمان التي حلت على هذا البلد المستباح .

لكن الأخطر والأهم في كل هذا التردّي العراقي المبين والذي غفل عنه الكثيرين أننا نفتقد الى عنصر (القيادة) أو الى قادة حقيقيين على مستوى المرحلة او على مستوى التحديات .. فالتاريخ يكتبه القادة العظام وليس أحد آخر .. والرومان قالوا قديما التاريخ يصنعه المنتصرون .. وشواهد التاريخ كثيرة بأمثلة لا تعد ولا تحصى .. وربما أول القادة العظام هو نبينا المصطفى عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام ، نزولا الى قادة كثر زخرت بهم المعمورة وعلى مر العصور في المستوى السياسي او العسكري او الأقتصادي او حتى الأجتماعي .. وأقرب مثل الينا هو ما حصل في مصر الكنانة .. فتاريخ مصر الآني لم يكتبه محمد مرسي وانما كتبه عبد الفتاح السيسي .. وشتان بين مرسي والسيسي .
قادة من اولائك الذين يمسكون الحدث بايديهم ، ولا يتركون الحدث يمسكهم ويلبسهم اثواب الضعف والأستكانة .. ومن المؤكد اننا هنا لا نقصد نماذج القادة الموجودين على الساحة العراقية من امثال نوري المالكي وعدنان الأسدي وصالح المطلك وسليم الجبوري وسعدون الدليمي وبهاء الأعرجي وحاكم الزاملي وخالد العبيدي وعبود كنبر والأخوان النجيفي وفؤاد معصوم وعالية نصيف جاسم وصباح كرحوت وحنان الفتلاوي وصباح التميمي وصفية السهيل ، وآخرين كثر ملؤوا الساحة العراقية بالفشل والتردد والتخبط والغباء والفساد .. وقد تلاحظون اننا لم نضع معهم اسم رئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي رغم اشتراكه معهم في البعض من صفاتهم المعروفة .. قاصدين حث هذا الرجل على الخروج من شرنقة التردّي التي تتواجد فيها تلك الأسماء ، ولعلمنا أن فشل العبادي هذه المرة سيحمل الوضع المزري في العراق الى ما لا طاقة له ولنا بها .

وهنا ، فنحن لن ننهج طروحات طيب الذكر انور الحمداني الذي ما فتأ ينادي بمنح حكومتنا الجديدة (سنتان) كاملتان لكي نقيّم بعدها انجازاتها .. فالوضع الخطير في العراق يتطور بالساعات وليس بالأيام أو بالسنين .. وسقوط الٌأقضية والنواحي بيد الدواعش يتوالى على مسمع ومرأى الجميع ، دون حسم وعزم واقدام ورد فعل محسوب من قادتنا الأشاوس ، ولا أحد يمتلك امتياز (السنتان) التي يداعي بها هذا الحمداني .. ورغم اننا ما زلنا ندعوا للعبادي بالنجاح ، إلا أن تصريحه الرنّان في جلسة مجلس الوزراء الأخيرة التي سبقت سفرته الى روسيا قد جعلتنا نوقن أن الشك جبير والرّكعة صغيرة .. وهنا نحن نتحدى بقوة كل من كان حاضرا هذه الجلسة أن يكذبنا عندما نؤكد ان السيد العبادي قد ذكر بالنص وبعالي الصوت خلال هذا الأجتماع ، أنه قد أصدر أوامره الى القادة بمنع انسحابهم وقطعاتهم من مواقعها مهما كانت الظروف ، لكن .. والقول للعبادي .. (ما أدري منو ) انطاهم أمر الأنسحاب .. ما أدري منو .. اللهم لك الشكوى أنت المعز وانت المذل ولا اله غيرك .

سيادة دولة الرئيس العبادي .. نرجوك بعجالة استبدال كلمة ما أدري منو ، بسيف القادة الذي يضعون فيه النقاط فوق الحروف ، ان كنت تريد أن يشملك ذلك المثل الروماني اللمّاح .. فالسيف أصدق أنباءا من الكتب .. وأن تحاسب المتخاذل ، وتبعد الضعيف المتردد ، وتضع الرجل المناسب في المكان المناسب ، ان كان وزيرا أو نائبا لك او قائدا عسكريا أو حتى قائدا شعبيا ، لكي لا تكون حرب استنزاف كما سبق وحذرناك منها في مواضيع سابقة ، الأقدام الأقدام والشجاعة والعزم والحسم في اتخاذ القرار وفي حساب المقصر ، فالمرحلة خطيرة ومستقبل وتاريخ وحاضر أمة عظيمة ووطن كبير مثل العراق بيدك أنت لا غيرك .. أما ان كنت ما زلت ترتعش وما زالت كلمات من أمثال (ما أدري منو ) ينطق بها لسانك صباح مساء ، وتخاف من التناحر السياسي وتقاسم المصالح الموجود في قاموس التحالف الوطني والتكتلات الأخرى .. فاننا حتما وخلال أيام سنقرأ على عراقنا السلام .. حينها .. لا يمكن لكائن من كان أن يلوم اصحاب الأصوات العالية التي تصرخ في كل حين ومن كل محفل ، أن العراق ضاع وانتهى بسبب غباء وجهل وفساد وحقد وانتقام المؤسسة الشيعية التي تسيدت على ساحته السياسية منذ الأحتلال وحتى هذه الساعة .