العبادي يغر ق في الشتاءتقتضي المشاكل التي يعيشها العراق؛ البحث عن حلول جذرية، وأن تُشارك بصمات المجتمع في قرارات الإصلاح، ولا ينتظر مداهمة شكوك يُثيرها المتفعون من ركاكة المؤسسات، وتفشي الفساد وتراجع الإدارة والخدمة، وأن لا يطول صبر القاعدة الشعبية، وإنتظار سقوط قرارات قمة الهرم، على رأسها دون مشاركاتها.
يُعبر إختلاف شعارات المتظاهرين، عن تفكك القواعد وتناقض مساعي الساسة عن أهداف مواطنيه، ودفعهم لإطروحات تزيد الآلام وتبدد أحلام المواطنين؟!
يذهب خيال المواطن أحياناً، الى أحلام بعيدة صعبة المنال، أو الى يأس لا يقدمه خطوة، ويتصور بعض الساسة على قدرتهم كبح جماح الشارع، وإمتلاك مقود توجيه موجة المطالب، وأن جمهورهم نفسه من صوت لهم، في وقت صدق وعودهم، وبعدها وجد سند الأرض حبراً على ورق الغش، ولم يجد ذلك الحرص الذي مثله المسؤول في وقتها، ولم تحقق أمنيات بسيطة كالكهرباء والخدمات والسكن، والحصول على مصدر رزق يجنب الفاقة؟!
رئيس الوزراء واحد من أكثر المعنيين بالإصلاح، وتدارك مطالب بحلول تضع بوصلة الشارع العراقي، على إتجاهات الإصلاحات السياسية والإقتصادية والمجتمعية والخدمية، وعليه عدم السكوت على ملفات سبب خراب البلاد، وعليه المبادرة لكشفها قبل أن يضج بها المطالبين، ولا يرضخ لساسة دفنوا ملفاتهم، أو تستروا وإحتموا بكتلهم وأحزابهم، ونفوذ أموال سرقوها من المواطن، وإلا ستقع الحكومة في أخطاء إدارية قاتلة، ويقال سيئة الإدراة أو متغاضية مقايضة متنازلة كسابقتها؛ لإرضاء من يبادلها الإتهام.
إزالة حواجز كونكريتية عن الخضراء لا تعني جوهر الإصلاحات، وهنالك قصور ما تزال تحتفظ بكينونتها، ولا تعترف علناً بالإصلاحات تتمنى تلبد سماء العراق بالسواد في الشتاء، وهطول أمطار تغرق البلاد؛ لتجد سبة للإعتراض، وتُحرك مظاهرات جديدة بمسميات الخدمات،
ومع التقشف؛ من أين للعبادي أن يُعطي مليوني دينار لإرضاء كل مواطن؟! وكيف يمنع الإطلاع على سيول المياه التي تحاصر المباني؟!
إن على رئيس الوزراء العمل بعدة إتجاهات، ويُحرك المياه الراكدة في ملف الخدمات ، وتُفعل أدوار مجالس المحافظات والمحافظين لوضع جداول إصلاحية وإستقرائية للمستقبل، وبمعية الأحزاب السياسية التي لها ممثلين في الحكومات المحلية، على شرط أن تبدأ تلك الأحزاب بمراجعة أداءها السياسي، وإعادة خطط برامجها، التي تقترب من المواطن أيام الإنتخابات وتبتعد عنه في الشدائد، وتقليم الإدارات، التي أرتكبت جرائم إدارها الحزبية على حساب المهنية؟!
الكتل السياسية مُطالبة بإصلاح نفسها، والإقتراب من بعضها، لتبويب حقوق المواطنين، وتستبدل حواجز القطيعة مع المواطن؛بجسور تواصل وتواضع.
لا يتمنى العراقيون ظهور صخرة في هذا الشتاء، حتى لا تغلق مجريات مطالبهم، ولا يُريدون طيف سياسي يمسك بصخرة الإنتهازية، التي تغرق العبادي في مطالب وتعثرات تعجيزية، وبعض التمني عند المواطنين، هو إرسال معظم الساسة في سفينة مهاجرة، الى جزيرة مجهولة، وإغراقهم وسط بحر متلاطم الأمواج؛ علهم يسمعون أنين أرواح أطفال غرقوا هرباً من جحيم سوء إدارتهم للبلاد، وتمسكهم بالمناصب الى درجة التضحية بالمواطن؟! وليس أمام العبادي؛ إما أن يغرق، ويَغرق معه العراق، أو يُغرق من يقف بوجه الإصلاحات.