المرجعية أفتت بالجهاد الكفائي ضد داعش كما هو معلوم وفي ضوء هذا الإفتاء التحق عشرات الإلف من المتطوعين للجهاد باعتباره تكليف شرعي قبل أن يكون تكليف وطني ..والجهاد الكفائي وان كان يسقط بقيام البعض آلا أن وقت انتهائه يتوقف إلى حين زوال أسبابه ولا معنى ولا اثر لأي موقف آخر يوقف حركه الجهاد الشرعي أذا لم يكن موقفا شرعيا صادر من الجهة التي أفتت بالجهاد .. لكن يبدو أن فتوى الجهاد تتعرض للضغوط أو اجتهادات سياسية تحول دون نفاذها..ولعل موقف السيد رئيس الوزراء الأخير بمنع أو تأخير الحشد الشعبي ( المؤسسة الرسمية التي أدرج تحتها المتطوعين ) من المشاركة في تحرير محافظة الانبار يعد مخالفه واضحة لفتوى المرجعية بالجهاد أو إيقافه قبل زوال أسبابه ..
فتوى الجهاد ربما تحتاج إلى قيادة سياسية غير القيادة الحالية تستطيع التعامل مع توجيهات المرجعية وتقود معركة تحرير العراق من الدعواش بشكل لا يتباين مع فتوى المرجعية المباركة ..وهذا ما تسعى إليه جهات معروفه ..بل هناك مشروع كبير يدور في سماء العراق يدل على وجود مشروع سياسي كبير تكون فيه القوى العسكرية ركيزته الكبيرة التي يتكل عليها ..ومن اجل ذلك إمام الحكومة برئاسة العبادي وكذلك إمام مجلس النواب برئاسة الجبوري خيار واحد وهو الإنصات إلى أرادة الحشد الشعبي وأشاركه بشكل فعال في عملية تحرير الانبار ..وتلبية كل مطالبه التي سيقدمها كشروط من اجل تخليص الوضع السياسي الراهن من الانفلات وتدمير العملية السياسية ..
بطبيعة الحال لا يتحمل نتائج الوضع الراهن الحشد الشعبي المجاهد بل تتحمله الجهات السياسية التي طالما مدت آذانها إلى كل رخيص وقذر وتافه وإرهابي وأدخلت البلاد في خضم صراعات لها أول وليس لها آخر ..ولم تتحمل يوما ما سماع صوت المعذبين والمحرومين والمضطهدين ..حتى اقترب اليوم الذي سيأخذ المعذبين زمام المبادرة .فليس هناك شيء يخسره المعذبين أكثر من الخسائر التي قدموها, فقد غسل الشعب العراقي يديه من هذه الطبقة السياسية الحاكمة كما يغسل الموتى قبل الدفن ..
الاستجابة لمطالب الحشد الشعبي لا بد أن تتحقق بشكل كامل وبالتالي منح العملية السياسية فرصه ثمنيه لان في حال عدم الاستجابة للمطالب فان الشعب العراقي سيضع يديه مع أي كان من اجل التخلص من هذه الطبقة التي لم تعد فاشلة فقط بل خائنه وعميلة بنظر جزء كبير من الشعب العراقي ..
اليوم وصل التحشيد الإعلامي والتعبوي إلى حد الثورة ولم يعد شيء يردع الجهات الواقفة خلف هذا التحشيد شيئا حتى داعش سيكون جزء من سيناريو الثورة القادمة ..
على حكومة العبادي التعامل بواقعية وعدم الاتكال على الولايات المتحدة لأنها أصبحت العدو رقم واحد للشعب العراقي ولأنها غير قادرة على حماية الحكومة العراقية مما هو قادم ..إي دول عظمى هذه التي لا تستطيع القضاء على عصابات مسلحه في مناطق محدده بل أن مشاركتها في التحالف الدولي ساهم بتمدد داعش على الأرض والنتائج على الأرض تقول ذلك …!!! الولايات المتحدة كشفت أوراقها ولم تعد قادرة على فعل شيء في العراق وهذا ما فهمه الحشد الشعبي ..
أمام السيد العبادي فرصه كبيرة للتفاوض مع الحشد الشعبي والعودة إلى تطبيق فتوى الجهاد وعدم الوقوف ضدها قبل فوات الأوان, وعلى مجلس النواب التصويت على كل مطالب الحشد الشعبي وعلى النخب السياسية أين كانت أن تتكلم بمنطق العقل والحكمة بأي تصريح أو موقف وخاصة النواب السنة الذين تحولت محافظتهم إلى ارض محتلة من قبل داعش ولم يعد أمامهم سوى بعض الجبناء في الخارج يهرعون أليهم..الأوراق كلها كشفت ,والكرة بمعلب الحكومة والشعب مع أي معارضة سياسية وحتى عسكرية تلبي طموحه أو ترفع شعارات المطالب الشعبية ..الوقت حرج وحساس جدا ويحتاج إلى حكمه والى يحتاج إلى تصريحات ناريه ومواقف مخادعه أو ردات فعل غير محسوبة النتائج لان كل ذلك سيدخل في فائدة الأخريين .