ما قام السيد العبادي من خطوات أصلاحية في مفاصل الحكومة بعد أرث فاسد كانت موفقة وجيدة ، وورغم الصعوبات التي نشعر انها تواجه الدكتور العبادي الا انها استطاعت من تغيير بعض الواقع السياسي والامني والاقتصادي ، ومحاربة الفساد الذي نخر مؤسسات الدولة العراقية بكافة مفاصلها ، الأ ان من المهم ان نبارك هذه الاصلاحات والتي انعكست على الواقع الميداني في التقدم الكبير على الساحة العسكرية ومنع تواصل تقدم داعش ، وتهديد المناطق الآمنة في البلاد .
السيد العبادي في اجتماع لاعضاء حزب الدعوة الاسلامية والذي ضم قيادات الخط الاول والثاني بضمنهم السيد المالكي ، حيث اكد في معرض حديثه بعدم المساس بأي شخصية من شخصيات الدعوة في مؤسسات الدولة ، وأن المساءلة لن تطال هذه الشخصيات ، وأن الاستهداف لن يشمل مناصب المدير العام فما فوق ممن يعملون بدوائر الدولة المختلفة .
العبادي في سياق حديثه للاعضاء حزبه يؤكد أن محاربة الفساد سوف لن تشمل قيادات الدعوة ، بل تستهدف الفاسدين في الحكومة السابقة من خارج حزب الدعوة ، وأذا حصل تغيير فان التغيير سوف يكون فقط تبديل المناصب ليس الأ ، وهنا لابد من طرح التساؤل اين دور التحالف الوطني في مراقبة ومتاعبة أداء الحكومة هذا من جانب ، ومن جانب نطرح تساؤلنا على السيد العبادي كيف تحملون راية الاصلاح في المرحلة القادمة ، واجتثاث الفساد من مفاصل الدولة ، وحزبكم ورجاله في الدولة كانوا سبباً في ضياع وهدر المال العام والذي يقدر بـ 750 مليار دولار بحسب التقارير الغربية وليست المحلية ؟!!
الفساد الكبير الذي شهدناه خلال حقبة حكم السيد المالكي في مؤسسات الدولة ، ايقض النائمين ، وارعب الباحثين على الارقام المخيفة التي هدرت لمشاريع باسماء وهمية ، وعقود تدخل من باب لتخرج من باب آخر ، ناهيك عن المليارات المهربة الى الخارج والتي أمتلئت بها بنوك ومصارف الدول الخليجية والاوربية .
ما يقوم به السيد العبادي من إصلاحات هي مدعاة لغبطة امام هذه المافيات الخطيرة من عصابات سرقة المال العام والاختلاس ، ولكن في نفس الوقت نشدد على ضرورة ان تكون هذه الإصلاحات لجميع المشمولين بملفات الفساد سواءً كانوا من حزبه او من خارج حزبه ، لان الفاسد يُفْسِد بيئته ، ولا اعتقد ان تاريخكم وتاريخ حزبكم يسمح ان تلوثوه بالمفسدين ، والوقوف بوجه المفسدين أينما كانوا واينما حلوا سواء كانوا قيادات حزبكم او من خارج الحزب .
مشكلة العراق هي في “الفساد الاعظم” والذي اشرتم اليه ب”الحيتان” وهذا الفساد يكون في مشاريع الدولة والمقاولات وعمليات التشييد الكبرى .
العراق اليوم يعاني ثقافة فساد كون ان هذه الظاهرة موروثة من سنوات طويلة من حكومات فاسدة قبل وبعد التغيير عام 2003 ، لهذا الاولى تفعيل دور لجنة النزاهة البرلمانية ، وهيئة النزاهة والوقوف بحزم امام الفاسدين الذين اضاعوا البلاد ومصالح العباد ، والنهوض بواقع البلاد الماساوي ، وتحرير ارضنا من الارهاب الداعشي ، والتأكيد على أهمية دور القضاء وضرورة استقلاله والحث على الإسراع بتشريع قانون المحكمة الاتحادية وتحديد صلاحية مجلس القضاء الأعلى .
كما ان الإجراءات التي قام بها السيد العبادي من اقالة كبار قادة الجيش ، وإجراء عدد من التغيرات في مفاصل المؤسسة العسكرية وتعيين آخرين بدلا عنهم تعد خطوة مهمة جداً في طريق تصحيح المسارات الخاطئة ، وإصلاح واقع هذه المؤسسة ومحاربة الفساد التي تفشى ونخر مفاصلها الحيوية ، اذ لاشك ان هذه الخطوات والتغييرات في مفاصل هذه المؤسسة يساهم كثيراً في تغيير المعادلة على الارض في محاربة الارهاب الداعشي و تطويقه تمهيدا لطرده خارج البلاد ، والسعي نحو تهدئة الأوضاع الأمنية في البلاد. عموما ،والذي ينعكس بالإيجاب على المفاصل الاخرى المهمة في الدولة العراقية سواء في الاقتصاد او الجانب السياسي ونجاح مفهوم الديمقراطية المتلكئ في النظام السياسي الجديد في البلاد .