23 ديسمبر، 2024 11:18 ص

العبادي و(600) مليار دينار

العبادي و(600) مليار دينار

واصلت صحيفتنا ومنذ إنطلاقتها الأولى البحث والتقصي من أجل محاربة الفساد ومحاسبة المفسدين بكل عناوينهم وإنتماءاتهم.. لم تهتم لهذا الطرف أو غيره إلا من حيث عمله وإخلاصه للصالح العام..

كثيرة هي الوثائق والكتابات التي نشرناها على صدر صفحات رياضة وشباب وكلها إن لم يكن أغلبها، تحمل بين طيّاتها حالات تجاوز وهدر وأمور أخرى تحدث نالت من المال العام..

ظن من طالته سهام النقد أو من كان يقرأ ويتابع أننا سنتعب أو لن يهتم أحد لكتاباتنا الناطقة بالحق، لهؤلاء نقول.. مهما طالت ساعات الليل، لابد من شروقٍ للشمس.. وها هي كتابات وملفات صحيفتنا التي فتحناها بات يؤخذ بها من قبل أعلى الجهات الحكومية في الدولة العراقية.. وإن كل ما ننشره كان يصل إلى المعنيين في وزارة المالية الذين وكما يبدو إنتبهوا لأمور كثيرة (غفلوا) عنها وتحديداً بعد أن أصبح السيد الدكتور حيدر العبادي وزيراً للمالية بالوكالة.. ليأتي توجيهه الأول ومنذ شهرين تقريباً والقاضي بعدم صرف أي مبلغ من الميزانية التشغيلية للجنتين الأولمبية الوطنية العراقية والبارلمبية المختصة برياضة المعاقين!.. ونوضّح أن الأمور التشغيلية، تعني.. بطولات السفرات السياحية والمعسكرات الترفيهية والتجمعات الوهمية وشراء الآثاث وعمليات إدامة السيارات وغيرها مثل صرف المكارم والهبات وتقديم الهدايا والإيفادات الداخلية والخارجية وفقرات أخرى كثيرة لن نستطيع حصرها هنا.. وحسناً فعلت وزارة المالية حين أبقت على صرفيات الرواتب للعاملين والموظفين في هاتين اللجنتين.. كون هذه الشرائح تؤدي عملاً وظيفياً بحتاً.. ونحن إذ نشير للذي سبق، نبقى نؤكد بكوننا لم نستهدف شخوصاً بعينهم، بل أفعالاً وأعمالاً وكانت غايتنا وستبقى هي التبصير والتنوير والتعديل وإصلاح مسيرة عمل الرياضة العراقية التي باتت في وضعٍ (مخزٍ) يرثى له وهو ما إنعكس بالمجمل على الرياضة العراقية..

أكثر من (600) مليار دينار عراقي خصصتها الحكومات المتعاقبة بدءاً من 2003 إلى يومنا هذا للجنة الأولمبية ناهيكم عن الكم الهائل من المبالغ وبالعملات الصعبة التي دخلت الخزانة وخرجت من التي جاءت عن طريق المنح الدولية عربياً وآسيوياًوعالمياً مع هبات كثيرة من دول ومؤسسات وشركات راعية وإعلانات وتسويق وإستثمارات وإيجارات لمنشآت.. أغلب هذه الأموال لم تصب بمصلحة رياضتنا والدليل هو نتائج اللجنة الأولمبية واتحاداتها المركزية، حيث عجز الجميع ومن دون إستثناء عن تحقيق أي إنجاز (سفحت) من أجله الأموال وبقي الراحل عبد الواحد عزيز وحيداً بدون قريب أو حتى شريك ليحقق لنا ما حققه بوسامه (الأولمبي البرونزي)..

حين كشفنا أغلب الأوراق والملفات و(لدينا منها الكثير بعد) تمنينا متابعة المسؤولين المعنيين وقادة الرياضة للذي نكشفه وإعادة حساباتهم، كون الموضوع لا يتعلق بأشخاص كما يروّج البعض، بل هو من أجل المال العام والصالح العام وكل كتاباتنا كانت تتحوّل إلى قضايا رأي عام.. كان على أولئك الذين نعنينهم إزاحة الصور المصطنعة والبهرجة المزيّفة ويحاولوا النزول من أبراجهم العاجية ويعلموا أنّهم ليسوا الوحيدين في الساحة، بل هناك من يضحي ويرصد ويتابع ويشخّص ويكتب ويكشف ويتحمّل ما لا يتحمله أحد من دون جزاءٍ أو شكوراً، الفرصة لازالت سانحة أمام البعض ممن لم يتلوّث لتصحيح مساره وعمله ونذكّرهم، بعدم نفع الأبواب ومن يقف أمامها من الحراس ولا حتى وسائل الإعلام المشتراة، فعندما تفتح السجلات والملفات المعززة بالأدلة القاطعة والحاسمة، ساعتها لا يفيد ندم أو إعتذار..

نثني على خطوات السيد الدكتور العبادي رئيس مجلس الوزراء ونبارك همته التي لا نريد لها أن تخفت بمتابعة موضوع الرياضة العراقية ومالها وكيفية تخريجه ويبقي على طريقته الحالية بالمراقبة الجدية التي تعني تجفيف منابع الفساد من جذوره ونحث دولته أن لا يشمل ذلك المشاركات المهمة والبطولات الكبيرة للمنتخبات الوطنية التي تكون قادرة على تحقيق الإنجاز وجلب فرحة نصر تعزز النصر الأمني وتسعد ملايين العراقيين..