18 ديسمبر، 2024 11:21 م

العبادي و القطة البيضاء

العبادي و القطة البيضاء

موقفان يختلفان ويتناقضان ولايتشابهان لرئيس الوزراء حيدر العبادي الأول أن (حكومة الفريق الوزاري المنسجم) أنجزت خلال 14 شهرا ً 70% من برنامجها الحكومي وهي نسبة مبالغ فيها على الرغم أن القارئ للبرنامج الحكومي الذي قرأه رئيس الوزراء في ايلول 2014 كان برنامجاً أنشائيا يفتقد للمهنية والعملية والعلمية، أما الموقف الثاني هو خروج رئيس الوزراء عبر الفضائية الرسمية بعد ضغوط جماهيرية وتظاهرات عديدة وتكرار لخطب الجمعة بشأن سوء الاداء الحكومي ليقول إنا لا استطيع الأستمرار مع هذا الفريق الوزاري المنسجم.
في الشكل والمضمون أستقال  سبعة وزراء من التحالف الوطني وهم عادل عبد المهدي وباقر الزبيدي(المجلس الاعلى) وطارق الخيكاني ومحمد الدراجي ومحسن الشمري( التيار الصدري) وحسين الشهرستاني (رئيس كتلة مستقلون) ومحمد الغبان(بدر) وهذه الاستقالات بغض النظر عن نواياها واهدافها وأسبابها ومعطياتها لكنها بالاخير تحسب إلى هولاء الوزراء الذي تركوا مناصبهم بهدوء بلا ضحيح.
و بدوره وافق رئيس الوزراء حيدر العبادي على رمش عين على طلبات الأستقالة في الوقت الذي غض النظر وزراء ائتلاف القوى والتحالف الكردستاني عن تقديم استقالتهم والأستمرار بجلسوهم على المقاعد الوزراية لكن هل نحن نحتاج إلى استبدال وزراء ام استبدال الخطط الحكومية؟.
من أبرز أخطاء العبادي البارزة والظاهرة على السطح  أنه مايزال يدور في فهم أن الإصلاح يبدأ  هو تغيير الوزراء ورؤساء الهيئات المستقلة بينما كان من المفترض أن ينشغل العبادي كثيرا في توفير بنية إصلاحية داخلية للوزرات والهيئات المستقلة والمؤسسات الحكومية ووضع الاصلاح في مسارين الاول اختيار كفاءات تحقق البرنامج الداخلي أما المسار الثاني تحقيق إصلاحات تمس حياة المواطنين بشكل مباشر من خلال توفير الخدمات وتنمية الأقتصاد وتطوير العمل الوظيفي ووضع خطة للسكن والزراعة والتعليم من دون المسار الثاني لاقيمة ولاطعم للمسار الأول بمفرده.
تغيير الوجوه الوزارية بوجوه آخرى ستؤدي إلى ذات النفق المظلم وسيعود العبادي بعد عام عبر الفضائية الرسمية ليقول لنا غيروا لي الوزراء وهكذا لحين ماتنتهي هذه السنوات، الذي أعرفه أن بعض  المحيطين بالعبادي لايقدمون له مشورة ناضجة ولا واضحة وعزلوه بقصد أو بغيره  عن الرأي العام وبدأ الرجل يتبع نصائحهم الاصلاحية و التي هي في الغالب نابعة من تقيمات نفعية وشخصية وآطارها العام الانتقام والأقصاء.
طبعاً، الإصلاح ليست شعارات ولاخطابات ولاكلام في الهواء ولاضرب الخصوم الإصلاح وظيفة معقدة ومركبة تتطلب صبرا وجهداً وعملاً وتشريعات ورئيس وزراء لديه خطة عمل وقدرة على تخطي الأزمات بمرونة وانسيابية ، بكلام أوضح، رئيس الوزراء اذا استمر بهذا النهج من الأجراءات ويراها أنها إصلاحاتجذرية فأنه كالذي يركض وراء الشمس لاهثاَ .