العبادي ومعصوم والجبوري وحكم المزرعة

العبادي ومعصوم والجبوري وحكم المزرعة

من يتابع مواقف كل من رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية ورئيس البرلمان العراقي لا يجد مظهرا ولا روحا للدولة , بل يجد عندما يتعرف على مستشاري رئيس الجمهورية المدعو ” أمير الكناني ” الذي لم يظهر حنكة سياسية عندما رشحه التيار الصدري ليكون عضوا في البرلمان العراقي , ويجد السيدة جوان معصوم أبنة رئيس الجمهورية التي كانت عضوا في الحكومات الفاسدة التي أوصلت العراق الى أفلاس الخزينة , ويجد مستشاري العبادي رئيس الحكومة المدعو ” حقي الحكيم” الذي كان يعمل في الثمانينات عاملا في صبغ المنازل في ألمانيا , وقد سألني في ذلك الوقت عندما كنت أذهب محاضرا في المركز ألآسلامي في همبورك : هل يجوز أن نصبغ عشرين مترا ونقول لصاحب المنزل صبغنا أربعين مترا ؟ فقلت له : لا , لآن هذا سرقة وغش وكذب وكلاهما في ألآسلام حرام , فقال لي : أن معمما يقول لنا جائز لآن ألآلمان أهل ذمة ؟ فقلت له : هذا المعمم حرامي جاهل ويريدكم أن تكونوا حرامية ؟ واليوم أسمع كما تنقل بعض الفضائيات أن حقي الحكيم له سطوة في وزارة الخارجية مع الدكتور أبراهيم الجعفري الذي يقول عن عمل حقي الحكيم في وزارة الخارجية بأنه ” عونة ” ؟ وحقي الحكيم يعرف نفسه بأنه مستشار لرئيس الحكومة حيدر العبادي ؟ أما بقية مستشاري حيدر العبادي فحدث ولا حرج وهم جميعا من حليم الزهيري وعلي العلاق ووليد الحلي ورافد جبوري الذي كان مغنيا مما ينطبق عليهم قول الشاعر المتنبي :

وأن مثلك مما يجبى من بلاد بعيدة .. ليضحك ربات الحجول البواكيا ؟

أما مستشاري سليم الجبوري رئيس البرلمان العراقي فعندما نعرف المتحدث بأسمه المدعو عماد الخفاجي المتنقل بين فضائية ألآحتلال ألآمريكي ” الحرة عراق ” وبين فضائيات فتاة ألآستوديو لم يعد بنا حاجة لمعرفة وحدة الجميلي كيف أصبحت مستشارة وكيف أختفت لتحل محلها مستشارة أكثر وسامة وليس أكثر خبرة وكفاءة؟

وعندما نعرف أن أستجواب سليم الجبوري على زيارته لقطر ومشاركته في مؤتمر الدوحة حول العراق والذي تقدم به مائة عضو من أعضاء البرلمان الذين يثبتون في كل حدث أنهم خشب مسندة يجمعهم الراتب وألآمتيازات وتفرقهم العصا ألآمريكية مثلما فرقتهم عندما أراد قتيبة الجبوري الحزين على وزارة البيئة بالتعاون مع سليم الجبوري الواقع تحت ضغط خلية عمان لغسيل المال العراقي والسياسة العراقية , فعندما أتفق الجبوريان سليم وقتيبة على أستجواب العبادي على دمج وزارة البيئة في وزارة الصحة التي أصبحت وزارة حزب تنظيم العراق بزعامة صاحب الشهادة المزورة المدعو ” خالد ألآسدي ” مثلما أصبحت في زمن عديلة حمود وزارة العائلة فزوجها عبد الله وشقيقيها حازم وعلي وأختها هم كابينة ألآدارة في وزارة ميزانيتها تعادل ميزانية دولة عربية مجاورة ولكن نتائجها العظيمة أن أصبح المريض العراقي يبحث عن العلاج في الهند ؟ والمستشفيات التي بنتها الشركات التركية وأفتتحها المالكي أعلاميا لازالت مغلقة مثلها مثل محطات الكهرباء التي أفتتحها المالكي الذي تظل تراخيص النفط للشركات ألآجنبية أكبر صفقة خيانة لبيع حقوق العراق النفطية قام بها المدعو ” حسين الشهرستاني ” الذي أصبح وزيرا للتعليم العالي والذي نقل معه فضيحة التراخيص النفطية التي أدت الى أفلاس العراق من ثروته النفطية عندما وصل سعر برميل النفط الى ” 40 ” دولارا وما تتقاضاه شركات النفط ألآجنبية بفضل همة البهلول حسين الشهرستاني هو ” 30 ” دولارا أي أن العراق ألآن يحصل فقط على عشرة دولارات لكل برميل من نفطه ؟

وهذه هي نتائج دولة المزرعة وليست دولة القانون والحضور الدولي المتوازن , وعندما يطل علينا العبادي ومعصوم بتصريحاتهم عن عدم دخول العراق في المحاور الدولية وتحالفاتها يظنون أنفسهم وكأنهم قد قدموا للعراق نصرا دبلوماسيا وما دروا أنهم بعملهم هذا قد حرموا العراق المتأمر عليه بالسلاح وبألآرهاب والمسلوب ألآمن وألآرادة والسيادة والفاقدة دولته للقانون وللحضور الدولي المتكافئ مما جعل دولة العراق دولة فاشلة , وحكومة العراق حكومة عاجزة ومثيرة للسخرية لآن وزير عدلها خريج حاسبات لايعرف كيف يكتب سيرته الذاتية ؟ ووزير المالية كرديته قبل كل شيئ ووزير التخطيط عينه على خلية عمان للغسيل المالي والسياسي , ووزير الخارجية عراب فاشل للرقصة الحزبية في العراق ورئيس هيئة النزاهة تلميذ متدرب على أيدي المالكي الذي أعلن فشله متبرعا بسخاء تنقصه الحكمة والمعرفة كسخائه بهدر أموال العراق ؟

أن حكومة المزرعة ودولة المزرعة هي التي لاتقوى على محاسبة الرؤوس الكبيرة في الفساد كما دعت الى ذلك المرجعية الدينية في النجف التي لايزال عمار الحكيم يقيم مؤتمرا للمبلغين والمبلغات كنوع من أنواع المراهنة على الرقصة الحزبية في العراق والتي جمعت لمهرجانها كل من يعاني من خواء الروح والنفس والعقل لذلك أفرغت سياسة الدولة العراقية من العقل وأستعيض عنها بالعواطف والمزاج العشائري صاحب ألآسناد الذي يهمه الراتب الشهري على طريقة شيوخ التسعينات الذين أصبحوا علامة فارقة مثلما أصبحت أحزاب السلطة الفاسدة ماركة مسجلة بأسم الفاشلين الذي يمثلهم مسعود البرزاني في تصريحه لوكالة فرانس برس والذي يقول فيه : أنه لن يسمح للطيران الحربي الروسي للضرب داعش في العراق وسيوجه مضاداته الجوية ضده حتى وأن لم تقبل الحكومة المركزية في بغداد , لآن البرزاني يعرف أن في بغداد حكومة مزرعة وليست حكومة شعب ودولة , ولحكومة المزرعة في أقليم كردستان أمتيازات للشركات اليهودية ألآسرائيلية ومطار أربيل هو المطار المفتوح للشهية ألآسرائيلية وبعلم حكومة المزرعة في بغداد التي وصل بها الهوان أنها لاتعرف كيف تتعامل مع الحشد الشعبي الذي يشكل أمتعاضا أمريكيا وأوردغانيا وخليجيا سعوديا وبرزانيا بالرغم من غرق البرزاني في تظاهرات السليمانية الكردية , أما أستنجاد بعض ألآحزاب الكوردية المعارضة للبرزاني بأمريكا وفرنسا وبريطانيا وألآتحاد ألآوربي فهو التعبير الفاشل عن فقدان روح الوطنية والكرامة لمن عملوا في أحزاب المزرعة وحكومات المزرعة ودولة المزرعة التي يمثلها من تدور عليهم الدوائر مثلما دارت على قارون وهامان وفرعون , وتبقى قاعدة ” وتلك ألآيام نداولها بين الناس ” هي تأسيس قرأني ديني لآن الدين رسالة السماء التي لاتقبل الفطرة البشرية بديلا عنها وهذا ما لم يفهمه الجهلة والضالون الذين يملئون بعض المواقع صراخا وزعيقا وصخبا لآنهم لايعرفون معنى ” وداوني بالتي كانت هي الداء “

أحدث المقالات

أحدث المقالات