مضى مائة يوم على تشكيل حكومة العبادي، التي تميزت بتوافق سياسي كبير منقطع النظير، ودعم دولي وإقليمي واسع، ومباركة المرجع الديني السيد علي السيستاني، على غرار الحكومة السابقة التي لم تحظ على أي دعم يذكر .
بعدما تسلمت الحكومة الحالية، العراق بإثني عشر محافظة، إثر الخلاف الحاد الذي نشب بين حكومتي بغداد وأربيل، وقيام تنظيم داعش بإحتلال ثلاث محافظات، وخزينة الدولة فارغة، بسبب تصاعد حدة الفساد الإداري والمالي، وعمليات غسيل الأموال، مشاريع وهمية، جنود فضائيون، وصفقات مشبوهة، ومكاتب للتشليح، ووزارات بالوكالة .
خلافات داخلية إبان الفترة السابقة، فالساحة السياسية تميزت بسخونتها، إفتعال الأزمات كانت دائما ما تتصدر المشهد العراقي، نخرج من أزمة وندخل بأزمة أخرى، محافظات الجنوب ليست بأفضل حال، فهي تعاني الحرمان والإهمال، رغم إنها من تغذي العراق بميزانية تقدر بالترليونات، وعلاقات سيئة للغاية مع بعض دول الجوار، ذات التأثير الإقليمي .
التركة التقيلة التي خلفتها الحكومة السابقة، سرعان ما تمكن العبادي من حلحلتها الواحدة تلوى الأخرى، وأهمها قضية الخلاف بين حكومتي المركز والإقليم، وملف الوزارات الأمنية، وتمكن الجيش من إستعادة زمام المبادرة بإسناد من الحشد الشعبي، وكشف كثير من ملفات الفساد، والإنفتاح على المحيط العربي والدولي، الذي لم يشهد له مثيل .
إقرار النظام الداخلي لمجلس الوزراء، وإرسال الموازنة الإتحادية لسنة 2015، والتصويت على الوزراء الأمنيين، والقائمة تطول بإنجازات خلال مائة يوم، العبادي وخلال هذه الفترة القليلة، نجح نجاحا باهرا، حيث كانت تحديا من أجل إتبات وجوده، فعلى العكس من رئيس الحكومة السابقة، الذي لم يتمكن من صنع هذه الإنجازات طوال الثمان سنوات، رغم تشبثه بالسلطة .
النجاح الباهر الذي حققته الحكومة الفتية، أو التي باتت تعرف بحكومة الأقوياء، ستحمل أخبار سارة ستملئ قلوب العراقيين بالفرح، وستغيض الذين كانوا يفتعلون الأزمات وسراق مال الشعب المسحوق، الذين يعتاشون على خلق المشاكل من أجل التمويه على فسادهم .