23 ديسمبر، 2024 6:32 م

بالرغم من كل التطبيل والتهليل الذي رافق قبل وبعد معركة تكريت وإنها (نصر عراقي تاريخي)،فأنها ستبقى وصمة عار وشنار في جبين حكومة حيدر العبادي ،ومجلس النواب العراقي والأحزاب الطائفية الحاكمة ،وكل من له صلة في العملية السياسية الفاشلة،منذ بدء الاحتلال الامريكي ،حتى الاحتلال الايراني الفارسي،لان ما حدث بعد معركة تكريت من استباحة المدينة وأعمال وأفعال قامت بها عناصر من ميليشيات الحشد الشعبي (وفرسانه الأشاوس)، من نهب وحرق وتدمير للمحلات والبيوت والدوائر ،وكتابة شعارات فارسية وطائفية على جدران القصور الرئاسية وبيوت ألمواطنين وهتافات طائفية كريهة رددها بعض (الشروكية ) في الحشد ،عندما تطاولوا على(اخوانهم السنة) بالسب والشتم والانتقاص ،تثبت انها غزوة وليست معركة بين طرفين او عدوين،فماذا جرى في (غزوة الشروكية) لتكريت،وكلامنا هذا موجه لمن قام بالأفعال الدنيئة كالسرقة والنهب والسب والشتم وكتابة شعارات(لبيك ياخامنئي)،وغيرها من الشعارات،ولا يشمل الاخرين في الحشد بالتأكيد،لقد حول هؤلاء فرحة النصر المزعوم في معركة تكريت،الى نقمة وفضيحة بجلاجل لحكومة العبادي ،بل وللعبادي شخصيا ،لان من كان مقصودا بهذه الاساءة البالغة هو العبادي نفسه ،لان (عصابات معروفة في الحشد)،هكذا سماهم العبادي ،قامت بهذه الافعال لتسقيط العبادي كما إعترف بهذا في المكالمة الهاتفية مع صالح المطلك ،وانه مستهدف من جهات(لم يسمها )،وهو يقصد بالمالكي وعصاباته الاجرامية ،التي تريد وتعمل على اسقاط وتسقيط العبادي وحكومته،وهذا معروف للجميع،ولكن هذا كله لا يبرر هذه الجريمة/الفضيحة،لان العبادي أبلغ من قبل رئيس مجلس محافظة تكريت ومحافظها، ان الوضع في تكريت(أصبح خارج السيطرة)،
بعد اعتداء الميليشيات وحرامية الحشد بالاعتداء عليهم وطردهم خارج المحافظة،وابلغوهم بأنهم المسئولون عن المحافظة وأمنها ،وليس المحافظ ورئيس المجلس،وان كلمتهم هي العليا هنا،وبعد هذا قام حيدر العبادي بإصدار اوامر صارمة بإلقاء القبض على اي سارق او حرامي او اية سيارة او مركبة تحمل ممتلكات المواطنين ،او من يقوم بالسرقة وحرق الدوائر ودور المواطنين ومحلاتهم،وضرب حرامية عناصر الحشد أوامر العبادي عرض الحائط لان الحشد الشعبي اصبح (دولة داخل دولة لا يستطيع حيدر العبادي محاسبة احد من عناصره )،وتمادوا في الحرق والسلب والحرق وتفجير البيوت والاعتداء على حرمة المدينة،بطائفية وكراهية ،يرافقها عنصر الانتقام والثأر والحقد الدفين للمدينة وأهلها،والذي افصحت عنه هتافاتهم وشعاراتهم الطائفية،ان فشل رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة في إيقاف هذه المهزلة،ووضع حد لهذه ألميليشيات الوقحة كما يصفهم مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري،جعل من استحالة تهدئة الاوضاع وإطفاء شعلة الحرب الطائفية التي يقودها نوري المالكي وعصاباته،عملية مستحيلة،وإن البلاد تسير نحو الحرب الاهلية الطائفية الشاملة ،فالشعب العراقي يدرك تماما إن من يقوم بهذا الدور ويقود هذه العصابات والميليشيات هو نوري المالكي ،بدعم وتوجيه مباشر من ولي الفقيه علي خامنئي،تماما كما يحصل الان في اليمن الشقيق على يد عبد الملك الحوثي وميليشياته ،والهدف ادخال هو المنطقة في فوضى الحرب ألطائفية لتحقيق الاجندة الايرانية في التمدد والتوسع الفارسي الصفوي في المنطقة،اذن هو نفس السيناريو اليمني،وهكذا كانت غزوة تكريت التي قامت بها ميليشيات عراقية/ايرانية وحرس ثوري وفيلق قدس،تنفيذا لأجندة ايرانية وتعليمات مباشرة من ولي الفقيه الايراني،واختيار تكريت من قبل هذه الميليشيات وإصرارها على المشاركة في معركة تكريت ،رغم انسحابها التمثيلي بحجة مشاركة التحالف الامريكي ،له عدة مداليل طائفية سياسية واجتماعية لا تخفى على الحليم،فتكريت هي مسقط رأس صدام حسين وتضم قبره،(الذي فجرته وأحرقته الميليشيات ورفعت صورة قاسم سليماني ورايات العصائب وحزب الله فوق بنايته)،وهي تحتضن كبار القادة العسكريين في القادسية الثانية ،وكبار المسئولين في النظام السابق،وتعيش فيها عشيرة صدام حسين ،وعشائر اخرى مثل البوعجيل ،والتي اتهمها الحشد عن مجزرة سبايكر،فأصبحت المبررات جاهزة للانتقام والثأر من تكريت وأهلها ،فقامت هذه المجاميع الضالة الوقحة ،بحرق ونهب تكريت بطريقة ممنهجة ومنظمة وتحت انظار الجيش وبسياراته وعرباته وزيه ،دون ان يستطيع احد بمنعهم ،بمن فيهم قائد عمليات صلاح الدين ،
لا بل حتى العبادي لم يجرؤ القاء القبض على احد منهم ،بالرغم من ان الفاعلين معروفون للجميع،هكذا هو نفوذ سرايا الخراساني وكتائب حزب الله وعصائب اهل الحق ،ونتحدى ايا من الحكومة او من مجلس النواب ان يستطع تقديم تصريح يقول فيه ان الميليشيات المذكورة هي من قامت بهذه الافعال الاجرامية،هم فقط يدينون ويستنكر،ويأسفون،ويشكلون لجانا،وهكذا تضيع جرائم الميليشيات ،كما ضاعت جرائم سبايكر ومصعب بن عمير وجامع سارية الانصارية والحويجة والموصل والفلوجة وعشرات الجرائم الاخرى كسقوط الموصل وغيرها وصلاح الدين ،وأين لجانها ونتائج التحقيق فيها،هكذا ستذهب جرائم الميليشيات دون حساب في الوقت الراهن على الاقل،ولكن لا يمكن لها ان تفلت من يد العدالة والحساب ذات يوم قريب،غزوة تكريت تدق ناقوس الخطر لتقسيم العراق وإشعال الحرب الطائفية الاهلية على مرمى ومسمع من الحكومة والأمم المتحدة ومجلس الامن،غزوة تكريت الطائفية التي اقدمت عليها ونفذتها ايران بمساعدة اذرعها الميليشياوية في العراق،وقامت بأعمال طائفية دنيئة من الحرق والسلب والنهب والتفجير في بيوت ومحلات ابناء تكريت، ماهي إلا  وصمة عار في جبين من نفذها وتواطأ معها …..