23 ديسمبر، 2024 2:08 م

العبادي .. وعبادنا الصالحين !!!

العبادي .. وعبادنا الصالحين !!!

كثيرون من زملاءنا الصحفيين والمقربين يطالبوننا بالكتابة وتشخيص نقاط الضعف والقوة في هذه الشخصية او تلك ، أو بتلك الحكومة او تلك ، حتى وان كانت تحت اسماء مستعارة ، وذلك لوجود المسعورين الذين يخافون الاقلام الشريفة التي تسعى الى فضح كل ماهو ينافي الاخلاق والقيم ، ولكن جوابي دائما ان المحاولة الوحيدة التي استخدمت فيها اسمي المستعار هي يوم عبوري الى بر الامان بعيدا عن النظام البائد هربا من بطش اجهزته الامنية عام 1999 ، ويومها قسمت امام الله بانني لن اكرر محاولة التخفي باسماء مستعارة ، وأن أكون مع الحق ولن أخاف لومة لائم .

سبق لنا وان قدمنا سلسلة مقالات عن الأرهاب بمفومهه المجازي وليس الحقيقي والتي لم تنال رضا هؤلاء المسعورين ، فالارهاب هو ليس ( داعش ) والتفجيرات والقتل والخطف .. الخ .. بل هناك أرهاب من نوع آخر اصبحت مستشرية في مجتمعاتنا ومؤسساتنا ( كالارهاب العشائري وممارساته الخاطئة ، واطفالنا الذين يتعرضون الى عملية ارهاب من نوع خاص بالاضافة الى أرهاب الفساد الذي يستشري في البلاد في كافة مرافقها الحياتية )

واليوم أعود الى موضوع الفساد ، الذي يمارسه العاملون في الهيئات العراقية في الخارج ، وفي الوقت الذي بدأ فيه دولة رئيس الوزراء حيدر العبادي بحملته والضرب بقوة على الفساد والمفسدين ، فهناك من عبادنا الصالحين ممن يغطون على ممارسات دنيئة تلتهم قوت الشعب العراقي من قبل ممن قاموا بترشيح هؤلاء للعمل في هذه الهيئات مقابل ( دفاتر موسومة بصور جورج واشنطن ) .

وبحكم عملي الصحفي هنا سأتطرق الى الدائرة الثقافية في موسكو ( وإن كانت شهادتي مجروحة كوني سبق وان عملت في هذه الدائرة ) وبالتحديد سأتناول شخصية المستشار الثقافي ( د. حيدر الدباغ ) الذي وصل الى منصبه بصفقة مشبوهة أديرت من قبل أحدى نائبات البرلمان مقابل هذه ( الدفاتر ) لأبعاد الدكتور ابراهيم الشمري ( م. المستشار الحالي ) من تسلم مهام منصبه كمستشار ثقافيا ضمن السياقات الوظيفية التقليدية ، ما حدى بالسيد الدباغ الى تقديم تظلما الى السيد وزير التعليم العالي الأسبق علي الأديب وبضغط من هذه النائبة وزبانيتها تم تعيين الدباغ مستشارا بصيغة يلفها الغموض ( علمنا بأن السيد الوزير الحالي طلب التحقيق بها ) وابعاد الشمري لأنه لم يدفع الاتاوة المطلوبة ، ومر الموضوع دون أي متابعة او تحقيق وكأن شيء لم حدث .

شخصية السيد المستشار الثقافي تؤكد حاجتها الى العلاج النفسي ، لأنها تحمل من خصائص المصابين بهذه الامراض الكثير الكثير ، كالكذب والمراوغة والخداع والازدواجية في الراي والتصرفات ، حتى أنها وصلت الى أقرب المقربين له وهو أبنه ذو( 14 ) عاما من زوجته الاولى .. حيث يقوم بضربه شبه يومي باسلوب همجي وعنيف وطرده في منتصف الليل في شوارع موسكو ، رغم عمله أنه لا أحد لأبنه هناك ولايجيد اللغة الروسية ، ويقوم أبنه بالاستنجاد بهذا وذاك لأخراجه من محنته ، وقد نصحنا ولده باللجوءالى سعادة السفير العراقي في موسكو وبالفعل قام بذلك .

أزدواجية الموقف والنهج التآمري في التعامل مع موظفيه والشك والريبة صفة ملازمة لشخصية المستشار الثقافي وحسب قوله فإنه يمنح خصومه ( وهم الموظفين العاملين معه ) الآمان ثم ينقض عليهم وكأنه في زريبة ( حيوانات ) يأكل فيها القوي الضعيف ، يشتم هذا ويشكك في ذاك ، ويحرم لهذا ما يستبيح لغيره وإن الجميع لديه ( خصوم ) ، وتارة أخرى فإنه الشخص الوطني الذي يمثل أحدى مؤسسات العراق ويستخدم الكلمات المنمقة التي يرهب فيها موظفيه ومن جهة أخرى فهو ذلك الشخص الفاسد والبخيل ليس في المال فقط وإنما بخيل في أخلاقه وتصرفاته التي تبعده عن الإنسان السوي ، وضعفه الشخصي يغطيه بتصرفاته اللامسئولة ! فهو حتى يومنا ومنذ وصوله لم يقم بأي علاقة صداقة مع اي من نظرائه العرب والأجانب العاملين في الساحة ، أو مع أي رئيس مؤسسة علمية أو جامعة والتي من المفترض أن تكون ضمن أولوياته في بلد عمله ليس لضعفه فقط في تحقيق ذلك ، وإنما لبخله الشديد لأن وحسب رايه فإن ذلك سيكلفه مبالغ تستقطع من ( نثريته ) التي يحرم على محاسبه التصرف بها وإلا يقوم بإعادته الى العراق ، وهو الذي لا يكرم عاملة المطعم أو المقهى باي ( سنت ) اذا ما اضطر يوما الى دفع الحساب .

أن ما يمر به العراق ليس معني به السيد المستشار الثقافي !! لأنه يعمل في الخارج ، ، وما يعاني منه العراق من وقت عصيب سواء في مواجهته لعصابات ( داعش ) أوفي االوضع الأقتصادي الصعب ، لم يحرك من الوطنية ( الزائفة ) التي يحملها مستشارنا الهمام قيد أنملة ، وراح يبعثر باموال الدائرة هنا هناك وأختلاس ما يمكن أختلاسه . لتعويض ما دفعه باليمين كي يستلمه باليسار دون أن تكون هناك اي مراقبة من مراجعه العليا ، والتي على مايبدو تخاف من بطش النائبة التي رشحته أو زبانيتها ، او في إمكانية افتضاح أمرهم ودورهم في وصوله الى هذا المكان .

الدوائر المالية في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والمفتش العام في الوزارة ورغم تسلمهم كل الوثائق التي تؤيد فساده وضلوعه في عمليات تبديد أموال العراق ، لم تقم بمحاسبة السيد المستشار ومنها مثلا .. هل تمت مسائلة السيد الدباغ عن عقود التأمين لمنتسبي الدائرة والتي قام بتنظيمها بمبلغ ( 50 ) ألف دولار في الوقت كان بالامكان تنظيم مثل هذا العقد وبمبلغ يقل عن النصف مع مستشفى الخدمات الدلبوماسية التي تقدم خدماتها الطبية المتميزة الى المؤسسات الدبلوماسية العاملة في موسكو بشكل ممتاز ، لكن مستشرنا الهمام فضل إضافة ( 28 ) مؤسسة طبية أخرى فقط للتفاخر والتباهي غير مراعيا إن المبالغ الأضافية التي دفعها هي ليست من جيبه الخاص !!! لو كانت كذلك لما دفعها أو قام بإضافة مستشفيات أخرى لا تقدم ولا تؤخر أمام خدمات مستشفى الخدمات الدبلوماسية .