18 نوفمبر، 2024 3:19 ص
Search
Close this search box.

العبادي وشعار (الحقيبة الوزارية للاصلح)

العبادي وشعار (الحقيبة الوزارية للاصلح)

ربما لاتكون احلام ظهيرة او هذيان ناتج عن حمى او غيرها اذا ما وجدنا رئيس الوزراء العراقي الجديد حيدر العبادي يختار معيار الكفاءة والمهنية في تشكيل حكومتة الحالية مع مراعاة حصص الاحزاب والمكونات جميعاً وتجنب تكرار الوجوه القديمة قدر الامكان والتي ارتبط اسمها بشكل كببير بأرث الخراب الذي خلفه (المنتهية ولايته).

لن يكون صعباً على السيد العبادي ان يختار ذوي خبرة ومهارة في كل حقيبة وزارية مع مراعاة التخصص لدى هولاء المرشحين فلا يأتينا بزعيم ميليشيا ليجعله على رأس وزارة النقل او مغترب طيلة 30 سنة في دول اوربا ليجعله وزيراً للدفاع اويختار لمنصب وزيرة المراة شخصية مشغولة بمراقبة ملابس موظفيها ومعاقبتهم عليها اكثر من انشغالها بمساعدة نساء العراق والنهوض بواقعهن المزري .

ان من اشد الكوارث التي جرها المالكي على العراق خلال الفترة الماضية هي المحاباة والمجاملات وتقريب المتملقين وتطبيق سياسة تحرص على وضع الرجل غير المناسب في المكان الغير مناسب ايضاً ووفقاً لهذا المبدأ وجدنا وزير الرياضة مهندس ووزير السياحة ولاثار هو طبيب اسنان ووزير العلوم والتكنلوجيا هو خريج شريعة اسلامية وامام مسجد فيما كانت الطامة الكبرى في موظف بمديرية زراعية باحدى المحافظات الجنوبية تم منحه حقيبة وزارارة حقوق الانسان.

واذا كان الاختيار يخضع لحسابات التوازنات بين الكتل السياسية وليس للمالكي تأثير كبير عليه فأن الطامة الاكبر كانت بتعيين وزراء الوكالة وهي الظاهرة التي استمتع المالكي بها كثيراً حين اصباح الوزراء البدلاء اكثر من الاصليين فتارة تجد وزير الثقافة يحصل على حقيبة اضافية وهي الدفاع وبعدها تجد مهندس يدير ملف الطاقة يتحول في ثانية الى وزير للخارجية وكذلك يسند منصب وزير المالية بالوكالة لشخص اثبت فشلاً وتم اخراجه قبل ايام من ادارة وزارة التجارة بالوكالة ايضاً.

ويعد ملف اختيار الوزراء هو الاختبار الاول الذي ينتظر المواطنون من العبادي ان يثبت نجاحه فيه وعلى ضوء هذا الاختيار سيكون التقييم الاولي للشعب العراقي على شخص المالكي والبادرة الاولى فيه ان لايكرر ذات الاسماء القديمة او يأتي باختصاصات بعيدة عن طبيعة عمل الوزارة وان تخلو تشكيلاتة من الذين عرفواً بخطابات الطائفية او الذين تهربواً سابقاً من مسؤلياتهم او اثبتوا فشلاً فيها.

ياسيادة رئيس الوزراء لن يكون مقبولاً ابداً ان تعيد ذات الوجوه او الذين على شاكلتهم بذريعة ان هذا هو الموجود ، فالعراق يزخر بمئات الكفاءات العسكرية والصناعية والثقافية والزراعية والرياضية واقضائية والناشطين في حقوق الانسان وغيرهم الكثير من الذين اثبتوا نجاح في الداخل او حتى الخارج .

نعم سيادة العبادي لا نشترط عليك ان تأتينا بوجه معروف ومألوف لتضعه في هذه الوزارة او تلك ونرضا بوجه مغمور واسم غير معروف بشرط ان يكون لدية الخبرة والمهارة وقبل هذا ان يكون لدية حب العراق والنية الحقيقية لخدمة اهله وحينذاك ستكون سيادة العبادي قد خطوت اول مرحلة في مسيرة استعادة ثقة المواطن التي اطاح بها سلفك .

أحدث المقالات