20 مايو، 2024 7:05 ص
Search
Close this search box.

العبادي وسطوة الفساد (1)‎

Facebook
Twitter
LinkedIn

كنا قد استبشرنا خيرا بعد تولي السيد العبادي رئاسة الحكومة ولكن الاحداث باتت اقرب الى سلوك مواز لسلوك الحكومة السابقة محاصصة طائفية وفئوية وحزبية وتسلط جهات معينة على المشهد الامني والسياسي اما رأي المرجعية فضرب عرض الحائط والمجرب لايجرب ولا حاجة للكفاءات كي تاخذ فرصتها في محاولة الانقاذ
ان الخطوات التي انتهجها السيد العبادي رغم صدقيتها في تشكيل الحكومة فرشت لنا طريقا بالورود لكن سرعان ماتحولت الطريق الى اشواك وكأن السيد العبادي محكوم باجندة ثابتة غير قابلة للتغيير الا ماذر من الرماد في العيون فهو لم يحرك ساكنا باتجاه الهيئات المستقلة ولا مكافحة الفساد رغم الدلائل والبراهين الدامغة وقد كان الاولى به ان يوازي البحث في النجاح الامني البحث في مكافحة الفساد لان الارهاب والفساد وجهان لعملة واحدة وقد يقول قائل فلنعطي الفرصة للرجل حتى ينجح وللاجابة نقول نحن مع حكومة العبادي طالما كانت مع الحق والحق يبرز من خلال قرارات حاسمة تطال عصابة المفسدين في مكتبه او مكتب السيد المالكي سابقا فهم نفس النمايم التي تسلطت من قبل ولازالت تتمتع بنفس النفوذ ومازالو يسيطرون على قرارات الحكومة شئنا ام ابينا فهل من المعقول ان يظل عراب الفساد الاول رئيس هيئة النزاهة في محله رغم فضائحه المتكررة ام ان صلة القرابة بالسيد الساعدي مدير الدائرة القانونية في الامانة العامة هي من يغطي على فساده وهو الذي حول الهيئة من قوة ضاربة ضد الفساد الى حمل وديع بيد القائد الضرورة ومختار العصر ولربما ان التحديات اكبر من السيد العبادي نفسه لذلك اثر السكوت على المضي بمكافحة مافيا الفساد لانها ببساطة اقوى من سلطته وهنا التساؤل المهم اذن ماجدوى التغيير الذي حصل؟ وماجدوى نداءات المرجعية المتكررة ؟ وماجدوى المطالبات الشعبية؟ اذا كنا خرجنا من نقرة لنسقط في بئر اما الكلام عن محاولات افشال حكومة العبادي فهي عكاز هرم للهروب من الحقيقة المرة التي تواجهه وبالنتيجة قد يكون السيد العبادي جادا في مكافحة الارهاب ولكنه غير جاد بالمرة في مكافحة الفساد والدليل انه لم يتخذ خطوة بذلك الاتجاه اما خوفا او تواطؤا اوان الرجل غلب على امره من قبل اساطين الفساد المستشري في الوزارات والهيئات الغير مستقلة وهو الارجح , وبالتالي اصبح الوضع اكثر ماساوية بضمانات للمفسدين ورواتب تقاعدية جزيلة واخرها طلب القاضي علاء جواد الساعدي ( رئيس هيئة النزاهة) الاحالة على التقاعد كغيره من الفاسدين بعد ان اخضع الهيئة لسلطتهم وجعلها حصنا لهم من الملاحقات تحت ذريعة عدم كفاية الادلة وحفظ الاخبارات وفتح ملفات للشخصيات المعارضة لاتفه الاسباب
ان المبررات في عدم اتخاذ العبادي خطوات مهمة في مكافحة الفساد هي نفس المبررات التي سيقت من قبل حفاظا على الوحدة الوطنية او ماتبقى منها واظن وبعض الظن اثم ان صوت المفسدين يعلو من جديد وان السلوك المستفز بزيادة تهريب الاموال وتبييضها والرشوة هي الدليل القاطع على فشل السيد العبادي قبل ان يبدأ مهمته العسيرة وهنا لن يسكت الشعب مرة اخرى ولن يصبر لثلاثين سنة اخرى واحذر صولة الحليم اذا غضب واذا ثار وانتفض.  

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب