يقول العراقي البسيط ان حلم الله تعالى اربعون عاما فهل يطبق السيد رئيس الوزراء المحترم والسيد رئيس هيئة النزاهة هذه المقولة قبل الشروع في مكافحة حيتان الفساد ومافياته التي دمرت اقتصاد العراق ونهبت ثرواته وتركت المواطن في حيرته الابدية وما زلنا ننتظر بالتحديد موقفا للسيد الدكتور الياسري الذي بدا متحمسا للقيام بمسؤولياته حين تسلم موقعه ولكن ليس كل مايعرف يقال وربما سيطول الانتظار حتى يصحوا السيد الياسري من غفوته الاجبارية فقد تمكن الفاسدون من محاصرته وتحييده وبدأت حملتهم في استمالته وفق مبدأ المحاصصة والتوافق السياسي رغم ان الرجل يسعى جاهدا للحصول على اصالة ادارة الهيئة كي يكون مستندا على قاعدة برلمانية تمكنه من العمل بحرية ولكن هل يعلم السيد الياسري ان تمتعه بالاصالة لايعني حريته في مكافحة حيتان الفساد بل العكس صحيح لان من سيصوت له هو من افسد وبالتالي يصبح لزاما على السيد الياسري التغاضي كسلفه علاء الساعدي او الاستقالة حفاظا على مهنيته وتاريخه الاكاديمي والسياسي كما فعل رحيم العكيلي او انتظار صحوة ضمائر الفاسدين حتى يكتفوا من النهب ويتوبوا
غير ان المهم الان هو خطوات حقيقية لا تصريحات في كشف ملفات الفساد وهي اكثر من ايتام الابطال في الجيش وقوى الامن وقوى الحشد الشعبي وكما اطلعنا الرأي العام والمسؤولين في عشرات المقالات السابقة عن الفاسدين وداعميهم لكننا لم نجد عملا في متابعة اية قضية او ملاحقة اية ملف ولا ندري السر وراء ذلك بل ان الامر هو استخدام ( سوف) اصبح لازمة المتعهدين بمكافحة الفساد وهنا نستدرك وامام انظار السيد رئيس الهيئة السيد الياسري فملف سلفه قاضي الدمج ( علاء الساعدي)المتخم بقضايا الاختلاس والرشوة وسوء استخدام السلطة والسرقة بدءا بقضايا عقارات الدولة في كركوك وبغداد مرورا بسرقة اموال الحشد الشعبي واستحواذه على رواتب فوق استحقاقه بمبلغ مهول طمطمه له بعض النافذين في وزارة المالية وقبوله رشوة على شكل فيلا له وفيلا لاخيه من قبل عصام الاسدي في العطيفية فهل هذه الوقائع والاحداث لاتحرك ضميرا في هيئة النزاهة او ديوان الرقابة المالية للبدء ولو بتحقيق لذر الرماد في العيون واعلان النتائج على المحطات الفضائية بان السيد علاء الساعدي هو وزير سابق وامتلك كل هذه الاموال والارقام والعقارات من راتبه كرئيس لهيئة نزاعات الملكية (خمسة ملايين دينار بالمتوسط) وطوال ثمان سنوات مع تقشفه المفرط ووخزنه لراتبه كله طوال تلك السنين وليبدأ السيد الياسري بملف كشف المصالح المالية للساعدي ومن ثم التصريح والقول بان كل هذه القضايا هي ادعاءات بحق الساعدي وحق الفاسدين الاخرين حتى نصمت ولانشوه سيرهم العطرة المليئة بالحكمة والموعظة الحسنة وعليه ان لاينتظر اصالة الفاسدين ودعمهم طالما لديه القدرة الان على المبادرة في كشف كل الملفات وبلا استثناءات ونحن على يقين بوقوف الفقراء والمظلومين الى جانبه في محاربة دواعش الفساد.