-1-
لم يكن بمقدور د.العبادي أنْ يصل الى رئاسة مجلس الوزراء العراقي لولا إصرار المرجعية الدينية العليا ممثلةً بسماحة السيد السيستاني دام ظله ،على وجوب تغيير المسؤول التنفيذي المباشر الاول السابق ، بعد أنْ توالى التقصير في اداء الخدمات للمواطنين من جانب، مع ارتفاع مناسيب الفساد المالي والاداري من جانب آخر .
انّ الفساد المالي والاداري لا يقل خطراً عن الارهاب ، وهو سبب مركزي من أسباب تمكين الأوباش من (داعش) من تدنيس التراب العراقي الطاهر في العديد من مدنه ومحافظاته، وايقاع المجازر والجرائم التي تقشعر منها الأبدان، وترفضها كل الأديان، وهو مع ذلك يواصل ادعاءه الزائف بالانتساب الى الاسلام ،والاسلام بريء منه ومن جرائمه ومزاعمه وأباطيله وحماقاته .
-2-
وكان ايصاد المرجعية العليا بابَها أمام رئيس مجلس الوزراء السابق وأمام السياسيين العراقيين، إعلانا عاماً عن سخطها على أدائهم الكسيح ، وتقصيرهم القبيح .
وكان لهذا الموقف انعكاساتُه الكبيرة على كل الحراك السياسي الذي انتهى بازاحة كارثة الولاية الثالثة، وبداية مرحلة جديدة كان د. العبادي عنوانها البارز وأملها المنشود ..
-3-
وإدراكاً من د. العبادي لدور المرجعية العليا في تقويم المسار السياسي، وحرصاً منه على استلهام التوجيهات الموضوعية الرشيدة للمرجعية – بعيداً عن كل الشوائب والمصالح والحسابات الدنيوية – واصل التوجه الى النجف الاشرف ليحظى بعد التشرف بزيارة امير المؤمنين (ع) بلقاء
المرجع الديني الأعلى وإطلاعه بشكل واضح صريح ، على الأوضاع العراقية الراهنة، عبر تبيان المفاصل والمشاكل لسماحته، مُصغيا الى نصائحه وتوجيهاته،
وبقاء باب المرجعية مفتوحا أمامهُ يعني فيما يعني انه يحظى برضا المرجعية واسنادها، وهو رصيد ضخم يُمكنه من اجتياز العديد من العقبات والصعوبات ،كما يرفده بالروائع من النصائح والتوجيهات الثمينة .
-4-
ولعّل التوتر في علاقة “المالكي” بالمرجعية ، كان دعا (حزب الدعوة) الاسلامية الى ان يكون- منهاج حَفْلِهِ التابيني في الذكرى الخامسة والثلاثين لاستشهاد الامام الشهيد المرجع الاسلامي الكبير اية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر وشقيقته العالمة المجاهدة المظلومة الشهيدة بنت الهدى خالياً – من كلمة الأمين العام الاستاذ نوري المالكي الامر الذي سبب استياءه ومغادرته للحفل .
-5-
وقد وصلت التوقعات والتحليلات السياسية الى ما هو أبعد من ذلك، حيث يُنتظر أنْ يتم إبعادُه عن “الامانة العامة للحزب” وانتخاب بديل عنه ..!!
-6-
لقد شرح د.العبادي في زيارته الأخيرة للمرجعية الدينية العليا التي تمت مؤخراً، خطة تحرير الانبار ومعنى ذلك :
انه مصمم على استمرار التواصل مع المرجعية بشكل فاعل الامر الذي لابُدَّ أنْ تنعكس آثاره الايجابية على اكثر من صعيد .
ان هذه العلاقة المتينة تخدمه ميدانيا ، كما انها تُقَويه وتشد أزره دينيا وسياسيا واجتماعياً .
-7-
واذا كان هناك من يضنيه أنْ تكون علاقة د. العبادي بالمرجعية الدينية العليا وثيقةً قويةً، فانّ عليه أنْ يفهم انّ هذه العلاقة الوثيقة القوية تستمد مبرراتها من الموقع الروحي المتميز أولاً ،
ومن كونها أكبر القوى المؤثرة في الساحة سياسيا واجتماعيا .
وقد اثبتت المرجعية الدينية العليا أنّها صمّام الامان .
لقد كانت الاستجابة الشعبية لندائها في “الجهاد الكفائي” مذهلة بكلّ المقاييس، ومباركةً في النتائج والآثار والحمد لله رب العالمين .