23 ديسمبر، 2024 9:53 ص

العبادي والمالكي يموت الشعب ونحن نعيش

العبادي والمالكي يموت الشعب ونحن نعيش

يبدو ان العراق دخل مرة أخرى بصراع سياسي الذي يعتبر الصراع الازلي لم ينتهي في هذا البلد، وفي كل مرة يقع احد أبطال الصراع في الضربة القاضية الامريكية – الايرانية،  لكن هذه المرة واشنطن وطهران لن تتدخلا ، وقد يعترض البعض على كيفية عدم تدخل ايران وامريكا في هذا الصراع! .

الولايات المتحدة الامريكية وليعلم الجميع انها غير مهتمة بالعراق بالرغم من أنها تقود التحالف الدولي ، لكن يجب ان تقول للاخرين انني هنا ، امريكا سلمت ملف العراق الى موظف في وزارة الخارجية وطلبت منه ان يتولى الملف كون العراق ليس من اهتمامها حاليا، قد تكون مهتمة بالانبار لوجود اللتزام لها مع بعض الحلفاء .

اما ايران نعم هي متفقة مع امريكا في العراق على ان ما فوق الارض لها وتحت الارض للامريكان اي أنهأ لها ما يجري فوق الارض وامريكا المستفيد من تحت الارض من ثروات نفطية وثروات اخرى ، سيما وان الولايات المتحدة سعيدة جدا بالاتفاق الذي تجدد قبل شهرين .

فمنذ عام 2006 بدأت الصراعات السياسية بين كتل وليس شخصية  ، نعم ليس في عام 2003 ، تحديدا في عام 2006، بعد ان اعلن الصراع السياسي السني الشيعي الكردي ،  لكن اليوم الصراع الجديد فيه نوع من المتغيرات بسبب ما يجري في المنطقة والتقسيمات السياسية الجديدة ، فدخول رئيس الوزراء حيدر العبادي مع سليم الجبوري رئيس البرلمان وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر ورئيس المجلس الاعلى  الاسلامي عمار الحكيم  بمعسكر بالمقابل .. معسكر نوري المالكي رئيس ائتلاف دولة القانون وهادي العامري وابو مهدي المهندس وقيادات الحشد الشعبي التي تريد الدخول الى العملية السياسية بالقوة والعسكرة .

معسكران فيه صراع داخلي وشخصي ، الداخلية بين المالكي العبادي  تساعده شخصيات من خارج حزب الدعوة ، فسليم الجبوري يسعى للانتقام من المالكي الذي مايزال يشكل له “أرق” خوفا من كشف الملفات الذي يحتفظ بها المالكي ، اما عمار الحكيم فقد يبدو انه منزعج من التنازلات المستمرة للمالكي ولحزب الدعوة، سيما وان الحكيم هو عراب صفقة تولى العبادي رئاسة الوزراء ، عندما رشحه كنائب اول لرئيس البرلمان وفاز بتصويت النواب ، هنا حصل ائتلاف دولة القانون على حصته ، ورئاسة الوزراء ستكون للمجلس الاعلى او للمستقلين ، وهذا ما جرى قبل ليلية من تسمية رئيس البرلمان ونوابه ، لكن الحكيم عندما وجد صعوبه في  حصول حزبه على منصب رئيس الوزراء ، طرح العبادي لرئاسة الوزراء بدعم بريطاني امريكية وكان تحديداً يوم الاثنين من الاسبوع وبتوجيه امريكي ليخرج يوم الاربعاء الرئيس اوباما ليهنئ الشعب العراقي بتسمية رئيس وزراء العراق.

 اما زعيم التيار الصدري  مقتدى الصدر لم ينسى معارك النجف وكربلاء والبصرة  ويعتقد ان رأس نوري المالكي سيجعله ينسى ما جرى للتيار الصدري وتفضل عصائب اهل الحق على التيار من قبل المالكي ، اما رئيس الوزراء حيدر العبادي فبالفعل الشغل الشاغل له الان ليست الاصلاحات بل كيفية ازاحة المالكي ، الذي بدوره المالكي استمر بالتحالف مع هادي العامري وابو مهدي المهندس وقيادات الحشد الشعبي ، من أجل ان أزاحة العبادي بكل الطرق ، والانتقام من سليم الجبوري الذي “خذل” المالكي عندما عقد صفقة على حساب محافظة ديالى وتحالف القوى العراقية ، وذهب الى المالكي وتعهد بالتصويت له كرئيس للوزراء لولايه ثالثة ولاسيما ليعرف الجميع ان سليم الجبوري يوقع على اوراق بيضاء لكل دولة يعتقد انها ستبقيه رئيسا للبرلمان، اما هادي العامري ومع التحالف الدولي واصرار التحالف على عدم اشراك الحشد الشعبي في معارك الانبار ومعارك نينوى الذي من الممكن ان اقول ان الامريكان سيشركون الحشد الشعبي فيها لتصفية القيادات الايرانية وقادة المليشيات فيها ، العامري الذي لايعلن عن مساندته لاسقاط العبادي وحكومته لكن ينتظر هذه اللحظة كون العبادي حرم العامري والحشد الشعبي من التسليح ولايستمع لهم ، اما ابو مهدي المهندس يسعى فقط للحفاظ على المكتسبات التي يعتقد ان العبادي سيشطبها بلحظات، من سيسقط بالقاضية المحلية هذه المرة تحدده تحولات المنطقة والتطورات في العراق؟ ، سيما وان تعقد الصراعات في العراق و الشرق الأوسط وغياب ملامح تسوية واضحة لها بالمجتمع الدولي إلى البحث عن سبل جديدة لإيجاد حلول لهذه الصراعات التي يتداخل فيها السياسي بالاقتصادي والوضع الداخلي بمصالح أطراف إقليمية ودولية، والتي تكشف، وفق دراسة صادرة عن المركز الإقليمي للدراسات، عن تصاعد تركیز الأطراف الدولیة والإقلیمیة المنخرطة في الصراعات على ضرورة خلق واقع اقتصادي داعم للتسویة یحقق المصالح المجتمعیة في الحصول على مكاسب اقتصادیة من السلام.

فبعد انخفاض اسعار النفط وعدم وجود استثمارات في العراق والاقتصاد العراقي “ريعي” يعتمد على النفط ، دخل العراق في صراع اقتصادي داخلي وينتظره صراع اقتصادي خارجي ، بلد محطم  اقتصاديا لايمتلك من يقوده رؤية سياسية واقتصادية بالاضافة الى ان الصراع الداخلي اكثر مشكلة من الصراع الخارجي الذي يتم تصفيته في العراق .

كما لا ينفصل هذا الصراع عن الأزمة المالية الخانقة التي  يواجهها الحشد الشعبي نظرا لتخفيض الحكومة لمخصّصاته المالية إلى أقل من النصف بسبب الضائقة المالية الشديدة التي يواجهها العراق مع التراجع الحاد في أسعار النفط، كما قلت قبل قليل .

اذا نحن امام معسكرين الاول يقوده العبادي والثاني يقوده المالكي ما اريد ان اقوله وليعرفه الجميع ، ماتزال الولايات المتحدة الامريكية تستمع للمالكي وبقوة كورقة ضغط على العبادي بالرغم من انها لم تتدخل هذه المرة اذا اراد الشعب او الكتل السياسية تغييره او دعمه ، والولايات المتحدة انا اقول هذه المرة جادة بنفس الوقت بدعم اي جهة تحاول تقديم المالكي للمحكمة وقد يحصل ذلك في بداية العام المقبل ، سيما وان امريكا غير مهتمة بالعراق مطلقا وقد تفكر به بعد الانتخابات الرئاسية  الامريكية اي بنهاية عام 2016 ، لكنها تريد ان تنتقم من نوري المالكي والقيادات السنية والان الحشد الشعبي.
معسكران بدأت المعارك الباردة بينهم لننتظر من سيسقط بالقاضية منهم ، ام سيسقط الشعب مرة اخرى تحت شعار(ليموت الشعب ويعيش السياسيين).